اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس إنه يدعم على نطاق واسع خططا أمريكية لدفع عملية السلام في سوريا لكنه هاجم تركيا بلهجة غاضبة قائلا إنه ليس في وضع يسمح له بأن يغفر لأنقرة إسقاط طائرة حربية روسية. وفي كلمة أمام نحو 1400 صحفي في قاعة ضخمة داخل مركز مؤتمرات بموسكو قال بوتين إنه يدعم بشكل عام خطة أمريكية لإعداد مشروع قرار بالأمم المتحدة بشأن سوريا رغم أن الخلافات بين موسكو وواشنطن لا تزال قائمة. ولكنه أشار إلى أن موسكو ليست مستعدة لسحب دعمها للرئيس السوري بشار الأسد قائلا إن هناك حاجة لدستور جديد وإجراء انتخابات لتحديد مصير البلد الذي مزقته الحرب. وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي سنوي "نعتقد أن الشعب السوري وحده يستطيع أن يقرر من يحكمه" مضيفا أن موسكو ستواصل ضرباتها الجوية في سوريا ما دام الجيش السوري يواصل عملياته العسكرية. جاءت تصريحات بوتين بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لموسكو هذا الأسبوع وعشية اجتماع لقوى دولية في نيويورك يوم الجمعة لمناقشة الأزمة السورية.وانتهز بوتين فرصة المؤتمر الصحفي وهو حدث معتاد في الحياة السياسية الروسية ليطمئن الناخبين بشأن الوضع المتعثر للاقتصاد الروسي. وفي ظل العقوبات الغربية التي فرضت على موسكو بسبب أزمة أوكرانيا وتراجع أسعار النفط وضعف أداء الروبل من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الروسي بنحو أربعة في المئة هذا العام وهو أعلى نسبة انكماش له منذ الأزمة المالية العالمية. وقال بوتين "الاقتصاد الروسي تجاوز الأزمة أو ذروتها على الأقل."ورغم المصاعب الاقتصادية تظهر الاستطلاعات أن معدلات التأييد لبوتين التي عززها قراره ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية لروسيا العام الماضي وشن ضربات جوية في سوريا لا تزال عند 85 في المئة وهي لا تبعد كثيرا عن المستوى القياسي الذي بلغته في أكتوبر تشرين الأول وهو 90 في المئة. وفي رد على سؤال بشأن أوكرانيا -التي لا تزال علاقاتها متوترة مع موسكو بشأن الصراع المستعر في شرق البلاد وبسبب ضم شبه جزيرة القرم- بدا أن بوتين يؤكد على وجود قوات روسية خاصة في شرق أوكرانيا للمرة الأولى. وقال إنه يريد علاقات أفضل مع أوكرانيا بوجه عام. لكن خطابه لم يكن بهذا الود عندما تحدث عن تركيا وأوضح أنه ليس في مزاج يسمح له بأن يغفر لأنقرة إسقاط طائرة حربية روسية قرب الحدود التركية السورية في 24 نوفمبر تشرين الثاني.وفرضت تركيا عقوبات اقتصادية على أنقرة ردا على إسقاط الطائرة. واستخدم بوتين لهجة غاضبة في قوله إن تركيا ربما كانت تحاول تملق واشنطن بإسقاط الطائرة. وقال بوتين "من الصعب علينا أن نتوصل لاتفاق مع القيادة التركية الحالية إن كان ذلك ممكنا على الإطلاق" واصفا إسقاط الطائرة بأنه "عمل عدائي".وأضاف "ما الذي حققوه؟ ربما اعتقدوا بأننا سنهرب من هناك (من سوريا).. لكن روسيا ليست هذا البلد." وحكم بوتين وهو ضابط سابق في المخابرات السوفيتية البلاد بصفته رئيسا ورئيسا للوزراء على مدى 16 عاما.ولم يقل بعد إن كان يعتزم الترشح لفترة رئاسية رابعة في 2018. وإذا ترشح فسيظل في السلطة حتى عام 2024. وتتسم مؤتمراته الصحفية السنوية عادة بالطول ففي العام الماضي استقبل بوتين 53 سؤالا واستغرق المؤتمر ثلاث ساعات وعشر دقائق بينما حقق رقما قياسيا شخصيا في 2008 بالرد على 106 أسئلة على مدى أربع ساعات وأربعين دقيقة.
مشاركة :