جدد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الثلاثاء الدعوة إلى تشكيل تحالف إقليمي بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة إيران. وقال غانتس إن إيران “تُغلق الكاميرات في مواقعها النووية، وتوسع عملياتها العدوانية في المنطقة، وترفض محاولات التوصل إلى اتفاق نووي معها وتستمر في إجراءات التحدي”. وأضاف “هناك حاجة إلى بناء قوة مشتركة بقيادة الولايات المتحدة” في مواجهة إيران. وكان غانتس قد وجّه دعوة مشابهة مؤخرا خلال زيارته إلى الولايات المتحدة. وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي أن “الشراكة والعلاقة العميقة مع شركائنا وحلفائنا الأميركيين، وكذلك العلاقات التي بنيناها ونطورها في السنوات الأخيرة مع دول المنطقة، هي أيضًا عنصر أساسي لتفوق إسرائيل في المنطقة”. بيني غانتس: هناك حاجة إلى بناء قوة مشتركة للتصدي لإيران وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قد قال الأسبوع الماضي إن سياسة بلاده تجاه إيران “تغيّرت خلال العام الماضي”. وقال بينيت في اجتماع لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية بعد استخدامه لتعبير “الأخطبوط” ضد إيران “نحن نتحرك ضد الرأس وليس فقط الأذرع، كما كنّا نفعل في السنوات الماضية”، دون مزيد من التفاصيل. وكانت عدة تقارير غربية قد حمّلت إسرائيل مسؤولية اغتيال قادة عسكريين و علماء و مسؤولين إيرانيين في الأشهر الماضية. وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي إلى تقارب العلاقات الأمنية الإسرائيلية مع دول الخليج العربية في إطار حملة دبلوماسية برعاية الولايات المتحدة عام 2020، وكذلك مصر والأردن، وقال إن هناك جهودا لتوسيع هذا التعاون الإقليمي. وقال وفقا لنص رسمي “في مواجهة العداء الإيراني (…) المطلوب ليس فقط التعاون، بل أيضا حشد قوة إقليمية بقيادة أميركية، مما سيعزز قوة جميع الأطراف المعنية”. وأضاف “في هذا الصدد، نحن نعمل باستمرار من أجل أمن مواطني إسرائيل”. وعبرت إسرائيل عن استعدادها للتعاون عسكريا مع شركائها الخليجيين الجدد الذين كانوا أكثر تحفظا بشأن الإعلان عن مثل هذا الاحتمال. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية الأسبوع الماضي إن سلاح الجو الإسرائيلي طوّر طائرات إف – 35 لتكون قادرة على ضرب أهداف إيرانية دون الحاجة إلى التزود بالوقود في الجو، فيما تخيّر تل أبيب الدبلوماسية لردع برنامج طهران النووي، لكن الخيار العسكري مطروح بقوة أيضا منذ أشهر وحتى قبل بداية مفاوضات فيينا. وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست “في مواجهة تطوير إيران المستمر لقدراتها النووية طوّر سلاح الجو الإسرائيلي قدرة جديدة تُمكّن طائراتها المقاتلة من طراز إف – 35 من الطيران من إسرائيل إلى إيران دون الحاجة إلى التزود بالوقود في الجو”. وأضافت “يعتبر هذا التطوّر دفعة لقدرات سلاح الجو الإسرائيلي، ويأتي في الوقت الذي زاد فيه الجيش الإسرائيلي استعداداته لضربة مستقبلية ضد القدرات النووية الإيرانية”. إسرائيل تعبر عن استعدادها للتعاون عسكريا مع شركائها الخليجيين لمواجهة الخطر الإيراني في المنطقة ولم تدلِ الصحيفة بتفاصيل عن التطوير الجديد للطائرة التي استلمت إسرائيل خلال السنوات الأخيرة العشرات منها. وحتى الآن لم تسمح الولايات المتحدة ببيع هذا النوع من الطائرات لأي دولة في الشرق الأوسط ما عدا إسرائيل. وكانت إسرائيل قد حذرت مرارا من أنها “لن تسمح لإيران بامتلاك الأسلحة النووية، حتى لو استدعى ذلك استخدام القوة العسكرية”. وأعطى الجيش الإسرائيلي الذي يملك إمكانات متقدمة مؤشرات الأسابيع الماضية على قدرته على الوصول إلى مناطق استراتيجية من خلال الإعلان عن تدريبات على ضربات جوية في البحر المتوسط ونشر غواصة عسكرية في البحر الأحمر. لكن بعض المحللين الأمنيين يتساءلون عما إذا كانت إسرائيل تمتلك قدرات عسكرية تمكنها من إلحاق ضرر دائم بمواقع تبعد عنها بُعد المنشآت النووية المتفرقة والمحمية بدفاعات قوية تمتلكها طهران، أو ما إذا كان بوسعها مواجهة قتال متعدد الجبهات مع القوات الإيرانية وجماعات مسلحة متحالفة معها يمكن أن يلي أي خطوة عدائية من جانبها. واتخذ الجيش الإسرائيلي خطوات خلال العام الماضي للتحضير لتهديد عسكري ذي مصداقية ضد منشآت طهران النووية. وأعربت الولايات المتحدة بدورها عن ترددها في الاستعداد لمواجهة عسكرية مع إيران، لكنها قالت مع ذلك إنها ستستكشف خيارات أخرى إذا فشلت المحادثات مع إيران.
مشاركة :