وخلال زيارتهم الأولى إلى أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي للبلاد، توجّه القادة الثلاثة الذين وصلوا إلى كييف بالقطار مباشرة إلى إربين وقد لاقاهم في كييف الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس. وعلى بعد نحو 20 كيلومترا بدأت مشاهد الدمار تتجلى أمام أعينهم ولا سيما جسر إربين مع أعمدته المنهارة. وفي أولى أيام الحرب فرّ مئات السكان مع تقدّم القوات الروسية مستخدمين ألواحا لعبور الجسر المدمّر. "سنعيد إعمار كل شيء" عند مدخل المدينة، تحمل المباني المدمّرة آثار الحرائق وتتدلى منها إطارات النوافذ والأسلاك في كل الجهات. وفي اليوم الـ113 للحرب، بدأ القادة الأربعة زيارة لأوكرانيا للاطلاع على حجم الدمار رفقة الوزير الأوكراني لشؤون اللامركزية أوليكسي تشيرنيشوف الذي أبلغهم بأن نية إعادة الإعمار بأسرع وقت موجودة وبأن السكان بدأوا يعودون إلى ديارهم. وقال ماكرون "هنا أوقف الأوكرانيون زحف الجيش الروسي نحو كييف"، مضيفا "آثار الهمجية وندوبها ظاهرة بادية عليكم"، ومشيرا إلى أنها "أولى مؤشرات جرائم الحرب". وقادهم الوزير الأوكراني إلى أحد المباني وعرض عليهم تسجيل فيديو يظهر المدينة "قبل" الحرب ومن ثم تجميعا لصور توثق الرعب الذي عاشه السكان: المباني مدمرة من الداخل وفي وسط الركام دمية طفل متروكة... وقال رئيس الوزراء الإيطالي "سنعيد إعمار كل شيء"، ليضيف ماكرون "جرائم الحرب يجب أن يُحاكم مرتكبوها". "الرسالة الصائبة" على جدار أحد المباني رسم يجسد أوروبا مع شعار بالإنكليزية والأوكرانية يدعو إلى الانضمام إلى أوروبا ونبذ الحرب. وتوقف الرئيس الفرنسي عند الشعار الذي يلخّص هدف الزيارة التي قرر القادة الأربعة إجراءها لأوكرانيا والمتمثل بضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي من دون انتظار نهاية النزاع الدائر مع روسيا. وبالإنكليزية قال ماكرون "إنها الرسالة الصائبة"، مضيفا "إنها مؤثرة جدا"، علما بأن الاتحاد الأوروبي سيبحث الأسبوع المقبل في منح أوكرانيا رسميا وضعية دولة مرشحة لعضوية التكتل. والجمعة تصدر المفوضية الأوروبية موقفها بهذا الشأن في مؤشر أولي ذي دلالة كبيرة قبل القمة الأوروبية المقررة في 23 حزيران/يونيو و24 منه. ثم قاد الوزير الأوكراني القادة الأربعة إلى سيارة نخر الرصاص هيكلها. وأوضح الوزير "لقد استهدفوا عمدا ركابها ولم يكن بينهم أي رجل"، مشيرا إلى مئات من الحالات المماثلة. وفي نهاية الزيارة توجّه القادة الأربعة إلى قصر مارينسكي في كييف للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وبعد المصافحة بدأ القادة اجتماعا مغلقا للبحث في منح أوكرانيا وضع دولة مرشحة للعضوية. وكان قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا قد بعثوا برسالة بهذا التوجّه لزيلينسكي خلال رحلتهم بالقطار إلى كييف في ما يمكن اعتباره قمة دبلوماسية مصغرة. وكان ماكرون قد عاد للتو من زيارة إلى مولدافيا وخلال اجتماعه مع شولتس ودراغي لم يكن يرتدي لا سترة ولا ربطة عنق فيما كان المستشار الألماني يرتدي قميصا أسود غير رسمي. أما دراغي فكان يرتدي كنزة تحتها قميص أبيض. وقد جلس القادة الثلاثة حول طاولة وأجروا محادثات استمرت ليلا حتى وقت متأخر. وخلال الرحلة تحدّث شولتس إلى عدد من الصحافيين الألمان. وأعلن المستشار الألماني الذي وُجّهت إليه انتقادات لعدم إمداده كييف بأسلحة كافية، أنه مستعد لدعم كييف لا سيما بالأسلحة "طالما اقتضى الأمر"، وفق صحيفة بيلد.
مشاركة :