يضغط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الغرب لتزويد بلاده بأسلحة «عصرية» لوقف ارتفاع الكلفة البشرية «المروّعة» الناجمة عن الهجوم الروسي، في وقت عُزلت مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية الثلاثاء عن سائر أراضي أوكرانيا بعد تدمير آخر جسر يربطها بمناطق أخرى. وقال زيلينسكي في كلمته اليومية مساء الاثنين إن «التاريخ العسكري سوف يذكر بالتأكيد معركة دونباس كواحدة من أعنف المعارك في أوروبا». وأضاف «الكلفة البشرية لهذه المعركة (في سيفيرودونيتسك) مرتفعة للغاية بالنسبة إلينا، إنها بكل بساطة مروعة»، مشدّدًا على الحاجة الملحّة للحصول على أسلحة في وقت أفادت كييف عن مقتل بين 100 و300 جندي يوميًا. وأكد الرئيس الأوكراني أن «وحدها مدفعية عصرية ستضمن لنا أفضلية» معربًا عن ثقته بقدرة جيشه على «تحرير الأراضي»، «بما في ذلك ماريوبول والقرم». وتابع «نحن بحاجة فقط إلى ما يكفي من الأسلحة لضمان كل ذلك، شركاؤنا يملكونها». وتأتي هذه الدعوة في وقت تقدّم الدول الغربية ذخائر وقطع تبديل وأسلحة خفيفة لكييف ويُفترض أن تعقد «مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا» التي شكلها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اجتماعًا في بروكسل. واستنفدت أوكرانيا أسلحتها الروسية والسوفياتية الصنع وتعتمد حصرًا حاليًا على أسلحة يزوّدها بها حلفاؤها الغربيون، خصوصًا المدفعية، بحسب خبراء أميركيين. وبدأت واشنطن تسليم أوكرانيا معدّات ثقيلة مثل مدافع الهاوتزر في بادئ الأمر، ثمّ معدّات حديثة مثل قاذفات صواريخ هيمارس وقطع مدفعية عالية الدقة، مداها أكبر من تلك التي يملكها الجيش الروسي. ماكرون في رومانيا ومولدافيا يُنتظر وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء إلى رومانيا لتفقد 500 جندي فرنسي نُشروا في قاعدة لحلف شمال الأطلسي منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، قبل قيامه بزيارة دعم إلى مولدافيا ومن المحتمل أن يزور كييف أيضًا. في ظل الترقب المخيم منذ أسابيع، قد يقوم ماكرون بزيارته لأوكرانيا قريبا برفقة المستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي بحسب وسائل إعلام في برلين وروما، لم يؤكد قصر الإليزيه هذه المعلومة إنما يشير إلى أن «لا شيء مقررا» في هذه المرحلة. أقرّت القوات الأوكرانية الاثنين بأنها انسحبت من وسط سيفيرودونيتسك إثر هجوم روسي جديد على هذه المدينة الإستراتيجية في شرق أوكرانيا التي تدور فيها معارك عنيفة بين طرفي النزاع منذ أسابيع. تفتح السيطرة على سيفيرودونيتسك أمام موسكو الطريق نحو مدينة كبرى أخرى في دونباس هي كراماتورسك، ما سيجعل قواتها أقرب من تحقيق هدفها وهو السيطرة الكاملة على هذه المنطقة الغنية بالمعادن التي يشكل الناطقون بالروسية غالبية سكانها ويسيطر انفصاليون موالون لروسيا على أجزاء منها منذ 2014. من جهته أعلن الجيش الروسي أنه سيفتح ممرا إنسانيا الأربعاء لإجلاء المدنيين من مصنع آزوت في مدينة سيفيرودونيتسك. وأفادت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء أنه في خطوة «مدفوعة بالمبادئ الإنسانية، فإن القوات الروسية المسلّحة وتشكيلات جمهورية لوغانسك الشعبية مستعدة لتنظيم عملية إنسانية لإجلاء المدنيين»، مضيفة أنه سيتم نقل المدنيين إلى منطقة لوغانسك الانفصالية. وأوضحت «سيتم فتح ممر إنساني في اتجاه الشمال (إلى مدينة سفاتوفي) في 15 يونيو» من الساعة 05,00 بتوقيت غرينتش حتى الساعة 17,00 بتوقيت غرينتش مؤكدة أن «الإجلاء الآمن مضمون لجميع المدنيين دون استثناء». ودعت الوزارة الروسية القوات الأوكرانية إلى رفع العلم الأبيض كدلالة على قبولها هذا الاقتراح وحثتها على إنهاء «مقاومتها العبثية» في آزوت.
مشاركة :