قال نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح، إن التاريخ لن يغفر لمن يضع نفسه حجر عثرة أمام الوصول إلى سلام دائم وحقيقي، بعد كل الذي كان وجرى بحق الوطن وأبناء الشعب اليمني الصابر من المهرة إلى صعدة، فيما يواصل وفد المتمردين الحوثيين عرقلة سير مفاوضات جنيف بمواقفه المتشددة، بالإضافة إلى خرق الهدنة لأكثر من 150 مرة. وفي التفاصيل، أكد بحاح الوقت قد حان لإيقاف جراح هذا الوطن، وما مضى من أحداث ومآسٍ تحمل الكثير من الدروس والعبر لمن كان له قلب على هذا البلد وأهله. وأشار في منشور له على صفحته بموقع فيس بوك، إلى أن من يستعرض المرحلة التي مرّت على اليمن يغشاه الألم على حال وطن مختطف، تستعصي الأحلام والأمنيات في صورتها البسيطة جداً على أبنائه. وقال أضحى سقف ما يصبو إليه الفرد أمن واستقرار وحياة كريمة، وكان بالإمكان في ظل مقومات بلدنا الطبيعية والجغرافية أن نحلق جميعاً بعيداً بهذا الوطن، لكن الأنانية المقيتة والفساد السياسي لدى بعض أبنائه، وانقلابهم على الدولة واختطافها، كانت ضربة أخيرة في سياق تجاوزات وأخطاء وتراكمات سابقة أنهكتنا جميعاً، وأنهكت بلادنا كذلك. ولفت إلى أن الفرص قائمة للسلام وغرس بذرة صحيحة لقادم أفضل، مضيفاً أن مسؤولية الجميع فعل ذلك. وأكد بحاح أن البلد لم يعد يحتمل المزيد من الفواجع، وأن على جميع أبناء الوطن أن يكونوا جماعة ضغط باتجاه السلام وإيقاف الحرب والدمار، وأن يقف الجميع في وجه من يحاول إجهاض هذه المسيرة للوصول إلى استعادة الدولة وبدء صفحة جديدة، تضمن المساواة والعدالة والشراكة بين أبناء الوطن جميعاً، وتحت مظلة القانون والدستور. ودعا بحاح الجميع إلى التغريد من أجل السلام، باعتباره الخيار الأقل ضرراً من غيره، والسبل لإيقاف أنهار الدم والعنف والخراب، وقال ادفعوا جميعاً بعجلته إلى الأمام، وساهموا في صناعته بصورته الصحيحة والدائمة، بما يتناسب مع تضحيات الشهداء وكل الأوفياء والمخلصين الذين قدموا أرواحهم وأنفسهم رخيصة من أجل هذه الأرض وإنسانها اليمني. يأتي ذلك في وقت تمر المحادثات الجارية بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة بضواحي مدينة جنيف السويسرية بمرحلة صعبة وحرجة، حيث لم تحرز أي تقدم حتى الآن. فقد رفض وفد الميليشيات صيغة تسوية قدمها المبعوث الأممي حول إطلاق سراح المعتقلين، وطالب بوقف كامل للعمليات قبل مناقشة هذا الموضوع، في الوقت الذي يصر فيه وفد الحكومة الشرعية على إطلاق الحوثيين سراح جميع المعتقلين والتزامهم بوقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات للمواطنين المحاصرين في تعز، ما يعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر. من جانبه، قال سفير اليمن للأمم المتحدة خالد اليماني، إن الانقلابيين الحوثيين يشترطون إيقاف الحرب بشكل كامل، فيما هم من قام بخرق هدنة وقف إطلاق النار أكثر من 150 مرة. وأضاف اليماني أن الحوثيين يرفضون إطلاق سراح القيادات الحكومية والحزبية المحتجزة لديهم. ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى ممارسة مزيد من الضغوط على الانقلابيين الحوثيين حتى إنجاز اتفاق سلام حقيقي ينهي القتال في اليمن. وقالت مصادر مقربة من الوفد الحكومي إن المشاورات قد تستمر لمدة أسبوع أو أكثر، خصوصاً أن اليوميين الماضيين كشفا أن وفد الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وإلى جانب اختلافهما، لا يمتلكان الصلاحيات المطلوبة للفصل في كثير من القضايا الشائكة. وكانت الجلسة الثانية قد بدأت متأخرة عن موعدها المحدد، أول من أمس، بعد أن شهد اجتماع مصغر بين الوفدين، عقد بطلب من المبعوث الأممي، خلافات بينهما. في سياق آخر، أنجز المتمردون الحوثيون وقوات الشرعية، أمس، تبادل مئات من الأسرى. وقال الشيخ مختار الرباش، عضو لجنة شؤون الأسرى التابعة لـالمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في عدن، أتممنا بنجاح عملية تبادل الأسرى. وبحسب الرباش، شملت عملية التبادل المنجزة أمس 370 عنصراً من المتمردين الحوثيين، مقابل 285 عنصراً من قوات الشرعية.
مشاركة :