أقرت القوات الأوكرانية أمس أنها انسحبت من وسط سيفيرودونيتسك إثر هجوم روسي جديد على هذه المدينة الاستراتيجية في شرق أوكرانيا التي تدور فيها معارك عنيفة بين طرفي النزاع منذ أسابيع. وقالت رئاسة الأركان الأوكرانية في إحاطتها الصباحية على فيسبوك "شن الروس بدعم مدفعي هجوما على سيفيرودونيتسك وحققوا نجاحا جزئيا وأخرجوا وحداتنا من وسط المدينة، والمعارك متواصلة". وأكد حاكم منطقة لوجانسك سيرجي جايداي خروج القوات الأوكرانية من وسط المدينة التي تشكل المركز الإداري للقسم الواقع تحت سيطرة كييف من المنطقة. وأكد الانفصاليون الموالون لموسكو الذين يقاتلون إلى جانب الروس في هذه المنطقة، أن الوحدات الأوكرانية الأخيرة التي لا تزال في سيفيرودونيتسك باتت حاليا "عالقة"، بعد تدمير آخر جسر يسمح بالوصول إلى المدينة المجاورة لليسيتشانسك. وأكد المتحدث باسم الانفصاليين إدوار باسورين أن لدى هذه الوحدات "احتمالين الاستسلام أو الموت". وأعلنت وزارة الزراعة الأوكرانية أمس أن أوكرانيا خسرت ربع أراضيها الصالحة للزراعة بسبب سيطرة الروس على مناطق معينة في الجنوب والشرق. وأفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالة الفيديو اليومية البارحة الأولى عن معارك "عنيفة جدا" في سيفيرودونيتسك. وتفتح السيطرة على سيفيرودونيتسك أمام موسكو الطريق نحو مدينة كبرى أخرى في دونباس هي كراماتورسك، ما سيجعل قواتها أقرب من تحقيق هدفها وهو السيطرة الكاملة على هذه المنطقة الغنية بالمعادن التي يشكل الناطقون بالروسية أغلبية سكانها ويسيطر انفصاليون موالون لروسيا على أجزاء منها منذ 2014. بحسب جايداي، استهدفت ضربات روسية خصوصا مصنع آزوت الكيميائي ومحطات تكرير في المدينة. وقال الحاكم على حسابه على تطبيق تيليجرام "نحاول التفاوض على ممر إنساني" للمدنيين "لكن دون جدوى حتى الآن". في شمال أوكرانيا، سقطت ثلاثة صواريخ روسية في مدينة بريلوكي، وأصدرت السلطات المحلية في أربع قرى أوامر للسكان بإخلائها خوفا من حرائق من جراء القصف، وفق ما أعلنت السلطات الأوكرانية. وقال حاكم منطقة تشيرنيجيف فياتشيسلاف تشاوس عبر تطبيق تيليجرام أنه "يجري استيضاح المعلومات المتعلقة بأعمال التدمير الجارية". ولم ترد أي تفاصيل حول البنى التحتية المستهدفة في بريلوكي التي تضم مطارا عسكريا. في ميكولاييف في الجنوب، توقف تقدم القوات الروسية عند مشارف المدينة وحفر الجيش الأوكراني خنادق بمواجهة القوات الروسية، وفق ما أفاد فريق من صحافيي وكالة فرانس برس على الأرض. وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس إن صواريخها دمرت كمية كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، تشمل بعض الأسلحة التي أرسلتها الولايات المتحدة ودول أوروبية. وأضافت الوزارة أن صواريخ عالية الدقة تنطلق من الجو سقطت بالقرب من محطة أوداتشنه للسكك الحديدية وأصابت معدات تم تسليمها إلى القوات الأوكرانية. وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أمس الأول أن القوات الروسية أطلقت صواريخ كروز لتدمير مستودع كبير يحتوي على أسلحة أمريكية وأوروبية في منطقة ترنوبل غرب أوكرانيا، في الوقت الذي تدور فيه حرب شوارع طاحنة في مدينة سيفيرودونيتسك بشرق أوكرانيا. وقال حاكم منطقة ترنوبل إن هجوما صاروخيا على مدينة تشورتكيف، انطلق من البحر الأسود، أدى إلى تدمير منشأة عسكرية جزئيا وإصابة 22 شخصا. ووجهت موسكو انتقادات متكررة للولايات المتحدة ودول أخرى لتزويدها أوكرانيا بالأسلحة. وقال الرئيس فلاديمير بوتين في وقت سابق من هذا الشهر إن روسيا ستضرب أهدافا جديدة إذا زود الغرب أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى لاستخدامها في أنظمة الصواريخ المتنقلة عالية الدقة. وجدد القادة الأوكرانيون مناشداتهم للدول الغربية في الأيام الماضية لتسريع تسليم الأسلحة الثقيلة تزامنا مع قصف القوات الروسية لشرق البلاد بالمدفعية. والتزم المستشار الألماني أولاف شولتس الصمت حيال سؤال عن تقارير تحدثت عن قيامه خلال الأيام التالية بزيارة إلى العاصمة الأوكرانية كييف، برفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي. وفي أعقاب لقاء له مع رؤساء حكومات ولايات شرق ألمانيا في جزيرة ريمس القريبة من مدينة جرايفسفالد، رد شولتس على سؤال عن خططه لزيارة أوكرانيا قائلا: "أعتقد أن المتحدث باسم الحكومة الألمانية قال بالفعل كل شيء يمكن قوله الآن عن هذه الموضوعات". يذكر أن المتحدثين باسم الحكومة الألمانية لم يؤكدوا أو ينفوا هذه التقارير حتى الآن.
مشاركة :