أزمة الغذاء العالمية بين المطرقة الروسية وسندان العقوبات الأوروبية

  • 6/14/2022
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬فقط،‭ ‬أفرز‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التداعيات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية،‭ ‬إلى‭ ‬الارتفاع‭ ‬الحاد‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الواردات،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬المعادن‭ ‬والفلزات،‭ ‬حيث‭ ‬ارتفع‭ ‬سعر‭ ‬الألومنيوم،‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬42‭%‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬وحده‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬أزمة‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‮»‬،‭ ‬و«ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‮»‬،‭ ‬تحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬زائد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المراقبين‭ ‬الغربيين،‭ ‬باعتبارها‭ ‬قضية‭ ‬دولية‭ ‬رئيسية،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬يُشار‭ ‬إليهما‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬سلة‭ ‬خبز‭ ‬العالم‮»‬،‭ ‬نظرًا‭ ‬لصادرات‭ ‬الحبوب‭ ‬الهائلة‭ ‬من‭ ‬هما‭.‬ وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬التداعيات‭ ‬قصيرة‭ ‬وطويلة‭ ‬المدى‭ ‬للغزو،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬تداول‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الصادرات‭ ‬الغذائية‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية‭ ‬إلى‭ ‬البلدان‭ ‬الأقل‭ ‬نموًا‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬وإفريقيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬ومع‭ ‬انقطاع‭ ‬هذه‭ ‬الإمدادات‭ ‬الآن‭ ‬أو‭ ‬توقع‭ ‬تراجعها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة،‭ ‬واحتمال‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬وتزايد‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬والجوع،‭ ‬وسوء‭ ‬التغذية،‭ ‬والفقر،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الاضطرابات‭ ‬السياسية‭ ‬المحتملة‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬النقص؛‭ ‬حذر‭ ‬الخبراء‭ ‬الغربيون‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬كارثة‭ ‬إنسانية‭ ‬وشيكة،‭ ‬كما‭ ‬انتقدوا‭ ‬روسيا‭ ‬لحصارها‭ ‬الموانئ‭ ‬الأوكرانية‭.‬ ولتقدير‭ ‬مدى‭ ‬تهديد‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي؛‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬تحديد‭ ‬حجم‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬والسلع‭ ‬الذي‭ ‬تُصدر‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬البلدين‭. ‬وقبل‭ ‬فبراير‭ ‬2022،‭ ‬كانت‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وروسيا‭ ‬تساهمان‭ ‬بنحو‭ ‬30‭%‬‭ ‬من‭ ‬إمدادات‭ ‬القمح‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬تُصدر‭ ‬الأولى‭ ‬وحدها‭ ‬12‭%‬‭ ‬من‭ ‬القمح‭ ‬العالمي،‭ ‬و15‭%‬‭ ‬من‭ ‬الذرة،‭ ‬وما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬نصف‭ ‬زيت‭ ‬عباد‭ ‬الشمس‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬الحجم‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬الصادرات؛‭ ‬لاحظت‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬الأغذية‭ ‬والزراعة‮»‬،‭ ‬‮«‬الفاو‮»‬،‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬دولة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬واردات‭ ‬الغذاء‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬البلدين‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬يجب‭ ‬مراعاة‭ ‬الإمدادات‭ ‬الحيوية‭ ‬لبرامج‭ ‬المساعدة‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬ترعاها‭ ‬الدولتان‭. ‬وأشارت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬تلقي‭ ‬برنامج‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي،‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ -‬والذي‭ ‬يعتمد‭ ‬عليه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬115‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭- ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬نصف‭ ‬إمداداته‭ ‬من‭ ‬القمح‭ ‬من‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وحدها‭.‬ وبصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬للتدمير‭ ‬أو‭ ‬الضرر‭ ‬خلال‭ ‬الغزو،‭ ‬فإن‭ ‬الحصار‭ ‬الروسي‭ ‬للموانئ‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬رأى‭ ‬فيه‭ ‬المحللون‭ ‬الغربيون‭ ‬سببًا‭ ‬حاسمًا‭ ‬لنقص‭ ‬الإمدادات‭ ‬العالمية،‭ ‬وعدم‭ ‬استقرار‭ ‬السوق‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬مارتن‭ ‬فرير‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬حصار‭ ‬الموانئ‭ ‬الرئيسية،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬أوديسا‮»‬،‭ ‬و«تشورنومورسك‮»‬،‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الإمداد‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتم،‭ ‬إلا‭ ‬عبر‭ ‬الطرق‭ ‬البرية‭ ‬المزدحمة‭ ‬ذات‭ ‬الكفاءة‭ ‬الأقل‭ ‬بكثير‮»‬‭. ‬كما‭ ‬أوضحت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬98‭%‬‭ ‬من‭ ‬صادرات‭ ‬الحبوب‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تمر‭ ‬عبر‭ ‬ميناء‭ ‬أوديسا،‭ ‬أكبر‭ ‬الموانئ‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬والذي‭ ‬توقف‭ ‬الآن‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬كييف‮»‬،‭ ‬تصدر‭ ‬حوالي‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬الحبوب‭ ‬شهريًا‭ ‬قبل‭ ‬الغزو،‭ ‬باتت‭ ‬بحسب‭ ‬تصريح‭ ‬وزير‭ ‬زراعتها‭ ‬‮«‬ميكولا‭ ‬سولسكي‮»‬،‭ ‬تُصدر‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2022،‭ ‬1‭.‬1‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬فقط‭.‬ وفي‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬هذا،‭ ‬أضاف‭ ‬‮«‬فرير‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬والعقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الدولية‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬روسيا‭ ‬عطلت‭ ‬واردات‭ ‬الأسمدة‭ ‬والقمح‭ ‬والسلع‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬البلدين؛‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬‮«‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬الغذاء‭ ‬والوقود،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬النامية‮»‬‭. ‬وتُعد‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ضد‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬‭ ‬من‭ ‬الاعتبارات‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمسألة‭ ‬أسعار‭ ‬الأسمدة،‭ ‬أشارت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬من‭ ‬بين‭ ‬الأنواع‭ ‬الثلاثة‭ ‬الرئيسية‭ ‬للأسمدة‭ ‬الصناعية‮»‬،‭ ‬تعد‭ ‬روسيا،‭ ‬‮«‬أكبر‭ ‬مُصَدِر‭ ‬للأسمدة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬‮«‬النيتروجين‮»‬،‭ ‬وثاني‭ ‬أكبر‭ ‬مُصَدِر‭ ‬للأسمدة‭ ‬‮«‬البوتاسية‮»‬،‭ ‬والثالثة‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الأسمدة‭ ‬‮«‬الفوسفاتية‮»‬‭. ‬كما‭ ‬لحق‭ ‬الضرر‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بالزراعة‭ ‬الروسية‭ ‬أيضًا‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬فقط،‭ ‬استوردت‭ ‬موسكو‭ ‬ما‭ ‬قيمته‭ ‬870‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬المبيدات،‭ ‬و410‭ ‬ملايين‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬البذور،‭ ‬معظمها‭ ‬قادمة‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ضدها‭ ‬الآن‭ ‬قطعت‭ ‬معظم‭ ‬الشركات‭ ‬الغربية‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬شركائها‭ ‬الروس‭.‬ وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأضرار‭ ‬المادية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بكلا‭ ‬الدولتين؛‭ ‬أشار‭ ‬المراقبون‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬أزمة‭ ‬الغذاء‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭. ‬وفي‭ ‬مايو‭ ‬2022،‭ ‬حذر‭ ‬‮«‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش‮»‬،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نقص‭ ‬الحبوب‭ ‬والأسمدة،‭ ‬يهدد‭ ‬‮«‬بدفع‭ ‬عشرات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬سوء‭ ‬التغذية‭ ‬والجوع‭ ‬الجماعي‭ ‬والمجاعة‮»‬،‭ ‬سببها‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي،‭ ‬‮«‬وأن‭ ‬الأزمة‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬لسنوات‮»‬‭.‬ ومن‭ ‬المهم‭ ‬أيضًا‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬حدوث‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الإمدادات‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬جراء‭ ‬الأحداث‭ ‬الأخيرة،‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬جائحة‭ ‬الفيروس‭ ‬التاجي،‭ ‬الذي‭ ‬أثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭. ‬ووفقًا‭ ‬لـ«برنامج‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬يعيش‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬193‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬مباشر‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬الحرمان‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الغذاء،‭ ‬مع‭ ‬تدهور‭ ‬ظروف‭ ‬الإمداد،‭ ‬بسبب‭ ‬الجائحة‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي‭ ‬لأوكرانيا‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬حذر‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬بيزلي‮»‬،‭ ‬رئيس‭ ‬برنامج‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي،‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬‮«‬معالجة‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬القليلة‭ ‬المقبلة،‭ ‬سنشهد‭ ‬مجاعة،‭ ‬وسنرى‭ ‬زعزعة‭ ‬لاستقرار‭ ‬الدول،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الهجرة‭ ‬الجماعية‮»‬‭. ‬ وكتب‭ ‬‮«‬بول‭ ‬إيدون‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬‮«‬معرض‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬للتأثيرات‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬العالمية‭ ‬والإمدادات،‭ ‬نتيجة‭ ‬الغزو‮»‬‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬ناتاشا‭ ‬توراك‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬قبل‭ ‬الحرب،‭ ‬تم‭ ‬شحن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬95‭%‬‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬صادرات‭ ‬أوكرانيا‭ ‬من‭ ‬الحبوب‭ ‬والقمح‭ ‬والذرة‭ ‬عبر‭ ‬البحر‭ ‬الأسود،‭ ‬وذهب‭ ‬نصف‭ ‬هذه‭ ‬الصادرات‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬والآن‭ ‬أضحى‭ ‬هذا‭ ‬المنفذ‭ ‬الحيوي‭ ‬مُغلقا‮»‬‭. ‬ وفي‭ ‬تفصيل‭ ‬لذلك،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬إيدون‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬60‭%‬‭ ‬من‭ ‬الحبوب‭ ‬المصرية‭ ‬مستوردة،‭ ‬و80‭%‬‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الكمية‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭. ‬ومع‭ ‬تأكيده‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬وقوع‭ ‬أزمة‭ ‬غذاء‭ ‬للقاهرة‭ ‬ليس‭ ‬أمرًا‭ ‬متوقعا؛‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬لديها‭ ‬احتياطيات‭ ‬استراتيجية‭ ‬تكفي‭ ‬لمدة‭ ‬عام‭ ‬تقريبًا،‭ ‬وبالتالي‭ ‬‮«‬لديها‭ ‬الوقت‭ ‬لإيجاد‭ ‬بدائل‭ ‬أخرى؛‭ ‬وصف‭ ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬‮«‬سوريا‮»‬،‭ ‬و«لبنان‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬مروع‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬90‭%‬‭ ‬من‭ ‬واردات‭ ‬القمح‭ ‬وزيت‭ ‬الطعام‭ ‬لكليهما‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬البلدين‮»‬‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬توراك‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والسلع‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬زيادة‭ ‬التضخم‮»‬،‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬مستوى‭ ‬التضخم‭ ‬بالفعل‭ ‬14‭.‬8‭%‬‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬الحرب‭ ‬بأوكرانيا،‭ ‬فيما‭ ‬ارتفعت‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬بالمنطقة‭ ‬بنسبة‭ ‬34‭%‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭.‬ وعلى‭ ‬عكس‭ ‬البلدان‭ ‬الأقل‭ ‬استقرارًا‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا؛‭ ‬كتبت‭ ‬‮«‬نادين‭ ‬إبراهيم‮»‬‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الدول‭ ‬الخليجية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تستورد‭ ‬85‭%‬‭ ‬من‭ ‬إمداداتها‭ ‬الغذائية،‭ ‬واجهت‭ ‬أزمة‭ ‬الغذاء‭ ‬الراهنة،‭ ‬وهي‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬تام،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬لديها‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬وتوفير‭ ‬الموارد‭ ‬اللازمة‭ ‬لتنفيذها‮»‬‭.‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬توفيق‭ ‬رحيم‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬نيو‭ ‬أمريكان‭ ‬فاونديشن‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المنطقة‭ ‬قد‭ ‬تتعرض‭ ‬لصدمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬في‭ ‬الصيف‭ ‬الحالي‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬فريدريك‭ ‬ويري‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬كارنيجي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬تداعيات‭ ‬الوباء،‭ ‬وتغير‭ ‬المناخ،‭ ‬واحتمالات‭ ‬نهاية‭ ‬حقبة‭ ‬النفط،‭ ‬والإحباط‭ ‬المتزايد‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬الفرص‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬هناك‭ ‬تزايد‭ ‬لانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي،‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬اضطرابات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬المقبلة‭.‬ وبشكل‭ ‬خاص،‭ ‬تم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية،‭ ‬باعتبارها‭ ‬عرضة‭ ‬لارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬ونقص‭ ‬الغذاء‭. ‬وأشارت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬إنفاق‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬40‭%‬‭ ‬من‭ ‬متوسط‭ ‬دخل‭ ‬الأسرة‭ ‬على‭ ‬الغذاء‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬كيستر‭ ‬كلوميجاه‮»‬‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬مودرن‭ ‬دبلوماسي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬أصبحت‭ ‬‮«‬ضحية‭ ‬للأزمة‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية»؛‭ ‬لكن‭ ‬موسكو‭ ‬تجاهلت‭ ‬ذلك،‭ ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬‮«‬ألقت‭ ‬باللوم‭ ‬على‭ ‬العقوبات‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬الوضع‭ ‬غير‭ ‬المستقر‭ ‬الذي‭ ‬اجتاح‭ ‬إفريقيا‮»‬‭.‬ وعلى‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬تم‭ ‬انتقاد‭ ‬روسيا‭ ‬لتسببها‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حصار‭ ‬الموانئ‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وابتزاز‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬جيمس‭ ‬وارينجتون‮»‬،‭ ‬و«هانا‭ ‬بولاند‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬تليجراف‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬الحبوب،‭ ‬عالقة‭ ‬حاليًا‭ ‬في‭ ‬الموانئ‭ ‬الأوكرانية‭. ‬ورغم‭ ‬ادعاءات‭ ‬موسكو‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الموانئ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬فتحها‭ ‬حتى‭ ‬تتم‭ ‬إزالة‭ ‬الألغام‭ ‬البحرية‭ ‬منها،‭ ‬فإن‭ ‬المسؤولين‭ ‬الغربيين‭ ‬غير‭ ‬مقتنعين‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر‮»‬‭. ‬واتهم‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي،‭ ‬‮«‬أنتوني‭ ‬بلينكين‮»‬،‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬‭ ‬بـ«ابتزاز‮»‬،‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استهداف‭ ‬الإمدادات‭ ‬الغذائية‭ ‬الموجهة‭ ‬للتصدير‭. ‬وفي‭ ‬أبريل‭ ‬2022،‭ ‬اتهم‭ ‬‮«‬جوزيب‭ ‬بوريل‮»‬،‭ ‬رئيس‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬بالاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬بـ«تفجير‭ ‬وتدمير‭ ‬مخازن‭ ‬القمح‮»‬،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬‮«‬تجويع‭ ‬العالم‮»‬‭.‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬بعض‭ ‬المبادرات‭ ‬لدعم‭ ‬الإمدادات‭ ‬الغذائية‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحوافز‭ ‬الاقتصادية‭. ‬وفي‭ ‬مايو‭ ‬2022،‭ ‬زاد‭ ‬‮«‬البنك‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬تمويله‭ ‬لتعزيز‭ ‬إنتاج‭ ‬الغذاء‭ ‬والأسمدة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬18‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬لمشروعات‭ ‬تخفيف‭ ‬تدهور‭ ‬‮«‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والتغذوي‮»‬‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬وآسيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشرق‭ ‬أوروبا‭. ‬وحث‭ ‬‮«‬البنك‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬على‭ ‬‮«‬أن‭ ‬تبذل‭ ‬الدول‭ ‬جهودًا‭ ‬متضافرة‭ ‬لزيادة‭ ‬إمدادات‭ ‬الطاقة‭ ‬والأسمدة‮»‬،‭ ‬و«إزالة‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬تمنع‭ ‬الصادرات‭ ‬والواردات‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تشجع‭ ‬على‭ ‬التخزين‭ ‬غير‭ ‬الضروري‭ ‬لها‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬حذر‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬الغذاء‭ ‬والسلع‭ ‬والطاقة،‭ ‬يهدد‭ ‬بتداعيات‭ ‬‮«‬كارثية‮»‬‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭.‬ ومن‭ ‬جانبه،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬غوتيريش‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الآثار‭ ‬الأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والمالية‭ ‬المعقدة‭ ‬لأزمة‭ ‬الغذاء،‭ ‬تتطلب‭ ‬حسن‭ ‬النوايا‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬شامل،‭ ‬بشأن‭ ‬صادرات‭ ‬القمح‭ ‬والحبوب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬إلى‭ ‬بقية‭ ‬العالم‮»‬؛‭ ‬لكنه‭ ‬أكد‭ ‬أيضًا‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬حل‭ ‬فعال‭ ‬لأزمة‭ ‬الغذاء‭ ‬دون‭ ‬إعادة‭ ‬دمج‭ ‬الإنتاج‭ ‬الغذائي‭ ‬الأوكراني‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تسمح‭ ‬روسيا‭ ‬بالتصدير‭ ‬الآمن‭ ‬للحبوب‭ ‬المخزنة‭ ‬في‭ ‬الموانئ‭ ‬الأوكرانية‮»‬‭.‬ وفي‭ ‬إدراك‭ ‬لأهمية‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬يجب‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬قد‭ ‬اختارت‭ ‬إعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬لأمنها‭ ‬الغذائي‭. ‬وفي‭ ‬13‭ ‬مايو‭ ‬2022،‭ ‬فرضت‭ ‬‮«‬الهند‮»‬،‭ ‬حظرًا‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬القمح،‭ ‬مع‭ ‬استثناءات‭ ‬طفيفة‭ ‬فقط‭. ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬‮«‬نيودلهي‮»‬،‭ ‬ليست‭ ‬مُصدرًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬للقمح‭ ‬حاليًا،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬صادراتها‭ ‬منه‭ ‬تمثل‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬1‭%‬‭ ‬من‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية؛‭ ‬إلا‭ ‬ان‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬نيوز‮»‬،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تعتبر‭ ‬‮«‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬منتج‭ ‬للقمح‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬فهي‭ ‬مرشح‭ ‬محتمل‭ ‬لتحل‭ ‬محل‭ ‬الصادرات‭ ‬الأوكرانية‭ ‬والروسية‭ ‬إلى‭ ‬آسيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وإفريقيا،‭ ‬لاسيما‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬القمح‭ ‬العالمية،‭ ‬بنسبة‭ ‬6‭%‬‭ ‬تقريبًا‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬إعلانها‭ ‬الحظر‭. ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬26‭ ‬دولة‭ ‬تقوم‭ ‬الآن‭ ‬بتنفيذ‭ ‬قيود‭ ‬صارمة‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية،‭ ‬تصل‭ ‬لـ«الحظر‭ ‬التام‮»‬‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الحالات،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬شجبه‭ ‬وزير‭ ‬الأغذية‭ ‬والزراعة‭ ‬الألماني،‭ ‬‮«‬جيم‭ ‬أوزدمير‮»‬،‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬بدأ‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬قيود‭ ‬على‭ ‬الصادرات؛‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬لن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الأزمة‮»‬‭.‬ على‭ ‬العموم،‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أنه‭ ‬كلما‭ ‬استمرت‭ ‬أزمة‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي،‭ ‬ستزداد‭ ‬عواقبها‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬سوءًا،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬إشارة‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬توجد‭ ‬دولة‭ ‬محصنة‭ ‬ضد‭ ‬آثار‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬لمعالجة‭ ‬هذا‭ ‬الأمر؛‭ ‬فإن‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬لتسهيل‭ ‬فتح‭ ‬الموانئ‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يقوضها‭ ‬الرفض‭ ‬الروسي‭ ‬واللوم‭ ‬الغربي،‭ ‬وأفضل‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬مؤخرًا‭ ‬اتهام‭ ‬‮«‬تشارلز‭ ‬ميشيل‮»‬،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأوروبي،‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬اجتماع‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬مسؤولة‭ ‬وحدها‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‮»‬،‭ ‬وما‭ ‬تبعه‭ ‬من‭ ‬انسحاب‭ ‬سفير‭ ‬روسيا‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬‮«‬فاسيلي‭ ‬نيبينزيا‮»‬،‭ ‬ردًا‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬مخلفًا‭ ‬بذلك‭ ‬فشلاً‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬أي‭ ‬حل‭ ‬إيجابي‭ ‬لهذه‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬المتفاقمة‭. ‬

مشاركة :