دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي الأحد إلى إجراء الانتخابات الرئاسية قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال عون ضمن مهلة الشهرين التي ينص عليها الدستور، لكي “يتمكن الرئيس الجديد من قيادة سفينة الوطن بحكمة ودراية إلى ميناء الأمان”، آملاً في الوقت عينه أن يتم العمل على “تشكيل حكومة جديدة في أسرع ما يمكن لتتمكن من القيام بواجباتها كسلطة إجرائية”. وبانتخاب رئيس له أنجز البرلمان اللبناني الجديد أول استحقاق على عاتقه، لكنه ينتقل بذلك إلى مرحلة أكثر تعقيداً نظراً إلى التشعّبات السياسية في لبنان، ليبقى أمامه الاستحقاقان الأصعبان، وهما تكليف رئيس حكومة، وانتخاب رئيس للجمهورية، لأن ولاية الرئيس الحالي تنتهي في الحادي والثلاثين من أكتوبر القادم. وتأتي دعوة الراعي في وقت يشير فيه محللون إلى أن لبنان ذاهب نحو فراغ رئاسي. ويلفت هؤلاء إلى أن الانتخابات التي كان من المفترض أن تقود إلى انتخاب رئيس جديد بعد نهاية ولاية الرئيس الأسبق الراحل إلياس الهراوي لم تحصل بل تم تمديد ولايته ثلاث سنوات، قبل أن يتم انتخاب الرئيس إميل لحود الذي تكرّر معه السيناريو نفسه عند انتهاء ولايته. جوني منيّر: لبنان سيكون أمام فراغ رئاسي في نهاية العام الجاري وبعد انتهاء ولاية لحود صار الفراغ سيد الموقف، قبل أن تقود تسوية إلى انتخاب الرئيس السابق ميشال سليمان، الأمر الذي تكرر أيضا بعد انتهاء ولايته، قبل أن تقود التسوية الرئاسية بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر إلى انتخاب الرئيس ميشال عون بعد نحو عامين ونصف العام من الفراغ. ويقول المحلل السياسي جوني منيّر إن “لبنان سيكون أمام فراغ رئاسي نهاية العام الجاري”، مشيرا إلى أنه “في العام 2022 سنكون أمام فراغ رئاسي، ومن حوله اشتباك يتعلّق بإعادة ترتيب هرميّة السّلطة في لبنان”. وتوقّع منيّر أن “تحدث اشتباكات وضغوط قبل ترك عون كرسي الرئاسة تتعلّق ببقائه أو مغادرته”، مؤكّدا أنه “لا مجال لبقائه ساعة إضافيّة في قصر بعبدا، وهذا قرار دولي”. ولا يخفي الرئيس اللبناني الحالي سعيه للبقاء في كرسي الرئاسة بعد انتهاء ولايته، إذ صرح مؤخرا بأنه سيقبل بذلك إذا كان البرلمان موافقا، وقال أيضا “لن أسلّم البلاد إلى الفراغ”. وأسفرت الانتخابات النيابية اللبنانية التي عقدت في الخامس عشر من مايو الماضي عن فقدان حزب الله وحلفائه للأكثرية النيابية، وهو ما سيعقد مهمة انتخاب رئيسيْ الحكومة والجمهورية. ولا يخفي عون دفعه باتجاه انتخاب صهره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل خلفا له في قصر بعبدا، إلا أن فقدان حليفيه حزب الله وحركة أمل للأغلبية البرلمانية يعقد المسألة أكثر إلى جانب الخلافات بين باسيل وحركة أمل.
مشاركة :