أعرب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، رئيس روسيا سابقا، عن تشككه في استمرار وجود أوكرانيا كدولة سيادية. وقال ميدفيديف عبر تطبيق تليغرام “سؤال واحد: من قال إن أوكرانيا سوف تظل موجودة على الخارطة خلال عامين؟”. وترى كييف أن تصريحات ميدفيديف دليل على أن هدف الحرب الروسية الرسمي من “القضاء على النازيين” في البلاد ليس إلا ذريعة لتدمير الثقافة الأوكرانية. ولم يعلق الكرملين بشكل مباشر على أحدث تصريحات ميدفيديف. واكتفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، عندما سأله الصحافيون، بالقول “نعلم أن أوكرانيا لديها مشاكل كبيرة”. وذكر بيسكوف أن أوكرانيا تواصل رفض “كبح جماح الكيانات القومية” في صفوفها. والأربعاء تجاهل الأوكرانيون إنذارا روسيا لتسليم مدينة سيفيرودونيتسك الشرقية. وطلبت روسيا من القوات الأوكرانية المتحصنة في مصنع للكيماويات بالمدينة المدمرة وقف “المقاومة غير المجدية وإلقاء السلاح”، مؤكدة على تقدمها في معركتها للسيطرة على شرق أوكرانيا. تصريحات ميدفيديف دليل على أن هدف الحرب الروسية الرسمي من “القضاء على النازيين” في البلاد ليس إلا ذريعة لتدمير الثقافة الأوكرانية وتقول أوكرانيا إن أكثر من 500 مدني محاصرون إلى جانب المقاتلين في مصنع آزوت للكيماويات حيث قاومت قواتها على مدى أسابيع القصف الروسي الذي حول قسما كبيرا من مدينة سيفيرودونيتسك إلى أنقاض. وقال أوليكسندر ستريوك رئيس بلدية سيفيرودونيتسك بعد انقضاء أجل الإنذار الروسي إن “القوات الروسية تحاول اقتحام المدينة من عدة اتجاهات لكن القوات الأوكرانية تواصل الدفاع عنها ولم تُعزل تماما”. وقال سيرهي جايداي حاكم إقليم لوغينسك الذي تقع فيه سيفيرودونيتسك إن “الجيش يدافع عن المدينة ويبقي القوات الروسية بعيدة عن ليسيتشانسك (المدينة التوأم التي تسيطر عليها روسيا وتقع على الضفة الأخرى من نهر سيفرسكي دونتس)”. ولوغانسك واحد من إقليمين تطالب روسيا بالسيادة عليهما للانفصاليين. ويشكل الإقليمان منطقة دونباس، وهي منطقة صناعية أوكرانية ركزت روسيا هجومها عليها بعد أن فشلت في السيطرة على العاصمة كييف في مارس الماضي. وقالت المخابرات البريطانية إن المقاتلين في مصنع الكيماويات يمكنهم البقاء أحياء تحت الأرض وستظل القوات الروسية على الأرجح تركز عليهم لمنعهم من شن هجمات في أماكن أخرى. لكن وزير الدفاع البريطاني بن والاس قال إن الجنود الأوكرانيين على الجبهة الشرقية منهكون وأقل عددا من القوات التي تواجههم. ويعيد قصف آزوت إلى الأذهان صور الحصار السابق لمصنع آزوفستال لأعمال الصلب، الذي احتمى فيه مئات المقاتلين والمدنيين من القصف الروسي لميناء ماريوبول الجنوبي. واستسلم من كانوا داخله في منتصف مايو وجرى اقتيادهم إلى روسيا.
مشاركة :