بدأ في إيران أمس، تسجيل أسماء المرشحين لانتخابات «مجلس خبراء القيادة» المرتقبة في 26 شباط (فبراير) المقبل، بالتزامن مع انتخابات مجلس الشورى (البرلمان). انتخابات «مجلس خبراء القيادة» تكتسي أهمية، إذ إن أعضاءه يُنتخبون مرة كل عشر سنين، ما يعني أنهم قد يختارون المرشد المقبل للجمهورية الإسلامية في إيران، إذ إن المرشد الحالي علي خامنئي عمره 76 سنة. وسجّل عشرات ترشحهم لانتخابات المجلس، في عملية تستمر حتى الأربعاء المقبل، فيما أعلن رئيس اللجنة الانتخابية محمد حسين مقيمي، أن التسجيل للانتخابات النيابية سيبدأ غداً. وتطرّق إلى المشاركة النسوية في انتخابات مجلس خبراء القيادة، بعدما باتت عصمت سوادي أول مرشحة لدخوله، علماً أنها حائزة الدكتوراه في الفقه والحقوق. وقال: «ترشُّح النساء لانتخابات المجلس ليس ممنوعاً، لكن في نهاية المطاف على مجلس صيانة الدستور المصادقة على أهليتهنّ». ووصف وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي، الانتخابات بأنها «مصيرية»، معرباً عن أمله بـ «تعزيز الوحدة والتضامن والمشاركة الواسعة خلالها». وكان حسن الخميني، حفيد الإمام الراحل، ترشّح لانتخابات مجلس خبراء القيادة. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر مقرب من حسن الخميني أن الأخير نال موافقة خامنئي على الترشح، ونسب إلى المرشد قوله: «لا مشكلة (مع ترشيحك)، فقط احرص على عدم الإضرار باسم الخميني واحترامه». ونقلت «رويترز» عن صديق مقرّب من حسن الخميني إن الأخير هو «فقيه تقدمي، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالموسيقى وحقوق المرأة والحرية الاجتماعية». وأشار إلى أنه «يتابع عن كثب اتجاهات مواقع التواصل الاجتماعي، ويقرأ الصحف. وهو مهتم بالفلسفة الغربية بمقدار (اهتمامه) بالفكر الإسلامي». وأضاف أن الخميني ذهب إلى ماليزيا من أجل تحسين لغته الإنكليزية. في إيران، كان يجلس مع المتفرجين العاديين خلال مباريات كرة القدم، بدل قسم الشخصيات البارزة. ونسبت «رويترز» إلى سياسي، حديثه عن «تنافس واضح بين حسن الخميني ومجتبى خامنئي، نجل المرشد»، وزاد: «كلاهما يريد خلافة خامنئي، ولذلك بدآ متابعة دروس متقدمة في الفقه الإسلامي في قم، تُعتبر ضرورية لحمل لقب آية الله». على صعيد آخر، اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، أن هدف إيران رفع العقوبات المفروضة عليها بحلول نهاية كانون الثاني (يناير) المقبل، «ليس مستحيلاً إذا سار كل شيء بسلاسة». لكن 36 من الأعضاء الجمهوريين الـ54 في مجلس الشيوخ الأميركي، دعوا الرئيس باراك أوباما إلى الامتناع عن رفع العقوبات عن إيران، معتبرين أن تجربة أجرتها أخيراً على إطلاق صاروخ باليستي أظهرت «تجاهلاً صارخاً لالتزاماتها الدولية» بعد إبرامها الاتفاق النووي، كما تعزّز قدرتها على استهداف إسرائيل والقوات الأميركية في الشرق الأوسط. ورأوا أن «من الخطأ التعامل مع برنامج إيران للصواريخ الباليـــستية، بمعزل عن برنامجها النووي». لكن وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان، أكد أن بلاده لن تقبل «قيوداً» على برنامجها الباليستي، مشدداً على أنها «تعمل وفق مصالحها القومية». وأضاف: «منذ الاتفاق النووي، لم نؤخر أو نوقف ولو لثانية، تجاربنا (الصاروخية) وأعمالنا وبحوثنا. للدفاع عن بلدنا سننتج كل الأسلحة والمعدات التقليدية اللازمة».
مشاركة :