أقرت الدول الأعضاء في منتدى "غاز شرق المتوسط" خلال اجتماع بالقاهرة اليوم (الأربعاء) بالإجماع استراتيجية عمل المنتدى، الذي يهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية إلى درجة صفر. وقال وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه اليوناني والإسرائيلي في ختام الاجتماع، "إن استراتيجية عمل المنتدى تم عرضها خلال الاجتماع اليوم وإقرارها بالإجماع". وأضاف الملا أن "المنتدى لديه خطط للتعاون على المديين المتوسط والبعيد، كما أن لديه خطة للوصول إلى صفر انبعاثات". وشدد على أهمية اجتماع المنتدى الذي شهد "حدثاً استثنائيا" بتوقيع مذكرة تفاهم ثلاثية بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي لنقل الغاز إلى أوروبا باستخدام البنية التحتية والتسهيلات المصرية، ما يؤكد علي الدور المهم للمنتدي في تأمين إمدادات الطاقة من خلال التعاون الإقليمي الفعال، خاصة في هذه الفترة التي تشهد تحديات جيوسياسية . واعتبر أن هذه المذكرة "خطوة هامة من الحكومات يتم فى إطارها تمهيد الطريق لتكثيف العمل والتعاون بين الشركات في مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي، وأنها بمثابة مظلة وإطار عمل تعمل على أساسه الشركات لاحقا في إبرام الاتفاقيات والتعاقدات فيما بينها لتنفيذ المشروعات والإجراءات اللازمة للبنية التحتية وتسييل الغاز وتصديره". واستعرض أعضاء ومراقبو المنتدى، خلال الاجتماع "المبادرة المشتركة التي سيتم تقديمها خلال قمة المناخ COP27، التي ستستضيفها مصر نيابة عن القارة الأفريقية"، حيث ستركز القمة على تطوير التوجه الاستراتيجي وخطة العمل للحد من الانبعاثات عبر سلسلة القيمة الخاصة بصناعة الغاز بالدول أعضاء المنتدى لدعم الانتقال إلى موارد الغاز منخفضة الكربون، وفقا للبيان الختامي للمنتدى. وأوصى أعضاء المنتدى، بـ "السياسات اللازمة لمواءمة الجهود لجمع التمويل وبناء القدرات ونشر التقنيات لإزالة الكربون من غاز شرق المتوسط". وأقروا بأهمية دور المنتدى في خضم التوتر الجيوسياسي الحالي، حيث تواجه صناعة الطاقة العالمية تقلبات أسعار كبيرة تؤثر على المنازل والأعمال والصناعة، ودعوا إلى ضمان سوق غاز إقليمي مستدام في منطقة شرق المتوسط والمساهمة في تنويع الإمدادات. كما شارك رؤساء وفود المنتدى مع أعضاء اللجنة الاستشارية لصناعة الغاز الرئيسيين وكبار ممثلي الصناعة في اجتماع مائدة مستديرة لمناقشة دور المنتدى المتنامي في ضمان أمن الطاقة العالمي وتنفيذ الإجراءات المناخية. ويمثل أعضاء وشركاء المنتدى المفتاح لتوسيع العلاقات التجارية الحالية مع أوروبا، فضلا عن تعزيز أمن الطاقة، وتنويع إمدادات الطاقة وتعزيز النمو الاقتصادي. واتفق أعضاء المنتدى على عقد الاجتماع الوزاري القادم في مقر المنتدى بالقاهرة خلال ديسمبر 2022. وعقد الاجتماع الوزاري للمنتدى برئاسة ناتاشا بيليدس وزيرة الطاقة والتجارة والصناعة القبرصية، وبحضور وزراء الطاقة ورؤساء وفود الدول الأعضاء بالمنتدى وهي مصر وفرنسا واليونان وإسرائيل وإيطاليا والأردن وفلسطين. كما حضر الاجتماع ممثلو الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي بصفة مراقب. بموازاة ذلك، وقعت الحكومة المصرية على اتفاقيتي تعاون لدعم جهود إزالة الكربون من قطاع الطاقة المصري، بحضور رئيس الوزراء مصطفى مدبولي. وتم توقيع الاتفاقيتين بين كل من الشركة القابضة لكهرباء مصر وشركة جنرال إلكتريك لطاقة الغاز، المدرجة في بورصة نيويورك. ويأتي توقيع الاتفاقيتين بهدف دعم جهود إزالة الكربون من قطاع الطاقة . وأكد مدبولي، اهتمام القيادة السياسية بملف البيئة والتغيرات المناخية ووضعه على رأس أولوياتها، مشيرا إلى أن الدولة قامت بالعديد من المبادرات لخفض الانبعاثات الضارة، من خلال التوسع في الطاقات الخضراء وتطبيق أحدث التكنولوجيات المتخصصة في خفض الانبعاثات، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية. من جانبه، اعتبر الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة التوقيع على اتفاقيتي التعاون اليوم إنجاز بارز سيدفع نحو تحقيق استراتيجية مصر للتنمية المستدامة "رؤية مصر 2030".
مشاركة :