يعني كسل الغدة الدرقية أن هناك نقصاً في طرح هرمون التيروكسين الذي تصنعه الغدة، والطفل الذي يولد ولا يكتشف هذا الشيء عنده في الأشهر الأولى من الولادة يتعرض إلى نقص في النمو وإلى الإصابة بالقزامة والتخلف العقلي، من هنا أهمية التشخيص المبكر والعلاج المناسب لحماية الطفل من المضاعفات الخطيرة لكسل الغدة. إن غالبية الأطفال الحديثي الولادة المصابين بكسل الغدة الخلقي يكونون لا عرضيين عند الولادة، حتى ولو كان مستوى الهرمون معدوماً. وعوارض كسل الغدة مبكرة وأخرى متأخرة. وتظهر العوارض المبكرة لكسل الغدة في الأيام الأولى من الولادة، إذ يبدو الطفل ضخماً، ويلاحظ كبر يافوخه الأمامي، وقد يصاب بصعوبات تنفسية. ويميل الطفل إلى النوم الدائم، ويصاب بالارتخاء العام، وتنخفض درجة حرارته، ويعاني من صعوبات في الرضاعة ومن كثرة الشردقة، وقد يستمر اليرقان (أبو صفار) أكثر من المعتاد، وقد يسجل بطء في النبض وتضخم في العضلة القلبية. وتعتبر هذه المرحلة ذهبية لتشخيص مرض كسل الغدة وبالتالي تفادي عواقبها. أما العوارض المتأخرة لكسل الغدة فتلوح خلال الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة، إذ تكون ملامح وجه الطفل خشنة مع وجود انتفاخ في الأجفان وحول العينين، ويكون اللسان ضخماً وبارزاً من الفم، إضافة إلى جفاف الشعر وتقصفه، والارتخاء العام. ويلاحظ في هذه المرحلة بوادر التخلف العقلي والبدني. إن التشخيص المبكر ضروري جداً من خلال التحريات الملائمة للغدة الدرقية لجميع المواليد بين اليومين الثاني والسادس من الولادة. وإذا تأكد تشخيص كسل الغدة فيجب الشروع في العلاج فوراً لتأمين مستوى طبيعي لهرمون الغدة الدرقية.
مشاركة :