أصدرت الشركة العربية للاستثمارات البترولية (ابيكورب)، وهي مؤسسة مالية متعددة الأطراف، تقريرها السنوي "توقعات استثمارات الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للأعوام 2022 – 2026" وبحسب التقرير فإن الشركة تتوقع أن يتخطى إجمالي الاستثمارات المخطط لها والملتزم بها في القطاع على مستوى المنطقة نحو 879 مليار دولار أمريكي خلال السنوات الخمس المقبلة، بزيادة قدرها 74 مليار دولار أمريكي وتمثل المشاريع الملتزم بها – وهي المشاريع التي دخلت حيز التنفيذ – في دول مجلس التعاون الخليجي حوالي 45% من إجمالي استثمارات الطاقة في المنطقة العربية، وهي نسبة أعلى بـ 50% عن المتوسط العام للمنطقة ككل والبالغة 30% لهذه الفئة من المشاريع. وفي هذا السياق، قال رامي العشماوي، أخصائي طاقة أول لدى ابيكورب: "يكشف تقريرنا الأخير حول توقعات استثمارات الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأن المنطقة تشق طريقاً خاصاً بها نحو تحقيق التحول في قطاع الطاقة. من جانبه قال سهيل شاتيلا، أخصائي طاقة أول لدى ابيكورب: "لقد أثبت الهيدروجين الأزرق بأنه خيار أكثر جاذبية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على المدى المتوسط، حيث يتميز بتكلفة إنتاج منخفضة نسبياً وتأثير محدود على نماذج الأعمال الحالية لشركات النفط الوطنية والدولية. يتمثل هدف الدول التي تستورد معظم احتياجاتها من الطاقة الهيدروكربونية وتتمتع بإمكانيات عالية لإنتاج الطاقة المتجددة في تقليل الاعتماد على واردات الوقود التقليدي ودمج مصادر الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة في شبكات الكهرباء المحلية، هذا وتأتي المغرب والأردن في طليعة سياسات الطاقة المتجددة في المنطقة، فقد نجحت الدولتان بالفعل في تحقيق أهداف سياساتهما على المدى القصير، حيث وصل المغرب إلى ما يقرب من 40% من السعة المركبة المستهدفة من الطاقة المتجددة في عام 2021، بينما وصل الأردن إلى ما يقرب من 20%. في المقابل، وتتوقع ابيكورب أن يواصل الغاز الطبيعي -- والذي يعدّ الوقود المهيمن في توليد الطاقة – وتيرة نموه ويحافظ على نسبة تتراوح بين 70% و75% من مصادر توليد الطاقة على مستوى المنطقة بحلول عام 2024. ففي المملكة ، يشير التقرير إلى زيادة توليد الكهرباء عن طريق الغاز خلال السنوات الخمس المقبلة وانخفاض توليدها من النفط خلال الفترة نفسها، متوقعاً تراجع حصة توليد الكهرباء عن طريق النفط ضمن مزيج الطاقة لأقل من 30% في عام 2022 مقارنة بـ 32% في عام 2021. كما أشار التقرير إلى تضاعف سندات الاستدامة والسندات الخضراء الصادرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 2021 أكثر من ثلاثة مرات مقارنة بـ 2020، لتصل قيمتها الإجمالية إلى 18.64 مليار دولار أمريكي. كما شهد عام 2021 أيضاً ولادة أول برنامج طوعي لتداول الكربون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من قبل السوق المالية السعودية (تداول)، مما يمهد الطريق لتطوير سوق رسمي لتداول وتبادل تأمينات وتعويضات الكربون (carbon credits and offsets).
مشاركة :