صدر عن معهد الشارقة للتراث العدد المزدوج 42 - 43 من مجلة «مراود» متضمناً موضوعات غنية ومتنوّعة، ثقافية وتراثية، حيث احتفى العدد الجديد من المجلة بالنجوم والمواسم في التراث الإماراتي والعربي. وفي العدد مقاربات متنوّعة تناقش قضايا مهمة، تدور في فلك التراث الثقافي، منها ما يرتبط بالتراث الفني، أو المعتقدات الشعبية، أو الشعر النبطي. وبعضها دراسات وقراءات عميقة تغوص في أعماق التراث العربي، مثل «الدرور هي الأرصاد الجوية عند الأجداد»، نجوم القيظ عند العرب»، «الدرور بوصلة ربانية وهدى الشعوب»، «المواسم ما بين سهيل والثريا»، و«الدرور حسابات فلكية لأهل المنطقة». مع إطلالة وارفة على تراث الشعوب، من خلال التوقف عند بعض الحكايات والرموز والعناصر التراثية المتعلقة بالتراثين الصيني والياباني، ومقالات متنوعة مثل «الوتريات العربية في علم الآثار الموسيقي»، «الحية في التراث الإنساني»، «الاستعطاف في الشعر الشعبي»، و«إشكاليات كتابة التاريخ في وسائل التواصل الاجتماعي». وقال سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس التحرير: تمثل مادة النجوم والمواسم موضوعاً مهماً وفي صميم تراثنا العربي عموماً، والتراث الإماراتي خصوصاً، ذلك أن النجوم كانت على الدوام علامات يُهتدى بها في بيداء شاسعة، وفضاء واسع لا حدّ له، فكانت المطالع تنير دروب السالكين منذ القدم. وأضاف: إن العرب نسجوا الكثير من الحكايات والأساطير حول هذه المطالع، تعبيراً عن ارتباطهم بها، وتعلقهم بمواقيتها التي تؤثر في حياتهم ومعاشهم، فمع ظهور سهيل يعرفون ذلك مؤشراً حيّاً إلى بداية انقضاء القيظ، وبداية البرودة. كما يتأثر الزرع والضرع بتلك التقلبات المناخية والتغيرات الجوية، وهذا ما جعلنا نفرد ملفاً خاصاً ضمن مجلة مراود، لمناقشة هذا الموضوع المحوري، من خلال مشاركة نخبة من الخبراء والباحثين الذين أثروه بكتاباتهم الرصينة، مع التعريج على أبرز المراجع التراثية التي يمكن للباحثين العودة إليها لإثراء معلوماتهم حول هذا الموضوع. وقد أصدرنا في معهد الشارقة للتراث كتابين مهمين في هذا المجال، أولهما: «النجوم والمواسم عند العرب»، للخبير الفلكي إبراهيم الجروان، والآخر «حسابات سهيل وحسابات الدرور»، للخبير الفلكي صخر عبدالله. وتحدث الدكتور مني بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر، مدير التحرير، عن دور الشارقة في نشر التراث بما فيه مباحث النجوم والمواسم والدرور، وقال: عمل معهد الشارقة للتراث منذ تأسيسه على الاهتمام بالنشر، ورفد الساحة الثقافية والمكتبة الإماراتية بموضوعات علمية قيّمة، تراعي المعايير العلمية والضوابط الأكاديمية المتعارف عليها في مجال النشر وصناعة الكتاب، بما يتّسق مع مشروع الشارقة الثقافي. وتتماشى مع توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة السامية، والرامية إلى بناء جسور المعرفة عبر الكتاب، من خلال انتخاب عناوين شائقة، ذات مضامين ثرية، تسهم في بلورة الوعي الثقافي، وإثراء المكتبة الإماراتية والعربية بالجديد والمفيد في مجال التراث الثقافي. وتزويدها بالموضوعات ذات الصلة، تماشياً مع سعي المعهد إلى توثيق التراث الإماراتي والعربي، ورفد المكتبة الإماراتية بنتاجات وموضوعات مهمة، تسهم في تعزيز الوعي بأهمية التراث.
مشاركة :