تواصل اعتصام نواب داخل مجلس الأمة الكويتي لليوم الثالث الخميس لرفض ما سموه "تعطيل الدستور والبرلمان"، تزامنا مع مطالبات سياسية بتدخل أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، لحل الأزمة بين البرلمان والحكومة. جاء ذلك في بيانات لحركات وتجمعات سياسية ومهنية، نقلتها وسائل إعلام محلية بينها "الأنباء الكويتية"، و"القبس"، في ظل عدم تسمية الحكومة الجديدة رغم استقالة السابقة قبل أكثر من شهرين، وما ترتب عليه من عدم انعقاد المجلس (البرلمان) لنظر قضاياه. والثلاثاء، رفض 18 نائبا حضور جلسة استثنائية لتمرير منحة مالية متأخرة منذ شهور للمتقاعدين، وبدأ 17 منهم اعتصاما لرفض تعطيل انعقاد المجلس بسبب عدم تشكيل الحكومة الجديدة، وأصدروا بيانا مساء الأربعاء، يؤكد استمرار اعتصامهم. وقال تجمّع دواوين الكويت (شخصيات عامة) "بلغت الخلافات بين المجلس والحكومة منعطفا خطيرا (..) وأصبح واجبا على السلطتين أن تسعيا إلى طي كل ما علق من أزمات"، مطالبا المجلس بتحرك فوري لـ"خلق توافق وتصفية النفوس". وجدد التحالف الوطني الديمقراطي دعوة "القيادة السياسية إلى التدخل الدستوري لحل الأزمة السياسية، التي تعانيها علاقة السلطتين التشريعية والتنفيذية". وركزت بيانات تجمع المسار المستقل، وجمعية المحامين، وحركة العمل الشعبي، والحركة الدستورية الإسلامية، والحركة السلفية والحركة التقدمية، على دعم الاعتصام النيابي، والدعوة إلى "إنهاء تعطيل المجلس وتأخير تشكيل الحكومة". ولم يعلّق الديوان الأميري أو الحكومة على ما أوردته بيانات الحركات والتجمعات السياسية. ومنذ أشهر تعيش الحكومة والبرلمان أزمة سياسية، إثر رفض الأولى توالي استخدام الاستجوابات واعتبارها "تعطيلا" للسلطة التنفيذية، مقابل تمسك نواب بحقهم الدستوري ورفض تعطيل جلسات البرلمان بسبب استقالة الحكومة في الخامس من أبريل الماضي، دون تسمية أخرى حتى الآن. وفي التاسع عشر من أبريل الماضي، أعلن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم تعليق جلسات البرلمان إلى حين تسمية الحكومة. وكانت حكومة الشيخ صباح الخالد الصباح استقالت في الخامس من أبريل الماضي، عشية جلسة نيابية للتصويت على عدم التعاون بعد استجوابه نيابيا، قبل أن يقبل ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح استقالتها ويكلفها بتسيير الأعمال في العاشر من مايو الماضي. ويقول محللون إن اعتصام النواب يشكل تحديا غير مباشر من النواب المعارضين لولي العهد، الذي يتمتع بنفوذ كبير في الدولة الخليجية، والذي أعلن الديوان الأميري الثلاثاء أنه تعرض لوعكة صحية، لكنه "يتمتع بصحة وعافية".
مشاركة :