الإعلام الجزائري يشن هجوماً عنيفاً على وزير خارجية إسبانيا

  • 6/16/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شنّت وكالة الأنباء الجزائرية وبقية وسائل الإعلام الحكومية، وقطاع من الإعلام الخاص في البلاد، حملة شديدة ضد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، بسبب مساعيه لدى الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف صارم تجاه الجزائر بعد إلغائها «معاهدة الصداقة وحسن الجوار»، ووقف التعاملات التجارية بينهما، كما اتهم روسيا بأن لها يداً في التوتر الحاد في العلاقات بين البلدين. ومنذ يومين (الثلاثاء والأربعاء) ونشرات الأخبار في القنوات العمومية، بما فيها القناة الدولية «آل 24 نيوز» حديثة النشأة، تعيد بث كلام حاد ضد ألباريس، جاء فيه أن «تنقلات رئيس الدبلوماسية الإسبانية مؤخراً بين مدريد وبروكسل تثير تساؤلات حول دبلوماسي لا يليق بهذا البلد المتوسطي الكبير، وبشعبه العظيم الذي فرض دوماً الاحترام»، في إشارة إلى لقاء ألباريس مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة الماضي في بروكسل، لبحث قرار الجزائر تعليق «معاهدة الصداقة» مع إسبانيا، ووقف المعاملات التجارية، ما عدا إمدادات الغاز، وذلك على خلفية تذمر الجزائريين من دعم مدريد خطة الحكم الذاتي في إقليم الصحراء المتنازع عليه. وأصدرت المفوضية الأوروبية بياناً، بعد الاستماع لوزير خارجية إسبانيا، أكدت فيه أن الإجراءات التي اتخذتها الجزائر «تشكل إخلالاً» باتفاق الشراكة الذي يربطها بالاتحاد الأوروبي منذ 2005، الأمر الذي أثار حفيظة الجزائر، التي اتهمت بروكسل بأنها «منحازة بشكل غير مبرر» لمدريد، التي «أخلت بالتزامات وقيم أساسية تنص عليها معاهدة الصداقة»، حسب الجزائريين. ويتعلق الأمر ببند في الوثيقة المبرمة، يتحدث عن «تعهد البلدين باحترام الشرعية الدولية»، فيما يخص النزاعات المطروحة أمام الأمم المتحدة. علماً بأن الجزائر تعتبر أن إعلان دعم مخطط الحكم الذاتي المغربي للصحراء، من جانب إسبانيا، يعد «ضرباً بهذا التعهد عرض الحائط». ووصف الإعلام الجزائري في هجومه على ألباريس بأنه «تسلل إلى الدبلوماسية، ولم يكف قط عن ارتكاب الأخطاء، وقد تمكن من التلاعب بأحد أبناء وطنه، وهو زميل في الحزب ووزير خارجية بلده سابقاً، الذي يترأس اليوم العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي، ضارباً بذلك مصداقية هذه الهيئة القارية بالغة الأهمية»، في إشارة إلى جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي. وبحسب الإعلام العمومي، فإن ألباريس أدلى، الجمعة الماضي، «بتصريح تهريجي بمبنى مفوضية الاتحاد، حيث أمر السلطات الجزائرية بالحوار باستعمال لغة وقحة لا تليق بمنصبه (...)، ولكم هو محزن العرض الدبلوماسي المثير للسخرية، الذي قدمته هذه الشخصية المتناقضة مع ما يميز الدبلوماسيين ووزراء الخارجية الموقرين الإسبان، الذين عرفتهم الدبلوماسية الدولية». وتعيب الجزائر على الوزير ألباريس أمرين أساسيين: أولهما أنه أوحى باحتمال أن تلجأ الجزائر، في تصعيدها مع بلاده، إلى قطع إمدادات الغاز عنها، رغم أنها قضية مرتبطة بعقود طويلة ومتوسطة الآجال، والثاني أنه اعتبر الجزائر وقعت تحت تأثير موسكو في خلافها مع إسبانيا، على أساس التقارب اللافت بين الجزائريين والروس، منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. زيادة على أن الجزائر لم تخف في الشهور الأخيرة تفضيلها إيطاليا كشريك لها في مجال الطاقة، ما اعتبره الإسبان مؤشراً سلبياً بالنسبة لهم، علماً بأن نصف حاجياتهم من الغاز يأتي من الجزائر، التي كان يمكن أن «تغفر» لمدريد أي «خطيئة» باستثناء أن تميل إلى الرباط في مسألة الصحراء. ومما جاء في الحملة أن ألباريس «وجّه نداءً مثيراً للشفقة للولايات المتحدة وللحلف الأطلسي لإنقاذه، بعد أن حاول عبثاً حشد الاتحاد الأوروبي، وها هو يستخدم روسيا كفزاعة من أجل إقناع أقرانه الأوروبيين بالوقوف إلى جانبه».

مشاركة :