متحف "ذخائر الكتب" في مكتبة محمد بن راشد يكشف عن كنوز نادرة

  • 6/17/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

افتتحت الخميس مكتبة محمد بن راشد، المنارة الثقافية الجديدة في دبي ودولة الإمارات، أبوابها للجمهور لأول مرة، وتنقسم المكتبة إلى 9 مكتبات رئيسية بجانب المرافق الحيوية والمسارح والقطاعات المختلفة، وتحتوي على أحد العجائب الثقافية والإنسانية وهو معرض كنوز المكتبة أو ما يعرف بـ"ذخائر الكتب"، ويُعد متحفا ثقافيا حضاريا يضم مجموعة فريدة من الكتب والأطالس والمخطوطات النادرة والقديمة، التي يعود بعضها إلى القرن الثالث عشر للميلاد. وقال الدكتور محمد سالم المزروعي المدير التنفيذي لمكتبة محمد بن راشد، في تصريح له إن متحف ذخائر الكتب يضم مجموعات تاريخية وكنوزا نادرة من الحضارة الإسلامية، وأدوات الكتابة، والمجلدات والقصاصات بكل اللغات، وأدب الرحلات والخرائط والأطالس، وأيضا كتبا سماوية نادرة ومجلدات عن الأديان، داعيا الزوار من مختلف الفئات للاستمتاع بالجولة الثقافية المهمة. ويحتوي المتحف على مجموعة نادرة من الوثائق والمجلدات من بينها أول طبعة للقرآن الكريم باللغة العربية صدرت في هامبورغ عام 1694، كما كشفت المكتبة عن أحد كنوزها النادرة، وهي الطبعة الأولى من مجلدات "وصف مصر"، الأصلية عن لجنة العلوم والفنون المصرية، وهو سجل موسوعي للآثار المصرية والتاريخ المصري في القرن الثامن عشر، طبع في الأعوام 1809 - 1828، وتمت كتابته وتجميعه إبان الحملة الفرنسية على مصر للقائد الفرنسي نابليون بونابرت، ويحتوي على العديد من الرسومات التي تصور مصر قديما وحديثا، بالإضافة إلى تقارير عن مواضيع مختلفة مثل اللغة والزراعة والموسيقى والتاريخ الطبيعي، ولاحقا تم تكليف فريق ضخم يضم أكثر من 2000 فنان ونقاش لاستكمال العمل بغية إثراء المحتوى وتنويعه أكثر فأكثر، وتم إيداع الطبعة الأولى منه في خزانة استثنائية تم تصميمها من خشب الماهوجني بأسلوب مستوحى من أعمال صانع الخزائن الباريسي الشهير تشارلز موريل. المتحف يحتوي على مجموعة نادرة من الوثائق والمجلدات من بينها أول طبعة للقرآن الكريم والطبعة الأولى من مجلدات "وصف مصر" الأصلية وضم متحف "ذخائر الكتب" كذلك الطبعات الأولى من الكثير من كتب الرحلات إلى الجزيرة العربية وكتب وصف منطقة الشرق الأوسط، ومجموعة ثمينة من الخرائط الأوروبية والعثمانية للجزيرة العربية من القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر، من بينها خارطة بطلمية مذهبة وملونة للجزيرة العربية مطبوعة في العام 1482، إضافة إلى مجموعة متنوعة من الأطالس التي تم انتقاؤها بعناية، من بينها أطلس نادر عن النجوم وأطلس بحري وأطلس عن الخيول والصقور. وكشفت مكتبة محمد بن راشد عن عدد من أبرز المقتنيات الأصلية والكتب النادرة ومنها صحيح البخاري من العهد المملوكي للإمام المحدث محمد بن إسماعيل البخاري، وهذه النسخة مكتوبة بخط النسخ، بواقع ثلاثة عشر سطرا في الصفحة. ونسخة أحمد بن البدر بن محمد بن عويس المعري الموقر، والذي استخدم المداد الأحمر والأزرق للكلمات الرئيسة بالصفحات، بينما نفذ العناوين بالتذهيب وللمخطوط افتتاحية مزخرفة بالتذهيب والألوان المتعددة ومحفوظ بغلاف بني مختوم. واحتوى المتحف على ركن خاص يحكي قصة "أدوات الخطاط"، حيث احتل الخط العربي تاريخيا مكانة رفيعة لدى المسلمين باعتباره الوسيلة الأساسية لحفظ القرآن الكريم ونشره، مما جعل الخطاطين يحتلون بدورهم مكانة مرموقة في العالم الإسلامي، وعبر لوحة صغيرة كتب عليها معلومات عن الخطاطين، كما تنقل الأعمال الفنية المعروضة في هذا القسم إلى البيئة التي كان يعمل فيها الخطاطون في ذلك الزمان، بما في ذلك الأقلام والسكاكين وألواح التقطيع والمقصات وصناديق التخزين وصناديق الأقلام والمقلمات والمحابر. إنجاز فني ميز الحضارة الإسلامية في مراحلها التكوينية بعض من إنجاز فني ميّز الحضارة الإسلامية وتعتبر عملية تطور الخط العربي الذي كتبت به آيات القرآن الكريم أهم إنجاز فني ميز الحضارة الإسلامية في مراحلها التكوينية، حيث كان محفزها الرئيسي هو الاهتمام بنسخ آيات القرآن بصورة جميلة، مما أدى إلى ازدهار غير مسبوق لفنون الكتابة في الأراضي الإسلامية بداية من القرن السابع الميلادي. ويُعد متحف "ذخائر الكتب" فرصة للزوار للاطلاع على رقعة جلد من القرآن الكريم، على الأرجح الدولة الأموية بالأندلس، القرن الثالث إلى الرابع الهجري/ التاسع إلى العاشر الميلادي، وتضمنت الرقعة الآيتين 41 - 44 من سورة النساء، مكتوبة بالخط الكوفي بالمداد الأسود في أربعة عشر سطرا، بينما نُفذت علامات التشكيل بالمداد الأحمر، وفواصل الآيات بالتذهيب. ◙ متحف ثقافي حضاري يضم مجموعة فريدة من الكتب والأطالس والمخطوطات النادرة والقديمة ويعرّف بأهمية الخط العربي وفي إحدى الزوايا تلفت انتباهك نماذج مختارة من مقصات الورق من العهد العثماني، القرن الثامن عشر الميلادي، وهي عبارة عن مجموعة من المقصات ذات الشفرات الطويلة، تستخدم لقص الورق مصنوعة من النحاس والصلب والحديد حيث تم ترصيع بعض الأسطح أو كسوتها بالذهب أو غيره من المعادن. وتم سبك العديد من المقابض على شكل نقشتين متقابلتين لكلمة "يا فتاح"، أحد أسماء الله الحسنى. وتشتمل المعروضات على نماذج مختارة من سكاكين الأقلام من العهد العثماني، الثامن عشر الميلادي، وتستخدم سكين الخطاط في قص وتشكيل وصيانة أقلام القصب والخيزران. وعادة ما تكون الشفرة مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، مع مقابض مزخرفة أو عادية وغالبا ما تكون مرصعة بأحجار اليشم والمرجان والعاج والصوان والحجر وخشب الورد. كما يمكن للزائر مشاهدة لوحة على صفحة واحدة مع نص مكتوب بالخط الفارسي، تصور شيخا يجلس على الأرض، عن يمين شجرة تتوسط اللوحة محاطا بمجموعة متنوعة من الطلاب والمريدين. طبيعة صخرية مع مناظر جبلية وبعض الحيوانات. ويشاهد الجمهور منمنمة من العهد المغولي، أواخر القرن الثالث عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي، وهي لوحة على صفحة واحدة لحلقة درس في الخلاء، يظهر فيها المدرس جالسا على الأرض في منتصف اللوحة، حيث يقوم بإعطاء درس لأميرة هندية برفقة خادماتها وزخرف إطار اللوحة بنقوش مورقة مذهبة. كما يضم معرض "ذخائر الكتب" إصدارات مبكرة من عدد من الكلاسيكيات الأدبية، علاوة على ترجمات لاتينية لأعمال علمية من العصر الذهبي الإسلامي، إلى جانب مجلات ودوريات عربية نادرة من العالم العربي وخارجه، إضافة إلى مجموعة رائعة من توقيعات شخصيات عالمية.

مشاركة :