طال ليل السيد بيتشاي، وهو يذرع بيته الصغير ذا الغرفتين جيئة وذهابا، ولم يكن القرار سهلا، فابنه الأكبر قد حصل على منحة دراسية في جامعة ستانفورد الأمريكية، لكن قيمة تذكرة الطائرة من مدارس الهندية إلى هناك ستقضم نصف مدخرات عائلته، ورغم ذلك ذهب في اليوم التالي إلى البنك، ليطير سوندار إلى أرض الأحلام. كان ذلك قبل اثنين وعشرين عاما، فأين سوندار الآن؟ هل صدقت يوما بأن سندريلا تزوجت أميرها الشاب وتركت العمل في منزل زوجة أبيها لتصبح سيدة القصر، ربما هي حكاية أطفال، لكن في دنيا الواقع سوندار الآن هو رئيس شركة جوجل للكمبيوتر منذ أغسطس الماضي، فبعد إغراء ميكروسوفت بالانضمام لها، رأت شركته أن ذلك الشخص الهادئ الذي طور نظام الأندرويد للهواتف الذكية، ومتصفح كروم للإنترنت ثروة لا يمكن التفريط بها، فسلمته إدارة الشركة، وبالطبع سيزيد دخله الذي كان لا يتعدى الستين مليون دولار سنويا (ملاحظة، الرقم صحيح). المستحيل حائط نبنيه بأنفسنا، لنسد به الطريق إلى المستقبل، فتخور قوانا قبل أن نبدأ المشوار، وكلما أردنا التقدم صرخت فكرة في داخلنا «فطريقك مسدود مسدود، ياااولدي». وما يزيد من صلابة الفكرة أن من حولنا يعيدون تكرار هذه الكلمة. تخيل طفلا أعمى في قرية نائية يصبح وزيرا للتعليم في مصر، ورمزا للثقافة العربية مع عباس العقاد الذي لم تسمح له ظروفه أن يرتاد المدرسة بعد الابتدائية، و تذكر أن من أنشأ محرك البحث جوجل طالبان التقيا في الكلية وقررا أنهما يستطيعان عمل ذلك، ولا تنس عاملا في شركة أرامكو نهره مديره الأمريكي لشربه من براد المهندسين فأصبح علي النعيمي وزيرا للبترول في أكبر بلد منتجة له في العالم. وتتعاقب القصص التي يهدم فيها حائط المستحيل، بسلاح بسيط هو أن تردد في نفسك «نعم أقدر»، وبالطبع الخطوة الأولى ستكون أن تلقي هذه الجريدة جانبا وتمسك كتاب الرياضيات، فربما تكون أنت سوندار القادم. «المستحيل يصبح ممكنا إذا جعلت عقلك يعتقد به».
مشاركة :