الدوري المصري يحقق رقما قياسيا في تغيير مدربي الأندية

  • 6/15/2022
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

مرت على كرة القدم المصرية الكثير من مراحل التراجع لم يكن فيها المنتخب الأول بهذه الدرجة من التخبط حيال اختيار مدرب وطني أو أجنبي مناسب، ولم تظهر أندية الدوري الممتاز بهذه الدرجة من التغيير السريع في طواقم التدريب. ويدور الحديث حاليا عن إقالة مدرب منتخب الفراعنة إيهاب جلال بعد نحو أسبوعين من تسلمه المهمة خلفا للبرتغالي كارلوس كيروش الذي صعد بالمنتخب الوطني إلى المباراة النهائية في الدورة الأخيرة من بطولة الأمم الأفريقية. ولم يتوقف الجدل حول بقاء أو رحيل إيهاب جلال بعد هزيمة منتخب الفراعنة أمام إثيوبيا بهدفين مقابل لا شيء الأسبوع الماضي في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أفريقيا، والذي خاض ثلاث مباريات مع كل من غينيا وإثيوبيا وكوريا الجنوبية، وهذه الهزيمة ليست كافية للحكم على مدى إجادته من عدمها. وعاد الجدل بشأن مدرب النادي الأهلي، الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، حيث أعلن الأهلي المصري الاثنين عن فض العلاقة بالتراضي بينهما، وتكليف المدرب العام سامي قمصان بتولي تدريب الفريق الأول إلى حين اختيار مدرب جديد. ويدور حديث الآن حول اختيار مدرب من إحدى المدارس الأوروبية المعروفة، وتم طرح اسم السويسري رينيه فايلر الذي سبق أن تولى تدريب الفريق قبل موسيماني، وطرح أيضا اسم كيروش، لكن إدارة النادي قالت إنها تدرس العديد من السير الذاتية. تدوير المدربين اختيار موفق بانتظار النتائج اختيار موفق بانتظار النتائج يصعب الحديث عن معايير فنية محددة دعت إلى تغيير كل هؤلاء، لكن الهزائم المتتالية والعثرات التي تواجهها الفرق تعد السبب الرئيسي وراء كثرة التغيير، بصرف النظر عن مدى تحمل المدير الفني المسؤولية من عدمه. وهناك فريق مثل سموحة كان ضمن الفرق الأربعة الأولى في مسابقة الدوري وأعلن تغيير مدربه أحمد سامي الذي حقق معه نتائج جيدة ورحل لتدريب فريق سيراميكا كليوباترا، واختار سموحة المدرب عبدالحميد بسيوني لتولي المهمة بدلا من سامي. وبدت عملية التدوير واحدة من السمات الرئيسية هذا الموسم إلى درجة أن أصوات بعض المعنيين بكرة القدم في مصر تعالت مطالبة بعدم تغيير المدربين وسط الموسم، أو تطبيق ما يتم تطبيقه على انتقالات اللاعبين في نهاية الموسم ومنتصفه في الفترة المعروفة بانتقالات يناير لتحجيم التدوير الذي بات أشبه بالخطف. وجاء مدرب سموحة الحالي عبدالحميد بسيوني قادما من فريق غزل المحلة الذي تخلى عن تدريبه فجأة، وهو الذي يلم يمض معه سوى أسابيع قليلة بعد تركه أيضا تدريب فريق طلائع الجيش. كذلك رحل مدرب غزل المحلة محمد عودة فجأة عندما جاءه عرض من فريق المقاولون العرب الذي استغنى عن مدربه عماد النحاس فتولى تدريب فريق الاتحاد السكندري خلفا لحسام حسن الذي ذهب إلى تدريب فريق المصري خلفا للتونسي مُعين الشعباني. اتحاد الكرة المصري يفكر في إقالة المدير الفني الجديد للمنتخب إيهاب جلال بعد أيام قليلة من تحمله المسؤولية ودخلت كرة القدم ما يسمى بـ”لعبة الكراسي الموسيقية” الشهيرة في مصر، وهي التي يتبادل فيها اللاعبون/ المدربون أماكنهم، ويقفز كل لاعب بمهارة ليحتل مكان الآخر، ويكون فيها عدد اللاعبين أزيد بلاعب عن عدد الكراسي، ويبدأ عزف الموسيقى وعندما تتوقف فجأة يجلس كل فرد على مقعد ومن لا يجد مكانا يخرج من المسابقة، وفي كل مرة تتبدل أماكن اللاعبين. لا يزال الدوري مستمرا حتى نهاية أغسطس المقبل، ويمكن أن تحدث تغييرات أخرى، ويبدو حال الدوري المصري قريبا من هذه اللعبة، ما انعكس على كرة القدم والمشاركين في إدارتها، حيث يجد المسؤولون عنها أن إقالة أو تغيير المدرب أفضل طريقة لإبعاد أنفسهم عن تحمل الخسائر وما يترتب على ذلك من غضب جماهيري. وحدث ذلك مع اتحاد الكرة المصري الذي يفكر في إقالة المدير الفني الجديد إيهاب جلال بعد أيام قليلة من تحمله المسؤولية ليحمي رئيس الاتحاد والأعضاء أنفسهم من الانتقادات التي يتعرضون لها. وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورا في اللعبة وتحريك القائمين عليها، ويسعى المسؤولون في اتحاد الكرة والأندية لتجنب غضب رواد هذه المواقع، لأنهم تحولوا إلى أدوات ضغط في مجال كرة القدم تصعب فرملتها، وهناك مسؤولون ولاعبون لديهم ما يعرف بـ”الميليشيات الإلكترونية” التي تخوض معارك نيابة عنهم، دفاعا أو هجوما. وظهرت نتيجة هذه الحالة مع مدرب الأهلي موسيماني؛ فعلى الرغم من فوزه بمسابقة دوري أبطال أفريقيا مرتين على التوالي ووصوله إلى المباراة النهائية هذا الموسم، التي خسرها أمام نادي الوداد المغربي، كان الهجوم عليه عنيفا، ما اضطر مجلس إدارة الأهلي إلى البحث عن طريقة لفك الارتباط معه أخيرا. مسؤولون ومدربون يدخل مرحلة الشك يدخل مرحلة الشك ويجد المسؤولون عن لعبة كرة القدم في مصر، على مستوى المنتخب الوطني والأندية، في إقالة المدربين أداة لتخفيف الضغوط الواقعة عليهم وامتصاص شحنات الغضب من خلال الإقالة التي غالبا ما لا تغير في الأمر شيئا، ففريق مثل الإسماعيلي قام بتغيير أربعة مدربين، محليين وأجانب، منذ بداية الموسم إلى الآن دون أن تتغير نتائج الفريق إلى الأفضل. وتشير هذه المسألة إلى أن المشكلة أبعد من حصرها في من يدرب الفريق ويضع خطط اللعب لتصل إلى المستوى الفني للاعبين ولياقتهم البدنية وتوفير الإمكانيات اللازمة للحصول على أداء جيد، ناهيك عن الأزمة الأبدية وهي المماطلة في توفير الاستحقاقات المادية في مواعيدها المتفق عليها، بما يؤثر على روح الفريق. لذلك تستمر المشكلات على الرغم من التغييرات المتتالية، فمنذ خروج مصر صفر اليدين عقب مشاركتها في كأس العالم 2018 جرى تغيير أربعة مدربين، ثلاثة أجانب وواحد محلي، والخامس (إيهاب جلال) في طريقه إلى الرحيل. وفي كل مرة يتمحور الحديث حول مناقشة أسباب تراجع المستوى الفني وضرورة وضع حلول جذرية للمشكلات التي تواجه منتخب الفراعنة واختيار لجان فنية لدراسة الأمر، وعلى مدار هذه السنوات لم يتغير شيء، والتغير الوحيد مال إلى الأسوأ. وتكاد أمراض كرة القدم المصرية تكون متشابهة، ولا تخرج عن المجاملات وتولي بعض المسؤولين من غير ذوي الكفاءة مهام رئيسية، فضلا عن التدخلات التي تقوم بها جهات من خارج اللعبة، فلم تكن الإمكانيات المادية عائقا، ولا توافر المهارات يمثل مشكلة، وطالما هناك عملية فرز حقيقية واختيار على أساس الجدارة فقط سوف تنصلح تلقائيا أحوال واحدة من الألعاب الشعبية في مصر.

مشاركة :