يرى مراقبون أن مسار أستانة لبحث الأزمة السوري لا يأتي بجديد عادة، فجولاته الـ17 الماضية قليلا ما حققت تقدم، بل إنها نجحت في تكريس الأزمة، حتى ساد الاعتقاد أن بقائها هو الحل غير المنشود. كما أن التوازنات القائمة بين الأطراف المشاركة هي ما جعلت المسار يتعثر بنفسه لأجل المحافظة عليها بين روسيا وتركيا وإيران والحكومة السورية والمعارضة، ولكل طرف أرض وسلاح. وبينما وطدت هذه الأطراف واقع نفوذ وخرائط خاصة بها، فإن التهديدات التركية بالتوسع تعني أحد أمرين: إما أن تتراجع حصص النافذين، أو أن يتفق الكبار على ضحية مشتركة. قسد.. هي الضحية المقصودة الآن في مناطق غرب الفرات، وهي عدو مشترك، لكن الاختلاف يكمن حول الحضن الذي تسقط في الثمرة. ومن جانبه أكد الباحث في العلاقات الدولية من موسكو رولاند بيجاموف، أن العملية العسكرية التركية في شمال سوريا سوف تكون ضمن مناقشات مسار أستانة. وأوضح بيجاموف، خلال تصريحات له مع برنامج وراء الحدث، أن كافة الأطراف المعنية بالأزمة السورية ترفض احتمالات شن أنقرة عملية عسكرية جديدة في سوريا. وأشار إلى أن هناك توقعات للوصول إلى نقاط مشتركة بين إيران وتركيا وروسيا لحل الأزمة دون الحاجة إلى عملية عسكرية تركية جديدة. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> وفي سياق متصل أكد الكاتب والباحث المختص في الشأن التركي اسطنبول د. سعيد الحاج، أن مسار أستانة استنفذ أهدافه منذ عدة جولات. وأوضح الحاج، خلال تصريحات له مع برنامج وراء الحدث، أن مسار أستانة لن يقدم جديدا بعدما تم رسم خطوط فاصلة بين تركيا وروسيا والنظام السوري. وأشار إلى أن المواجهة العسكرية بين النظام السوري والمعارضة السورية تراجعت كثيرا مما أضعف أهمية مسار أستانة. وأضاف أن انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية تجعلها ترغب في إعادة التموضع في سوريا وليس الانسحاب. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen>
مشاركة :