حصل الفيلم الوثائقي «من ذاكرة الشمال» على جائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم وثائقي قصير، ضمن مسابقة مهرجان أفلام السعودية في دورته الثامنة، وهو يحكي ذكريات حرب الخليج من الناحية الإنسانية والاجتماعية، وانتهى منه المخرج والمنتج السينمائي عبدالمحسن المطيري بعد عامين من العمل، وذكر المطيري أن ما يميز مهرجان أفلام السعودية أنه بوصلة لإيجاد الأفكار، وقبلة السينمائيين المحليين، وخارطة طريق للمزيد من الإبداع والتميز للسينما السعودية التي تشق طريقها إلى العالمية.أزمة الخليجوحول فيلم «من ذاكرة الشمال» واختياره لهذه الحقبة وتوثيقها، قال: كل الحقب الزمنية بالنسبة لي لها أهميتها، ولكن شخصيا أجد أن حقبة الثمانينيات مليئة بالأحداث والمتغيرات، متصفة بالمتناقضات، والأهم لدي أن طفولتي كانت فيها، خاصة مع نهاية فترة الثمانينيات، وأرى أن أزمة الخليج التي يتناولها الفيلم تم تناولها كثيرا، ولكن تم التركيز على الاشتباك العسكري والتعقيد السياسي والتغييرات الجيوسياسية التي أعقبتها، لذلك حرصنا على تناول الأزمة من ناحية الذكريات الاجتماعية، واسترجاع ذاكرة الطفولة والحارة وشريط الأحداث من وجهات نظر مختلفة.صعود لافتولفت إلى أن الفيلم الوثائقي السعودي يعيش في صعود لافت في جانبه التوثيقي التلفزيوني والسينمائي وحتى السياحي المتعلق بالآثار والرحلات، فالقصص في المملكة كثيرة ومتنوعة وأصيلة وتستحق أن تروى، مؤكدا أن الفيلم أقرب إلى التوثيق الاجتماعي الخاص بالذكريات، والخاص بلوحات زمنية متفرقة ومتناثرة في أعمار مختلفة، زامنت وقت الأزمة بكل تفاصيلها الطفولية أو حتى تفاصيلها اللحظية من الناحية الاجتماعية. اقتباس القصصويرى المطيري أن أفضل ما في الفيلم هو اقتباس القصص من المجتمع المحلي، وتابع: طوال السنتين الماضيتين بدأت فكرة التصوير من خلال 3 إلى 4 أشخاص فقط، لتتحول إلى أكثر من ٢٠٠ صانع وصانعة ومتحدث ومتحدثة في الفيلم شاركونا شغفهم وتجاربهم، وهذا الفيلم يمثلهم أولا قبل تمثيلي وتمثيل المنتجين، إذ وصلنا إلى ما يقارب ٣٠ قصة مختلفة، وانتهى الفيلم بـ ١٣ قصة، وهي تجربة جميلة وعميقة ومهمة.نقص المالأما عن التحديات التي واجهت العمل، فقال: المال ولا شيء غيره، إضافة إلى الوقت، إذ واجهت وزملائي نقص المال خلال فترة التصوير والمونتاج وغيره، ولكن بسبب الإرادة والعزيمة أنجزنا كل ما هو مطلوب إتمامه، ونسعى إلى توزيع الفيلم على المهرجانات حول العالم.وعبدالمحسن المطيري مخرج ومنتج سينمائي سعودي، درس الفيلم في الولايات المتحدة، وشارك في إخراج وإنتاج أكثر من ١٤ فيلما سعوديا، كما شارك بالعمل في مجموعة من الأفلام السعودية التي نالت عدة جوائز، كما أنه كاتب مقالات حول السينما والأفلام في عدد من الصحف والمجلات العربية.تجربة حيةوقالت أروى المزاحم، إحدى المشاركات في إعداد الفيلم الوثائقي: أنا سعيدة بمشاركتي وكوني كنت جزءا من فيلم «من ذاكرة الشمال» الثري بالقصص والأحداث الواقعية التي حدثت أثناء حرب الخليج، ومشاركتي كانت عن معاناة والدتي بسبب حملها بي في تلك الفترة، وعن أهم الصعوبات والمخاوف التي واجهتها وحالتها النفسية التي تأثرت كثيرا بسبب استماعها للأخبار في التلفاز، ولكنها بفضل الله تماسكت حتى لحظة ولادتي.وعبرت عن إعجابها بمبادرات التكريم للمجهودات العظيمة التي قام بها صناع الأفلام والممثلون، وتسليط الضوء على أهم الأفكار الخاصة بكل الأفلام التي عرضت، القصيرة والطويلة والروائية والوثائقية، إضافة إلى رحابة المكان وتنظيمه ومراعاة أدق التفاصيل من قبل القائمين عليه.قيمة المحتوىوقال محمد السعيد، أحد المشاركين في الفيلم، إن الفوز في المهرجان دليل على قيمة المحتوى المقدم، ومشاركة الكثيرين في الفيلم كانت تطوعا، كما أن الجزء المشترك بين كل المشاركين هو عيش الفترة بأحداثها لكن بطريقة مختلفة، مؤكدا أهمية نقل التجربة لمن هم خارج المنطقة، وأضاف أن ما دعاه للمشاركة هو والده -رحمه الله- الذي كان يعمل في المطار، وكان مطلعا على الاستعدادات والإجراءات الاحترازية لأي عمل معاد أو قصف كيماوي، وأنهم من سكان الخبر ولم يخرجوا منها فشهدوا الأحداث وعاشوا تفاصيلها.الفيلم يسترجع ذاكرة الطفولة والحارة وشريط الأحداث من وجهات نظر متباينة200 صانع ومتحدث شاركوا شغفهم وتجاربهم في صناعة 13 قصة مختلفة
مشاركة :