تباينت ردود فعل الصحف العربية في 17 ديسمبر/كانون الأول بشأن العلاقات الأمريكية-الروسية عشية مؤتمر مقرر في نيويورك غدا، وبعد يومين من لقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو لبحث الوضع في سوريا. وعلى الرغم من أنه تردد أن الخلافات لا تزال عميقة بين الجانبين، فإنه من المقرر أن يلتقي وزراء خارجية العالم لبحث حل سلمي بشأن سوريا بعد أربعة أعوام من الحرب الاهلية. إلى ذلك، احتفت الصحف التونسية بالذكرى الخامسة للثورة فيما حذر البعض من أن أهداف الشباب لم تتحقق بعد. لا عزاء للعرب تساءلت فاطمة بن عبد الله الكراي في صحيفة الشروق التونسية عن مصير العرب بعد لقاء لافروف وكيري، قائلة إن موضوع حل الأزمة السورية سيكون بين واشنطن وموسكو ووفقا لمصالحهما ولا عزاء للعرب. قالت بقطع النظر عن أهداف ونتائج الحوار الروسي الأمريكي...فإن كل هذه التفاهمات بين البلدين نراها تتم بدون إيلاء أي أهمية للجانب العربي سواء منه المحاذي الى سوريا أو من هم متشنّجون ضد أي تعامل مع نظام الأسد. وأضافت سوف يتفطّن العرب أنهم لم يكونوا يوما جزءا من المشكل وليسوا جزءا من الحلّ... فقط سوف ننتظر تشكيل قوّة عربية ـ اسلامية بريّة سوف تُعبّد «الطريق» للقوات الغربية والروسية الجويّة. غير أن نور نعمة في الديار اللبنانية رأت أن التقارب الروسي الأمريكي سيضر بمصالح الخليج العربي وتركيا. فقالت حلت كارثة ومصيبة على تركيا ودول الخليج، فهذه الدول لم تتقبل بعد التقارب... فكيف اذا صار هناك تعاون بين اللاعبين الدوليين في سوريا!. ترى ما هي ردة فعل السعودية وقطر ودول خليجية اخرى الى جانب تركيا على احتمال حصول تعاون بين موسكو وواشنطن؟ واشنطن تقترب من موقف روسيا بعض الكتاب رأوا أن الموقف الأمريكي صار أقرب من الروسي. فقال رفيق خوري في الأنوار اللبنانية إنه لا مجال للخطأ في قراءة اتجاه التقارب في مواقف واشنطن وموسكو من المسائل الصعبة في سوريا... فمنذ البدء في مسار الثنائي كيري - لافروف والأميركي هو الذي يقترب من الموقف الروسي، وان حافظ على لهجة عالية في الخطاب. وأضاف أن الولايات المتحدة والشركاء لا يسعون الى تغيير النظام في سوريا حالياً، مع اعلانه (كيري بعد لقاء لافروف) اننا لا نرى الأسد يملك امكان ان يكون زعيماً لسوريا في المستقبل. لا بل يعترف باننا ركزنا اهتماماتنا ليس على ما نختلف عليه، ولا على ما يجب عمله فوراً حيال الأسد، بل على العملية السياسية التي سيقرر السوريون بأنفسهم في اطارها مصير بلادهم. سوريا والتحالف الإسلامي ورأي آخرون أن التحالف الإسلامي ضد الإرهاب يأتي لمساندة مواقف واشنطن في روسيا للتوازن مع موسكو. فقال منير الخطيب في السفير اللبنانية إنه من الممتع انتظار أن تحوّل السعودية تحالفها الجديد الى واقع عملي، نزولاً عند رغبات واشنطن التي يجول وزير دفاعها أشتون كارتر بين ربوعنا بحثاً عن بنادق تقاتل الإرهاب. وأضاف أن التحالف يهدف إلى التشويش على المبادرات الأمركية - الروسية عشية انعقاد المؤتمر حول سوريا في نيويورك. وبالمثل، قال نايف سالوم في الأخبار اللبنانية إن التحالف العسكري الإسلامي يهدف إلى التدخل المباشر في أوضاع الدول المستهدفة في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا... بتوكيل أمريكي وغطاء جوي من طائرات التحالف الدولي. ذكرى ثورة الياسمين إلى ذلك، اهتمت الصحف التونسية بالذكرى الخامسة للثورة التونسية، داعية إلى إعلان 17 ديسمبر/كانون الأول أو 14 يناير/كانون الثاني عطلة رسمية في البلاد. غير أنه على الرغم من سرد الانجازات التي تمت، قال محمد بو عود في صحيفة الصحافة التونسية إن الشرارة الأولى التي انطلقت ذات ساعة في يوم 17 ديسمبر 2010، وصلت اليوم إلى مفترق طرق لابد فيه من المراجعة الجدية والحسم في الاختيارات والابتعاد عن الشعارات، حتى لا تضيع الدولة التي بناها الشعب بعد أن ضاعت تقريبا الأحلام التي ثار من أجلها الشباب. وحذر من الوضع الاقتصادي والأمني والاجتماعي الذي لا يبشر بخير خاصة مع تفشي ظاهرة الإرهاب.
مشاركة :