محللون: أسواق النفط تشهد مزيدا من المنافسة على خامات الشرق الأوسط

  • 6/13/2022
  • 23:05
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

استهلت أسعار النفط تعاملات الأسبوع على تباين بسبب تزايد الإصابات مرة أخرى بفيروس كورونا في بكين، إلى جانب ارتفاع نسبة التضخم العالمي وانخفاض معدل النمو، كما أدت المخاوف من رفع أسعار الفائدة الأمريكية إلى الضغط على أسواق المال العالمية بعد ارتفاع معدلات التضخم بشكل قياسي، بحسب البيانات الأمريكية. وارتدت أسعار النفط عن خسائرها، وتحولت إلى الصعود بعد انخفاضها عند الافتتاح، حيث ارتفع برنت إلى 122.22 دولار للبرميل، والخام الأمريكي إلى 120.90 دولار. وقال لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون، إن أزمة الإمدادات الناجمة عن اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية، والعقوبات التي أعقبت ذلك على الطاقة الروسية، دفعتا المصافي في أوروبا إلى اللجوء إلى خامات الشرق الأوسط. وأوضحوا أن الأسواق شهدت مزيدا من المنافسة على خام الشرق الأوسط الخفيف مع احتمال اضطرار مصافي التكرير الآسيوية إلى دفع الأسعار إلى أعلى عند الوفاء بمتطلباتها للخامات الخفيفة. ويقول روبرت شتيهرير، مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، إن أسعار النفط الخام شهدت تقلبات في بداية التعاملات بعد تنامي المخاوف من حدوث إغلاق جديد في الصين، ما يضعف الطلب العالمي على النفط الخام والوقود، وهو العامل الذي تزامن تأثيره في السوق النفطية مع توقعات تفاقم معدلات التضخم في الولايات المتحدة. ونوه إلى ما قالت جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، إن ما تريد الإدارة الأمريكية فعله هو الحفاظ على تدفق النفط الروسي إلى السوق لخفض الأسعار العالمية ومحاولة تجنب الارتفاع الذي يتسبب في ركود عالمي ويدفع أسعار النفط إلى الارتفاع مع العمل في الوقت نفسه على الحد من عائدات روسيا المالية. من جانبه أكد ردولف هوبر، الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، أن روسيا تسارع في خطط بيع نفطها للصين والهند بتخفيضات كبيرة، حيث إن أسعار الطاقة تتجاوز بكثير تكاليف الإنتاج، ما يوفر هامش ربح أعلى ويمكن من إجراء خصومات أوسع لكسب زبائن بدلاء عن أسواق أوروبا والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الخصم في أسعار البيع للنفط الروسي من خام برنت وصل إلى 30 دولارا. وأضاف أن روسيا تمضي قدما في تحركها الجديد نحو إعادة توجيه التدفقات النفطية إلى آسيا كبديل عن أوروبا للتغلب على تأثيرات الحظر الأوروبي على النفط الروسي والعقوبات المرتبطة بالحرب في أوكرانيا بشكل عام، ولكن عمليا لا يمكن لروسيا إعادة توجيه كل تدفقات النفط والوقود التي تذهب حاليا إلى أوروبا إلى الهند والصين بشكل سريع. من جهته، يقول ماثيو جونسون، المحلل في شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، إن روسيا حددت 45 دولارا فقط للبرميل من خام برنت في ميزانيتها عن العام الماضي، بينما تحصد أرباحا واسعة حاليا، حيث تجاوزت عائداتها النفطية الفعلية العام الماضي التوقعات الأولية بأكثر من 51 في المائة، كما حددت أسعار النفط الخام للعام الجاري عند مستويات مقاربة، لافتا إلى وجود عدم رضا أمريكي أوروبي مشترك عن هيكل أسواق النفط العالمية، حيث تدرس مقترحات بوضع حد أقصى لسعر كل من النفط والغاز. من ناحيتها تقول نايلا هنجستلر، مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية، إن وضع أسواق الطاقة في حالة اضطراب منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا وما ترتب عليها من عقوبات أمريكية وأوروبية. وارتفعت أسعار النفط طوال الأسبوعين الماضيين تحت أمل زيادة الطلب على الطاقة في الصين، إلا أن تلك الآمال تراجعت بعد تزايد الإصابات مرة أخرى في العاصمة بكين، إلى جانب ارتفاع نسبة التضخم العالمي وانخفاض معدل النمو، وعلى الجانب الآخر أدت مخاوف رفع أسعار الفائدة إلى الضغط على أسواق المال العالمية، بعد ارتفاع معدلات التضخم، بحسب البيانات الأمريكية. من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 123.19 دولار للبرميل الجمعة مقابل 123.21 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة، حقق أول تراجع محدود بعد ارتفاعات سابقة عدة، وإن السلة كسبت نحو ستة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 117.15 دولار للبرميل.

مشاركة :