اعتبر خبراء يمنيون أن بلادهم في حاجة إلى حوار وطني حقيقي ينتج عنه مخرجات سياسية تحكم المرحلة المقبلة، على غرار الحوار الوطني في تونس، وكذلك الحوار المزمع عقده في مصر، في الوقت الذي يحشد فيه رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي الدعم عربياً ودولياً لمساندة إحلال السلام في اليمن. وأشاروا إلى تأكيد العليمي، خلال زيارته لمصر حالياً، على أهمية استمرار الحوار في حل الأزمة اليمنية. وفي هذا السياق، أشار محمود الطاهر، المحلل السياسي اليمني، إلى أنه على رغم من عقد حوار وطني عام 2012، لكن «الحوثي» انقلب على مخرجاته. وأوضح الطاهر أنه لكي يجري حوراً وطنياً حقيقياً، فعلى «الحوثي» أولاً التخلي عن السلاح. وأضاف لـ«الاتحاد»، إن «الحوثي» لا يؤمن بالحوار والسلام، ما لم تكن خاضعاً له. واعتبر أن سعي العليمي لحشد الدعم من أجل السلام، هي محاولة أخيرة للتمسك بالسلام والحوار. في سياق متصل، أكد ماجد الفضائل الحقوقي اليمني أن الجماعة الوطنية دائماً تتحاور، وكان آخرها مشاورات الرياض اليمنية اليمنية، وجرى فتح أكثر من حوار وطني شامل بداية من 2013، وهو الحوار الذي خرج فيه مسودة للدستور، وشارك فيه جميع الفئات بنسب محددة كل بحسب حجمه، مشيراً إلى أن ما ترنو إليه جماعة «الحوثي» بعد كل حوار وطني يمثل عائقاً رئيساً، وفي حال عقد حوار وطني جامع، من الصعوبة أن يضم جماعة «الحوثي» التي تستخدم الإرهاب في عملها ضد الشعب اليمني. واعتبر الفضائل في تصريح لـ«الاتحاد» أن الحوار لا يجب أن يضم من يحمل السلاح، والفئات التي لها أجندة خارجية تهدف لخدمة مصالح دول أخرى الجامعة. وأكد أنه من المهم ضمان الإفراج عن الأسرى والمختطفين وفتح المعابر إلى جانب المطارات اليمنية بعد توقف فترة طويلة، بفعل الحرب المستمرة بسبب إجراءات جماعة «الحوثي» الإرهابية، مؤكداً أن الحكومة التزمت بكل بنود الهدنة في وقت سابق، ويجب استمرار الحوار الوطني الذي يعمل على تنفيذ باقي الاتفاق. وأشار إلى أن أي حوار يكون مصيره الفشل لا محالة مع ميليشيات لم تلتزم بمقومات الحوار، وخطوات بناء الثقة والهدنة، وبدلاً من فتح المعابر والطرقات، هددت بفتح المقابر لأبناء تعز. وشدد على أنه يجب الاتفاق على أسس لقيام حوار وطني جديد يضمن تنفيذ مخرجاته، بشكل واضح، من الجميع، وإلا ستستمر الأزمة ذاتها طوال السنوات المقبلة، بسبب تصرفات جماعة «الحوثي» الإرهابية. لكن عصام الشاعري المتخصص في حقوق الإنسان باليمن، اعتبر أنه بالنظر إلى الحوارات السابقة بين الأطراف اليمنية، فإن «الحوثيين» يصرون على إفشال أي اتفاق للسلام. ودلل على ذلك بمشاورات جنيف 1 وجنيف 2 ومشاورات الكويت واتفاق استوكهولم وماراثونات الحوارات المستمرة.
مشاركة :