ستزود دول حلف شمال الأطلسي أوكرانيا بأسلحة ثقيلة حديثة، لكن هذا يتطلب وقتاً لأنه يتعين تدريب الجيش الأوكراني على استخدامها، على ما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم الأربعاء. وقال خلال مؤتمر صحافي قبل بدء اجتماع لوزراء دفاع الحلف "لقد اتخذنا إجراءً عاجلاً، لكن الجهود تتطلب وقتاً"، وأوضح "أن الانتقال من معدات الحقبة السوفياتية إلى معدات الحلف الأطلسي الحديثة يتطلب استعداد الأوكرانيين لاستخدامها، هذا انتقال صعب ومتطلب". وزود الحلفاء حتى الآن أوكرانيا بأسلحة ثقيلة تعود إلى الحقبة السوفياتية من مخزونهم لأن الأوكرانيين مدربون على استخدامها، كما قامت واشنطن بتسليم مدافع الهاوتزر M777، وهي أحدث جيل من قطع المدفعية الأمريكية إلى أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة. ولكن وزارة الدفاع الأوكرانية أعلنت مساء الثلاثاء أن كييف لم تتسلّم إلا حوالي 10% من الأسلحة التي تطلبها من شركائها الأوروبيين لقتال الجيش الروسي، وتتعلق المطالب الآن بمنح الأسلحة التي تستخدمها قوات الحلف. وأكد ستولتنبرغ أنها "أنظمة مدفعية طويلة المدى وأنظمة مضادة للطائرات وفقاً لمعايير حلف شمال الأطلسي، وتتطلب تدريباً وصيانة"، وقال الأمين العام للحلف إنّ هولندا ستزوّد أوكرانيا أيضاً بمَدافع "هاوتزر". وتحدث رئيس الوزراء الهولندي مارك روته خلال اجتماع في لاهاي أمس، شارك فيه خمسة من أعضاء الحلف الثلاثين عن هذا المشروع الذي سيتضمّن تدريب الجنود الأوكرانيين. ومن المقرر أن يشارك وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في الاجتماع الوزاري للناتو الذي سيعقب اجتماعاً لدول "مجموعة الاتصال" التي شكلتها الولايات المتحدة. مطالب طارئة وأوضح ستولتنبرغ أن "الوزير ريزنيكوف سيقيم الطلبات العاجلة ونوع المعدات وإيصالها بحيث تكون الأسلحة حاسمة في ساحة المعركة". وأعلن الجيش الروسي اليوم الأربعاء أنه دمر بصواريخ كاليبر عالية الدقة مخزن أسلحة حصلت عليها أوكرانيا من حلف شمال الأطلسي، في غرب البلاد. وقبل الاجتماع، قال ميخائيل بودولياك، مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تغريدة على "تويتر" إنّ أوكرانيا تطلب الحصول على 300 نظام إطلاق صواريخ متعددة وألفي مدرعة وألف طائرة مسيرة، ومعدات أخرى. ويأتي الاجتماع في بروكسل قبل أسبوعين من قمة "حلف الاطلسي" المقرر عقدها في 29 و30 يونيو(حزيران) الجاري في مدريد والتي سيشارك فيها زيلينسكي، وقال ستولتنبرغ أمس الثلاثاء "إنّه مرحّب به شخصياً أو عن طريق الفيديو". كما تمّت دعوة قادة أستراليا ونيوزيلندا واليابان وكوريا الجنوبية إلى إسبانيا للتحدّث عن أهمية ما يمثّله النفوذ الصيني لأمن دول الحلف وحلفائها، ويجب أن توافق هذه القمة على حزمة دعم مادية وعسكرية لأوكرانيا، وستتبنّى أيضاً مفهوماً استراتيجياً جديداً، ذلك أنّه بحسب ستولتنبرغ "لم تعد روسيا شريكة كما أنّ الحرب باتت على أبواب أوروبا من جديد". وفي مدريد، يجب أن يتفق الحلفاء المنتشرون عسكرياً على الجانب الشرقي على وجود معزز سيكون "مزيجاً" من وحدات المجموعات القتالية الثماني في ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا وبولندا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا وبلغاريا، وأكد ستولتنبرغ أنه ستكون هناك "قوات معيّنة مسبقاً للتدخّل في بلدان المنطقة التي وَضعت فيها أسلحة ثقيلة"، مضيفاً أنّه "لن يكون هناك تشكيل مماثل في جميع البلدان الواقعة على الجانب الشرقي". وأشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إلى أنّ عملية انتساب السويد وفنلندا، التي كان يجب أن تُطلق في مدريد "ستأخذ وقتاً أكثر من المتوقّع بسبب اعتراضات تركيا التي يجب الإجابة عليها لأنّ أنقرة حليف مهم".
مشاركة :