اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية اليوم (الخميس) إسرائيل بخرق الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين بشكل منظم. جاء ذلك في كلمة خلال أعمال المؤتمر السنوي العاشر للنيابة العامة الفلسطيني- الإيطالي المشترك الذي انطلق في مدينة رام الله، تحت عنوان "الوصول إلى العدالة وتقديم خدمات بكفاءة وفاعلية". ويناقش المؤتمر في جلساته التي تستمر حتى الـ18 من يونيو الجاري بدعم من الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي، الوصول للعدالة في إطار القانون الدولي والتشريعات الوطنية، بمشاركة 15 دولة، وأكثر من 50 خبيرا وقانونيا دوليا سيقدمون أوراق عمل مختلفة. وقال اشتية إن المؤتمر يأتي في مرحلة مهمة حيث "هناك زيارة مرتقبة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن الشهر القادم، وهناك في إسرائيل حكومة تمارس أبشع أنواع القمع ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وهناك انسداد في الأفق السياسي". وأضاف اشتية أن "هناك قرارات مهمة اتخذها المجلس المركزي الفلسطيني متعلقة بإعادة صياغة العلاقة مع إسرائيل والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين والتي يخرقها الاحتلال الإسرائيلي بشكل منظم في شقها السياسي والجغرافي والمالي والقانوني"، لافتا إلى أن مجمل هذه القضايا "قيد المراجعة الجدية" من قبل القيادة الفلسطينية. وأشار اشتية إلى وجود قضايا فلسطينية في المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل تتعلق "بالعدوان على قطاع غزة في العام 2014 وقضيتي الأسرى والاستيطان ولاحقا أضيف ملف مقتل الصحفية الفلسطينية في قناة الجزيرة القطرية شيرين أبو عاقلة". وتابع أن إسرائيل "أعجزها الذهاب للمحاكم الدولية لأنها لا تريد أن تدان كدولة مجرمة ولا تريد أن يرى العالم أن الشعب الفلسطيني ضحية"، مؤكدا مواصلة النضال السياسي والشعبي والقانوني لحين "اندحار الاحتلال الإسرائيلي بأداة المقاومة الشعبية". وأعلن المجلس المركزي الفلسطيني في فبراير الماضي عقب اجتماعات في رام الله، تعليق الاعتراف بإسرائيل لحين اعترافها بدولة فلسطين على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ووقف الاستيطان ووقف التنسيق الأمني بأشكاله المختلفة. يأتي ذلك فيما أكدت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي خلال اتصال هاتفي مع نظيرها الفلسطيني رياض المالكي أن بلادها تحترم وتدعم حل الدولتين وأنها على استعداد لمواصلة مساعيها الدبلوماسية من أجل تحقيق ذلك. وأعربت جولي بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الفلسطينية عن رفض بلادها للتوسع الاستيطاني المستمر على أرض فلسطين وعن قلقها إزاء تصعيد وتيرة العنف في الأشهر الماضية، خاصة في القدس، مؤكدة أن كندا تطمح لأن يكون هناك استقرار في الفترة المقبلة. بدوره، رحب المالكي بمساعي كندا للعب دور إيجابي في المنطقة، داعيا جولي إلى استخدام مساعيها الحميدة من أجل وقف الاستفزازات الإسرائيلية التي تؤدي إلى دورة جديدة من العنف وعدم الاستقرار. وأكد المالكي أهمية أخذ موقف دولي حازم يستند للقانون الدولي بشأن الاستيطان، محذرا من أن استمرار الحكومة الإسرائيلية في توسيع سياستها الاستيطانية يقوض من فرص تكريس دولة فلسطينية قابلة للحياة. وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في نهاية مارس العام 2014، ويطالب الفلسطينيون بتحقيق دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل العام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.
مشاركة :