كارمن لُبُس: «أراب كاستينغ» جاء لإنقاذ الدراما العربية

  • 12/18/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا تنفي الفنانة اللبنانية كارمن لُبُس حاجة الدراما المحلية إلى الكثير من التطوير، وتأخذ على العاملين في مجالها عجزهم عن استيعاب الانتقادات البناءة التي قد تساعد في تطوير الإنتاج بما يتلاءم مع تطلعات المشاهدين وشروط الميديا التقنية. ولفتت في لقائها مع الخليج إلى أن برنامج أراب كاستينغ الذي تعرضه قناة أبو ظبي، وإم. تي. في اللبنانية، والنهار المصرية، والشروق الجزائرية، الأول من نوعه على الشاشات العربية، الذي يولي اهتماماً كبيراً بهذه النقطة، خصوصاً لجهة اكتشاف مواهب تمثيلية جديدة ترفد الدراما بوجوه شابة تؤمن بنجاح الدراما العربية واستمرارها والارتقاء بها نحو الأحسن. والمزيد في السطور التالية. } هل تعني عضويتك في لجنة تحكيم آراب كاستينغ تتويجاً لعطاءاتك الفنية، أم أنها اكتشاف ودعم لمواهب تمثيلية جديدة؟ السؤال يتضمن الجواب، بداية هو اعتراف بموهبتي التمثيلية متنوعة الحضور والأدوار، وبالتالي، فإنني قادرة على اختيار المواهب وتوجيهها إلى الطريق العملي الصحيح، وخصوصاً بغياب وكالات متخصصة لالكاستينغ كما حال الغرب، حيث الوكالات تستقطب المواهب الجديدة ليصار إلى تشغيلها من قبل شركات الإنتاج. طبعاً المهمة ليست سهلة لأنها تحتاج لميزانيات ضخمة، الأمر الذي وفّره برنامج آراب كاستينغ على أمل الإقدام على تصوير برامج مماثلة. } وجاءت مشاركتك بهذا الهدف؟ صحيح وأشعر بسعادة بالغة وبثقة كبيرة بالدور الذي أؤديه في البرنامج، وبالتالي بما يحققه من أهداف لصالح الدراما العربية. لقد اعتادت الشاشات العربية على استنساخ برامج غربية، وهذا ما لا ينطبق على أراب كاستينغ لفكرته الجديدة وبطريقة تنفيذه تقنياً وفنياً. } لكن ما تقولينه لا يلغي الانتقادات التي تناولت البرنامج؟ كل عمل فني، خصوصاً الناجح منه، يواجه بانتقادات، السلبية منها والإيجابية على السواء. إنما عموماً كثرة النقد تكشف أهمية البرنامج. } ألم يكن الأولى بالبرنامج الاهتمام بتدريب المشاركين على التمثيل بدل عرض مشاهد تمثيلية بعضها ممل؟ التدريبات قائمة على قدم وساق. لكن ذلك لا يلغي دور المنافسة بين المتسابقين من خلال ما يقدمونه من عروض تكتشف لجنة الحكم من خلالها مواهبهم المختلفة، وما يميز هذا التنافس عن غيره. بالتالي توجيه هذه المواهب إلى ما يؤمن لها العمل والنجاح والشهرة. السلبية الوحيدة أراها في انحياز الجمهور وفق الجنسية والتصويت على أساسها، ما يعني أننا مازلنا غير موضوعيين في هذه الناحية. } كعضو في لجنة التحكيم، إلى أي مدى تجدين ذاتك موضوعية في اختيار الأحسن؟ أهمية البرنامج بيّن تميزات عدة، وعدم احتكاك لجنة التحكيم مع المشتركين، ما ساعد اللجنة على الحكم بموضوعية، وتبعاً لتطور حضورهم حلقة بعد أخرى. } هذا لا ينفي تعاطفكم في البدايات مع بعض المشتركين من منطلقات إنسانية كما حصل مع الإماراتي أحمد خميس، والمصرية ندى رحمة؟ لا يمكن الحكم على البدايات، كان علينا تمهيد الفرصة أمام الجميع وبنسبة واحدة ليكشفوا عن مواهبهم. خير مثال على ذلك كان أحمد خميس الذي تغيرت نفسيته وخرج من عزلته، وكشف عن تطور ملحوظ في حضوره مع تتابع الحلقات. } أربعة أعضاء في لجنة التحكيم، ولكل منكم رأيه الخاص. هل يفيد الاختلاف المشتركين أم يضيّع عليهم فرص النجاح؟ الاختلاف يبدو في التفاصيل ما قد يضيّع المشترك، ويضعه في وضع حرج. نادراً ما حدث ذلك، إنما عموماً يبقى النقد والاختيار صادقاً وموضوعياً وفق أسس أكاديمية لا خلاف عليها، وخصوصاً تميز الحضور والصدق في الأداء التمثيلي والإحساس الذي يجب أن يصل للمشاهد. } هل تعتقدين أن البرنامج يمكن أن يرتقي بالذوق العام من خلال الملاحظات والتوجيهات المعطاة للمشاركين؟ بالتأكيد، لأن المشاهد يمكنه الحكم على الأداء الجيد والعكس صحيح. الأهم في ذلك أن تستفيد الدراما العربية من المواهب الجديدة، وما يعني أن تصوير أراب كاستينغ جاء في الوقت المناسب. وقد لا نفاجأ إن اجتمع الفائزون في مسلسل واحد، إن وجد النص المناسب والشركة الإنتاجية القادرة على تحمّل التكاليف. } وليس غريباً أن تمثلي معهم؟ قد يحصل ذلك. لكن المنافسة غير واردة، لتنوع الأدوار، فأنا من جيل وهم من جيل آخر. نحن نساندهم ونساعدهم لبناء مستقبلهم الفني. التحدي ضروري وأكاد أقول إن التمثيل يشبه لعب كرة الطاولة، كلما واجهنا ممثلاً قوياً، كبر الحماس لصالح العمل والجمهور معاً. } مشاركتك في البرنامج توحي بتحيزك الأكبر للتلفزيون؟ البرنامج بعروضه المباشرة مسرحي وتلفزيوني. لن أتطرق إلى السينما؛ فلها شروطها الخاصة. } هل ترين أفول عصر السينما؟ أبداً، صحيح أن سوقها خفّ لأكثر من سبب، إنما يبقى للسينما سحرها وجمهورها ومواضيعها وناسها.. وصحيح أن الأفلام الجادة تراجعت لصالح الأفلام الاستهلاكية، إنما في الوسائل المشهدية، تبقى السينما سيدة الساحة. } السطحية الطاغية لا تلغي تطور وعي المشاهد؟ بنسبة بسيطة، المطلوب اليوم، مشهدياً، اعتماد خطاب السهل الممتنع في تقديم أعمال تشد المشاهد وتتوفر فيها شروط النجاح الفنية والتقنية. } تعنين التشبه بأعمال الفنان زياد الرحباني؟ لا أنتمي إلى مدرسة معينة، إنما للأعمال الجيدة. غالبية الدراما العربية تتشبه بالأعمال التركية أي حب وخيانة.. لست ضد قصص الحب شرط أن تعكس صورة مجتمعاتنا العربية فلا تأتي اقتباساً أو تشبيهاً بالدراما الأخرى. أي بعيداً عن التصنيع والفانتازيا المختلفة. } الواضح أننا تأثرنا بالدراما التركية خصوصاً، والغربية عموماً؟ صحيح.. وغالباً ما يكون التطويل في غير محله. فقط لمجرد زيادة الحلقات ما يضر بالدراما العربية في الشكل والمحتوى. } وماذا في جعبتك بعد أراب كاستينغ؟ وردتني أعمال لم أجد فيها ما أتطلع إليه في الانتقائية. التمثيل ليس وظيفة بالنسبة لي، أريد الاستمتاع بالعمل حتى لو لم يكن وضعي المادي جيداً. وفي هذا الإطار هناك عمل قد أشارك فيه إن اكتملت شروطه، وإلاّ سأغيب هذا العام عن الدراما اللبنانية والعربية المشتركة.

مشاركة :