أعلنت «تمكين» إطلاق مبادرة لتدريب وتوظيف بحرينيين في قطاع التأمين، إذ ستقوم تمكين من خلال هذه المبادرة بتدريب وتوظيف 30 بحرينيًا في مجال الخبير الاكتواري، وستكون مدة البرنامج 7 سنوات وسيتم توظيف المشارك في البرنامج في إحدى شركات التأمين خلال فترة الدراسة، كما سيخوض المشارك 13 امتحانًا خلال السنوات السبع للحصول على شهادة الخبير الاكتواري، والزمالة في جمعية الاكتواريين البريطانية. وقال محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد معراج، في المؤتمر الصحافي الذي عقد للإعلان عن المبادرة، إن المصرف أصدر توجيهاته لشركات التأمين لتوظيف المشاركين في البرنامج، مضيفًا أن قطاع التأمين بحاجة لخبراء اكتواريين محليين، إذ تعتمد شركات التأمين حاليًا على خبراء اكتواريين أجانب. وبيّن المحافظ أنه نظرًا للطلب المتزايد على هذه التخصصات في قطاع التأمين تم التوافق مع تمكين من أجل إطلاق هذا البرنامج الذي سيخدم قطاع التأمين، خصوصًا أن هذا القطاع من القطاعات الواعدة في البحرين، ونتطلع إلى تطويره، إذ سيكون هذا البرنامج خطوة مهمة نحو تطوير القطاع، وتأهيل الكوادر البحرينية للانخراط في العمل في قطاع التأمين. كما أشار إلى أن المصرف يسعى لإصدار التشريعات اللازمة لتنفيذ هذه المبادرة بنجاح، والتي تستوجب إنشاء وحدة إكتوارية داخلية في شركات التأمين مسئولة عن الأعمال الإكتوارية وتضمينها في الهيكل الإداري للشركة، بالإضافة لتعيين كادر بحريني استعدادًا لتأهيلهم ليصبحوا أكتواريين مؤهلين ومرخصين من قبل المعاهد الإكتوارية المعتمدة للقيام بالأعمال الأكتوارية وإعداد التقارير الرقابية ذات العلاقة حسب متطلبات المصرف المركزي بهذا الشأن. وأضاف أن المصرف يشجع شركات التأمين على انتهاز هذه الفرصة لتبني تلك المبادرة ودعم قطاع التأمين من خلال الإسهام الفعّال لتأهيل الكوادر الوطنية لمثل تلك التخصصات. يجدر الذكر أن هذه المبادرة جاءت متزامنة مع اصدار المعيار المحاسبي الجديد (IFRS 17) الذي سيتم تطبيقه مع بداية عام 2023، إذ سيعتمد تطبيق هذا المعيار بوجه خاص على تقديرات وتوصيات الاكتواري المعيّن من قبل الشركة لإعداد القوائم المالية بحسب المعيار المحاسبي الجديد. من جانبه، أكد حسين محمد رجب الرئيس التنفيذي لصندوق العمل «تمكين» أن هذه الشراكة تأتي انطلاقًا من سعي تمكين المستمر لرفد القطاع الخاص بكوادر مؤهلة قادرة على المنافسة في سوق العمل، وذلك عبر إطلاق المبادرات الداعمة للتدريب والتوظيف ضمن المهارات الأكثر طلبًا, وبالأخص في المجالات التي تسهم في خلق فرص وظيفية عالية القيمة. وأضاف: « تنبثق أهمية هذه المبادرة الأولى من نوعها على مستوى المملكة من تنامي الأهمية التي اكتسبتها التخصصات الإكتوارية خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في قطاع التأمين، إضافة إلى ندرة الكفاءات المؤهلة في هذا التخصص على المستوى المحلي والدولي، وعليه، ستقدم تمكين فرصة لتأهيل عدد من البحرينيين للحصول على التراخيص اللازمة لمزاولة التخصصات الإكتوارية وتعزيز المكانة الريادية لمملكة البحرين كرافد رئيس للكفاءات المؤهلة وفقًا لأعلى المعايير الدولية». وأضاف أن تأسيس تمكين تم من أجل هدفين رئيسين؛ الأول هو تدريب البحرينيين، والثاني هو جعل القطاع الخاص المحرك الرئيس للاقتصاد الوطني، وقد قامت تمكين خلال السنوات الماضية بتدريب أكثر من 70 ألف بحريني في برامج مختلفة، وقد أطلقت في السنة الماضية خطتها الاستراتيجية الجديدة التي تتواكب مع خطة التعافي للاقتصاد الوطني، مضيفًا أن تمكين تعمل على ربط التدريب بالتوظيف من أجل تعزيز البرامج التدريبية ودورها في توظيف البحرينيين. من جانبها، أشارت منال مشكور من معهد البحرين للدراسات المصرفية إلى أن المجال مفتوح أمام الخريجين في مجال التأمين والتخصصات الأخرى، بالإضافة إلى العاملين حاليًا في مجال التأمين للتقديم في هذا البرنامج، حيث سيتم اختيار المتقدمين بعد اجتيازهم لاختبارات القبول. وأشارت إلى أن البرنامج له أهداف قصيرة الأجل متمثلة في تدريب البحرينيين وتوظيفهم في قطاع التأمين في التخصص الاكتواري، وأهداف متوسطة المدى متمثلة في تأسيس وحدات اكتوارية داخل شركات التأمين، وأهداف طويلة الأمد متمثلة في جعل البحرين مركزًا لتوفير الخدمات الاكتوارية للمنطقة والعالم. وصرحت إيناس أسيري الرئيس التنفيذي لشركة البحرين الوطنية للتأمين على الحياة قائلة: «إن دعم وتأهيل الخريجين البحرينيين وإدماجهم في الهيكل التنظيمي لشركات التأمين سيكون له أثر إيجابي على قطاع التأمين بأكمله. حيث ستؤدي هذه الخطوة إلى تعزيز إدارة كل من المخاطر ورأس المال للمؤسسات المالية بشكل كبير، ما سيسهم في حماية حملة وثائق التأمين والمساهمين، والذي بدوره سيصب في صالح المؤسسات المالية ويدعم عمل الجهات الرقابية». وأضافت: «جميعنا فخورين بهذه المبادرة وملتزملين بتوظيف البحرينيين في المجال الاكتواري، ما سيسهم في وضع الكوادر البحرينية في مصاف المحترفين في هذا المجال المتخصص ليس فقط على مستوى المنطقة، بل عالميًا أيضًا».
مشاركة :