«مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ»

  • 6/17/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عندما‭ ‬يقول‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الخاتم‭ ‬والمعجز‭: ‬‮«‬مُحَمَّدٌ‭ ‬رَسُولُ‭ ‬اللَّهِ‮»‬‭ (‬الفتح‭ -‬29‭). ‬فالرسول‭ ‬يختار‭ ‬بعناية‭ ‬المختار‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬جديرا‭ ‬بالاختيار‭ ‬للمهمة‭ ‬التي‭ ‬أرسل‭ ‬إليها‭.‬ وعندما‭ ‬يختار‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬رسولا‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يتصف‭ ‬هذا‭ ‬الرسول‭ ‬بصفات‭ ‬يرضى‭ ‬عنها‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬رب‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ومليكه،‭ ‬خالق‭ ‬الخلق‭ ‬ويعلم‭ ‬خصائص‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭.‬ لماذا‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬وَمَثَلُهُمْ‭ ‬فِي‭ ‬الْإِنْجِيلِ‭ ‬كَزَرْعٍ‭ ‬أَخْرَجَ‭ ‬شَطْأَهُ‮»‬‭ (‬الفتح‭ -‬29‭).‬ فالرسول‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬هو‭ (‬الزرع‭) ‬وإذا‭ ‬رجعنا‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬النبات‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المثل‭ (‬كَزَرْعٍ‭) ‬حقيقة‭ ‬علمية‭ ‬مبهرة‭ ‬لأن‭ ‬الزرع‭ ‬هو‭ ‬سر‭ ‬الحياة‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وإذا‭ ‬غاب‭ ‬النبات‭ ‬عن‭ ‬الأرض‭ ‬غاب‭ ‬الغذاء‭ ‬وغابت‭ ‬الطاقة‭ ‬الحيوية،‭ ‬وغاب‭ ‬الاستغلال‭ ‬المهم‭ ‬للماء‭ ‬الأرضي‭.‬ فلا‭ ‬حياة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬نبات‭ (‬حتى‭ ‬لو‭ ‬وجد‭ ‬الماء‭) ‬ولا‭ ‬حياة‭ ‬حقيقية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬رسالته،‭ ‬فإن‭ ‬غابت‭ ‬الأخلاق‭ ‬والقيم‭ ‬التي‭ ‬جاء‭ ‬بها‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬غابت‭ ‬الحياة‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬يغيب‭ ‬التوحيد،‭ ‬ويغيب‭ ‬المنهاج‭ ‬الخلقي‭ ‬الرباني‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬وسادت‭ ‬الأخلاق‭ ‬المادية،‭ ‬النفعية‭ ‬الاستغلالية‭ ‬للإنسان‭ ‬واتبع‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬هواه،‭ ‬واتبعت‭ ‬كل‭ ‬جماعة‭ ‬أهواءها،‭ ‬وغابت‭ ‬ضوابط‭ ‬التشريع‭ ‬الإلهية‭ ‬وتزوج‭ ‬الذكر‭ ‬الذكر،‭ ‬والأنثى‭ ‬الأنثى،‭ ‬وسادت‭ ‬المخادنة،‭ ‬والزنا،‭ ‬وهدمت‭ ‬الأسرة‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬عليها‭ ‬بناء‭ ‬الحياة‭ ‬المهنية‭.‬ النبات‭ ‬يستمد‭ ‬طاقته‭ ‬الأساس‭ ‬من‭ ‬الأعلى‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬السماء‭ ‬بالأرض‭ ‬والبيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬به‭.‬ والرسول‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬تلقى‭ ‬رسالته‭ ‬من‭ ‬السماء،‭ ‬وربط‭ ‬الأرض‭ ‬ومجتمعاتها‭ ‬وأفرادها‭ ‬بالسماء،‭ ‬ورب‭ ‬الأرض‭ ‬والسماء‭.‬ النبات‭ ‬يثبت‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬وتحويلها‭ ‬من‭ ‬طاقة‭ ‬ضوئية‭ ‬يصعب‭ ‬استغلالها‭ ‬بالكائنات‭ ‬الحية‭ ‬مباشرة،‭ ‬يحولها‭ ‬إلى‭ ‬طاقة‭ ‬كيميائية‭ ‬يسهل‭ ‬استغلالها‭ ‬بالكائنات‭ ‬الحية،‭ ‬كما‭ ‬يثبت‭ ‬النبات‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬الجوي‭ ‬فيدخل‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الهيكل‭ ‬الكربوني‭ ‬للمواد‭ ‬الكربوهيدراتية‭ ‬والمواد‭ ‬الدهنية‭ ‬والمواد‭ ‬البروتينية‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬لوجود‭ ‬الحياة‭ ‬الحيوية‭ ‬والكائنات‭ ‬الحية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬ والرسول‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬يثبت‭ ‬الوحي‭ ‬الإلهي،‭ ‬والمنهاج‭ ‬الرباني‭ (‬نور‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭) ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬ويجعله‭ ‬في‭ ‬مقدور‭ ‬فهم‭ ‬وعقل‭ ‬الإنسان‭ ‬وتطبيقه‭ ‬في‭ ‬الحياة‭.‬ النبات‭ ‬في‭ ‬الآية‭ ‬القرآنية‭ ‬يشهد‭ ‬بأهمية‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬وأهمية‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬به‭ (‬الإسلام‭)‬،‭ ‬ويشهد‭ ‬النبات‭ ‬بأهمية‭ ‬أهل‭ ‬البيت‭ ‬عليهم‭ ‬السلام،‭ ‬وأهمية‭ ‬الصحابة‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنهم‭ ‬والتابعين‭ ‬المتبعين‭ ‬للدين‭ ‬وبناء‭ ‬الحياة‭ ‬السوية‭ ‬الصحية‭ ‬الإنسانية‭ ‬المتزنة‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬مُحَمَّدٌ‭ ‬رَسُولُ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬وَالَّذِينَ‭ ‬مَعَهُ‭ ‬أَشِدَّاءُ‭ ‬عَلَى‭ ‬الْكُفَّارِ‭ ‬رُحَمَاءُ‭ ‬بَيْنَهُمْ‭ ‬تَرَاهُمْ‭ ‬رُكَّعًا‭ ‬سُجَّدًا‭ ‬يَبْتَغُونَ‭ ‬فَضْلًا‭ ‬مِنَ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬وَرِضْوَانًا‭ ‬سِيمَاهُمْ‭ ‬فِي‭ ‬وُجُوهِهِمْ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَثَرِ‭ ‬السُّجُودِ‭ ‬ذَلِكَ‭ ‬مَثَلُهُمْ‭ ‬فِي‭ ‬التَّوْرَاةِ‭  ‬وَمَثَلُهُمْ‭ ‬فِي‭ ‬الْإِنْجِيلِ‭ ‬كَزَرْعٍ‭ ‬أَخْرَجَ‭ ‬شَطْأَهُ‭ ‬فَآزَرَهُ‭ ‬فَاسْتَغْلَظَ‭ ‬فَاسْتَوَى‭ ‬عَلَى‭ ‬سُوقِهِ‭ ‬يُعْجِبُ‭ ‬الزُّرَّاعَ‭ ‬لِيَغِيظَ‭ ‬بِهِمُ‭ ‬الْكُفَّارَ‭ ‬وَعَدَ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬آمَنُوا‭ ‬وَعَمِلُوا‭ ‬الصَّالِحَاتِ‭ ‬مِنْهُمْ‭ ‬مَغْفِرَةً‭ ‬وَأَجْرًا‭ ‬عَظِيمًا‮»‬‭ (‬الفتح‭ - ‬29‭).‬ أَخْرَجَ‭ ‬شَطْأَهُ،‭ ‬أي‭:‬ ‭- ‬فراخه‭ ‬المتنوعة‭ ‬في‭ ‬جوانبه‭ (‬الفسائل‭).‬ ‭- ‬ما‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬الزرع‭ ‬وتفرع‭ ‬في‭ ‬شاطئيه‭ ‬أي‭ ‬جانبيه‭.‬ ‭- ‬فراخ‭ ‬النخل‭ (‬الفسائل‭) ‬والزرع‭.‬ ‭- ‬ورق‭ ‬الزرع‭.‬ ‭- ‬الشجرة‭ ‬إذا‭ ‬أخرجت‭ ‬غصونها‭ ‬وفروعها‭ ‬أي‭ ‬الغصون‭ ‬والفروع‭.‬ ‭- ‬من‭ ‬الشجر‭ ‬ما‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬جذوعه‭ ‬وحول‭ ‬أصوله‭.‬ قال‭ ‬الراغب‭ ‬الأصفهاني‭ ‬في‭ ‬مفردات‭ ‬ألفاظ‭ ‬القرآن‭: ‬شطء‭ ‬الزرع‭: ‬فروخ‭ ‬الزرع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬خرج‭ ‬منه‭ ‬وتفرع‭ ‬بين‭ ‬شاطئيه‭: ‬أي‭ ‬في‭ ‬جانبيه‭ ‬وجمعه‭ ‬أشطاء‭.‬ فَاسْتَغْلَظَ‭: ‬أي‭ ‬فسار‭ ‬من‭ ‬الرقة‭ ‬إلى‭ ‬الغلظة‭.‬ فَاسْتَوَى‭ ‬عَلَى‭ ‬سُوقِهِ‭: ‬أي‭ ‬فاستقام‭ ‬على‭ ‬أصوله‭ ‬وجذوعه‭.‬ يُعْجِبُ‭ ‬الزُّرَّاعَ‭: ‬أي‭ ‬بقوته‭ ‬وكثافته‭ ‬وغلظه‭ ‬وحسن‭ ‬إنتاجه‭ ‬ومنظره‭.‬ هذا‭ ‬مثل‭ ‬ضربه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬لرسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬ولآل‭ ‬البيت‭ ‬عليهم‭ ‬السلام‭ ‬والصحابة‭ ‬رضوان‭ ‬الله‭ ‬عليهم‭ ‬كانوا‭ ‬قلة‭ ‬في‭ ‬بدء‭ ‬الإسلام‭ ‬ثم‭ ‬كثروا‭ ‬واستحكموا‭ ‬فترقى‭ ‬أمرهم‭ ‬يوما‭ ‬فيوم‭ ‬بحيث‭ ‬أعجب‭ ‬الأحبة‭ ‬وأغاظ‭ ‬أعداء‭ ‬الله‭.‬ مكتوب‭ ‬في‭ ‬الانجيل‭ ‬سيخرج‭ ‬قوم‭ ‬ينبتون‭ ‬نبات‭ ‬الزرع،‭ ‬يخرج‭ ‬منهم‭ ‬قوم‭ ‬يأمرون‭ ‬بالمعروف‭ ‬وينهون‭ ‬عن‭ ‬المنكر،‭ ‬وهو‭ ‬مثل‭ ‬ضربه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬لبدء‭ ‬الإسلام‭ ‬وترقيه‭ ‬في‭ ‬الزيادة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قوى‭ ‬واستحكم‭ ‬لأن‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬قام‭ ‬وحده،‭ ‬ثم‭ ‬قواه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بمن‭ ‬معه‭.‬ قال‭ ‬الدكتور‭ ‬وهبة‭ ‬الزحيلي‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬التفسير‭ ‬المنير‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬وَعَدَ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬آمَنُوا‭ ‬وَعَمِلُوا‭ ‬الصَّالِحَاتِ‭ ‬مِنْهُمْ‮»‬‭ (‬الفتح‭ -‬29‭)‬،‭ ‬قال‭: (‬مِنْهُمْ‭) ‬هنا‭ ‬لبيان‭ ‬الجنس‭ ‬وليست‭ ‬للتبغيض،‭ ‬لأنهم‭ ‬كلهم‭ ‬بالصفة‭ ‬المذكورة‭ (‬انتهى‭).‬ إذا‭ ‬أخذنا‭ ‬بالقول‭ ‬الذي‭ ‬يقول‭ ‬أن‭ ‬الشطء‭ ‬هو‭ ‬الفروع‭ ‬والأغصان‭ ‬فهي‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬الأوراق‭ ‬النباتية،‭ ‬والبراعم‭ ‬الخضرية‭ ‬والبراعم‭ ‬الزهرية‭ ‬والأزهار،‭ ‬والثمار‭.‬ فالرسول‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬هو‭ ‬الأصل‭ ‬والصحابة‭ ‬وأهل‭ ‬البيت‭ ‬هم‭ ‬الفروع‭ ‬والأغصان‭ ‬التي‭ ‬حملت‭ ‬الرسالة‭ ‬من‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وصلوا‭ ‬إليه‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬ وإذا‭ ‬كان‭ ‬الشطء‭ ‬هو‭ ‬الأوراق،‭ ‬فالأوراق‭:‬ ‭- ‬هي‭ ‬سر‭ ‬استمرار‭ ‬حياة‭ ‬النبات‭.‬ ‭- ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تصنع‭ ‬الغذاء‭ ‬للنبات‭.‬ ‭- ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تقوي‭ ‬النبات‭.‬ ‭- ‬الورقة‭ ‬النباتية،‭ ‬أعظم‭ ‬مثبت‭ ‬للطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬ ‭- ‬تنقي‭ ‬البيئة‭ ‬الأرضية‭ ‬من‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬وتنتج‭ ‬الأكسجين‭.‬ ‭- ‬تثبت‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬باستخدام‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬وهيدروجين‭ ‬الماء‭ ‬وكربون‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬لإنتاج‭ ‬الغذاء‭ ‬للكائنات‭ ‬الحية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬ ‭- ‬تحفظ‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض‭ ‬صالحة‭ ‬لحياة‭ ‬الكائنات‭ ‬الحية‭ ‬عليها‭.‬ ‭- ‬تنقي‭ ‬الجو‭ ‬وتلطفه‭ ‬لا‭ ‬تلوثه‭.‬ ‭- ‬هي‭ ‬السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬للإزهار‭ ‬والإثمار‭ ‬والحياة‭.‬ من‭ ‬الشروح‭ ‬السابقة‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬مرسل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬وهو‭ ‬مختار‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬العليم‭ ‬الخبير‭ ‬للقيام‭ ‬بتوصيل‭ ‬آخر‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬إلى‭ ‬الخلق‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬ وهو‭ ‬مختار‭ ‬بعناية‭ ‬الله‭ ‬وعلمه‭ ‬وقدرته،‭ ‬يتحلى‭ ‬بالخلقة‭ ‬المتميزة‭ ‬وبالخلق‭ ‬العظيم‭ ‬بالمؤمنين‭ ‬رؤوف‭ ‬رحيم،‭ ‬علمه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬تعليما‭ ‬يليق‭ ‬بالمرسل‭ ‬وضروري‭ ‬للمرسل‭.‬ دعم‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬رسوله‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬بكتاب‭ ‬معجز،‭ ‬عجزت‭ ‬البشرية‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬عن‭ ‬الاتيان‭ ‬بمثله‭ ‬أو‭ ‬بسورة‭ ‬من‭ ‬مثله،‭ ‬عندما‭ ‬سمعه‭ ‬أبو‭ ‬الوليد‭ ‬الكافر‭ ‬قال‭: ‬إن‭ ‬له‭ ‬حلاوة‭ ‬وإن‭ ‬عليه‭ ‬لطلاوة‭ ‬أسفله‭ ‬مغدق‭ ‬وأعلاه‭ ‬مثمر‭ ‬وهو‭ ‬يعلو‭ ‬ولا‭ ‬يعلى‭ ‬عليه‭. ‬ لا‭ ‬تشبع‭ ‬منه‭ ‬العلماء،‭ ‬ولا‭ ‬يَخْلَقُ‭ ‬عن‭ ‬كثرة‭ ‬الرد‭ ‬ولا‭ ‬تنتهي‭ ‬عجائبه‭.‬ حوى‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬إشارات‭ ‬وشواهد‭ ‬علمية‭ ‬تقنية‭ ‬سبق‭ ‬بها‭ ‬العلم‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬الانسان‭ ‬والحيوان،‭ ‬والنبات،‭ ‬والنجوم،‭ ‬والكواكب‭ ‬والشمس‭ ‬والقمر‭ ‬والجاذبية،‭ ‬وبدء‭ ‬الكون‭ ‬بما‭ ‬يدلل‭ ‬دلالة‭ ‬قاطعة‭ ‬على‭ ‬ألوهيته‭ ‬وإعجازه‭ ‬وتقوفه‭.‬ وإذا‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬رسول‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بصفات‭ ‬تليق‭ ‬باختيار‭ ‬الله‭ ‬به‭ ‬مدعم‭ ‬بالقرآن‭ ‬والسنة‭ ‬النبوية‭ ‬المطهرة‭ ‬المسندة،‭ ‬برواية‭ ‬العدل‭ ‬الضابط‭ ‬عن‭ ‬العدل‭ ‬الضابط‭ ‬إلى‭ ‬منتهاه‭ ‬إلى‭ ‬رسول‭ ‬الله،‭ ‬وليس‭ ‬به‭ ‬شذوذ‭ ‬ولا‭ ‬علة‭ ‬في‭ ‬متنه‭.‬ الذين‭ ‬يهاجمون‭ ‬القرآن‭ ‬والسنة‭ ‬الصحيحة‭ ‬ورسول‭ ‬الله‭ ‬إما‭ ‬جهلاء،‭ ‬أو‭ ‬مدفوعون‭ ‬من‭ ‬الأعداء‭ ‬أو‭ ‬خائفون‭ ‬على‭ ‬اتباعهم‭ ‬الذين‭ ‬يسلمون‭ ‬بالآلاف‭ ‬يوميا‭ ‬ولولا‭ ‬القهر‭ ‬والتضليل‭ ‬والكذب‭ ‬ما‭ ‬بقي‭ ‬منهم‭ ‬أحد‭ ‬لم‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬دين‭ ‬التوحيد‭ ‬الخالص‭ ‬لله‭ ‬والعقيدة‭ ‬الصحيحة‭ ‬الميسرة‭ ‬المفهومة‭ ‬والمنهاج‭ ‬الرباني‭ ‬المعجز‭.‬ والذين‭ ‬يحاولون‭ ‬تشويه‭ ‬صورة‭ ‬الرسول‭ ‬الكريم‭ ‬والطعن‭ ‬فيه،‭ ‬فإنهم‭ ‬يطعنون‭ ‬فيمن‭ ‬اختاره‭ ‬وأرسله‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الواحد‭ ‬الأحد،‭ ‬الفرد‭ ‬الصمد،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يلد‭ ‬ولم‭ ‬يولد،‭ ‬ولا‭ ‬تأخذه‭ ‬سنة‭ ‬ولا‭ ‬نوم‭ ‬القادر‭ ‬القوي‭ ‬العادل‭ ‬رب‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ومليكه‭ ‬المنزه‭ ‬عن‭ ‬النقص‭ ‬مستوٍ‭ ‬على‭ ‬عرشه،‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬عما‭ ‬يصفون‭.‬ يكفي‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ (‬مُحَمَّدٌ‭ ‬رَسُولُ‭ ‬اللَّه‭) ‬لنتأدب‭ ‬مع‭ ‬مرسله‭ ‬ومع‭ ‬الرسول،‭ ‬وهذه‭ ‬الصفة‭ ‬المدلل‭ ‬عليها‭ ‬بالأدلة‭ ‬الشرعية‭ ‬الكونية‭ ‬القرآنية‭ ‬تجعل‭ ‬العاقل‭ ‬يقف‭ ‬باحترام‭ ‬أمام‭ ‬هذا‭ ‬النبي‭ ‬الذي‭ ‬أرسله‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭*‬‭.‬ ‭*‬انظر‭ ‬كتابنا‭ ‬عدالة‭ ‬أهل‭ ‬البيت‭ ‬والصحابة‭ ‬بين‭ ‬الآيات‭ ‬القرآنية‭ ‬والتراكيب‭ ‬النباتية‭ ‬معجزة‭ ‬علمية‭.‬

مشاركة :