لم يكن أكثر المتشائمين من جماهير النادي الأفريقي التونسي يعتقدون أن تصل وضعية ناديهم بالدوري الممتاز إلى درجة غير مسبوقة من التدهور، لكن الفريق الذي توج العام الماضي باللقب الـ13 في تاريخه خيب آمال عشاقه عندما ظهر بأداء هزيل ونتائج سيئة ضمن بطولة الدرجة الأولى لكرة القدم للموسم الحالي. ويشهد النادي الأفريقي أزمة نتائج هي الأعنف عبر تاريخه الحافل بالألقاب إذ حقق انتصارين فقط في ثماني مباريات مقابل تعادلين وأربع هزائم ليحتل بذلك المركز الـ13 برصيد ثماني نقاط متأخرا بفارق 17 نقطة كاملة عن المتصدر النادي الصفاقسي، و16 عن غريمه التقليدي الترجي التونسي. وعجز حامل اللقب عن الفوز في آخر خمس مباريات عندما تكبد ثلاث هزائم وخرج بالتعادل في مناسبتين، وهي حصيلة سلبية لم يشهدها النادي منذ موسم 1958-1959. اتهامات وشن عشاق الأحمر والأبيض حملة شعواء استهدفت مجلس إدارة النادي واللاعبين، مطالبين بوضع حد لنزيف النتائج السلبية، في وقت حملت إدارة النادي اتحاد الكرة والحكام مسؤولية الفترة الحالكة للنادي. ويرى عضو مجلس إدارة النادي رشيد الزمرلي أن مظالم التحكيم المسلطة على النادي في أغلب المواجهات التي خاضها إلى حد الآن تقف وراء الانطلاقة الكارثية للفريق. وقال الزمرلي للجزيرة نت الأخطاء الكارثية التي ارتكبها الحكام في حق فريقنا كانت فادحة ومؤثرة مباشرة على عدد من المباريات، وأبرزها أمام الترجي التونسي والترجي الجرجيسي وقوافل قفصة، وتسببت في حرمان الفريق على الأقل من ست نقاط كانت ستغير الوضع تماما. واستدرك الزمرلي بالقول أغلب اللاعبين الذين كانوا وراء تتويج النادي بلقب الدوري في يونيو/حزيران الماضي تعرضوا لإصابات مختلفة، ووجدنا أنفسنا في بعض المباريات منقوصين من جل الركائز، مما كلف الفريق هزائم بالجملة. وكان رئيس النادي الأفريقي سليم الرياحي أعلن عن نيته الانسحاب رسميا من منصبه والدعوة إلى عقد جمعية عمومية لانتخاب رئيس جديد للنادي في فبراير/شباط 2016 احتجاجا على ما تعرض له فريقه من مظالم، على حد تعبيره. وجاء قرار الرياحي بالتوازي مع إعلان إدارة الأفريقي عن سحب ثقتها من اتحاد الكرة ودعوتها لفتح تحقيق في ما اعتبرتها شبكة الفساد التي تنخر كرة القدم وتتلاعب بنتائج عدد من مباريات الدوري. أمجاد وألقاب من جهته، شدد المدرب نبيل الكوكي على أن الوضعية الراهنة ليست كارثية، وأن فريقه قادر على عبور أزمة النتائج الخانقة في أقرب الآجال. وقال في تصريحات بثتها القناة التاسعة إن النتائج الحالية لا تعكس العمل الكبير الذي يقوم به منذ تعيينه مدربا للفريق، وإن سوء الحظ وتفاقم إصابات لاعبيه زادا طين النتائج السيئة بلة، وعقدا وضعية الفريق ليصبح في أسفل ترتيب الدوري. وكان نبيل الكوكي خلف المدرب الفرنسي دانيال سانشاز على رأس الجهاز الفني للأفريقي عقب الهزيمة أمام الغريم التقليدي الترجي (2-0) ضمن الأسبوع الخامس، غير أنه عجز عن تحقيق الفوز منذ توليه منصبه الجديد. وفي وقت تحدثت تقارير إعلامية عن محدودية الزاد البشري من اللاعبين رأى قائد الأفريقي حسين ناطر أن خضوع اللاعبين لنسق طويل ومرهق من المباريات ضمن الدوري والكأس وكأس الاتحاد الأفريقي ساهم في تردي النتائج. وبرر ناطر عجز فريقه عن تحقيق الفوز في آخر خمس مباريات بوجود لاعبين شبان حلوا محل أصحاب الخبرة المصابين، مشيرا إلى أن الانطلاقة الحقيقية ستكون خلال الجولة التاسعة التي يستضيف فيها الأفريقي مستقبل المرسى بملعب رادس. سجل حافل وتأسس النادي الأفريقي في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 1920 بمنطقة باب جديد بـالعاصمة تونس بعد محاولات عديدة قوبلت بشروط صارمة من المستعمر الفرنسي، أبرزها تغيير اسم النادي الذي كان يحمل مسمى النادي الإسلامي الأفريقي. ويملك النادي ذو القاعدة الجماهيرية العريضة في تونس سجلا حافلا من الألقاب محليا وعربيا وقاريا، إذ حقق لقب الدوري في 13 مناسبة، والكأس في 11 مرة، كما توج بالبطولة العربية للأندية الفائزة بالكأس (1995) ودوري أبطال العرب (1997) وكأس شمال أفريقيا (2008) و(2010) والكأس المغاربية سنوات 1971 و1974 و1975 و1976. وفي ديسمبر/كانون الأول 1991 أصبح أول فريق تونسي يحرز كأس أفريقيا للأندية البطلة (دوري أبطال أفريقيا حاليا).
مشاركة :