بكين 16 يونيو 2022 (شينخوا) في حين يضع الكثير من المراقبين الغربيين الصحة مقابل الثروة خلال مكافحة وباء كوفيد-19، مفترضين أن أحدهما يلزم أن يأتي على حساب الآخر، تتمسك الصين بفلسفة أن حماية الاثنين خلال الجائحة ليست لعبة صفرية بأي حال من الأحوال. فمن جانب، تبذل البلاد أقصى جهودها لجعل نهج مكافحة الفيروس علميا وسليما وهادفا وفعالا بشكل أكبر. ومن جانب آخر، تقدم دعما سياساتيا حثيثا لتقليل تأثيرات الوباء على التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأثبت هذا النهج أنه عملي وفعال خلال السنوات الماضية. ولهذا السبب، قامت القيادة الصينية مرارا وتكرارا بتوجيه رسالة واضحة للبلاد أن سياسة "صفر كوفيد" الديناميكية ستبقى قائمة. وفي ظل آخر موجة لتجدد ظهور الوباء، لا يجب الاستهانة بقدرات الصين على الحوكمة وكفاءتها. ونظرا لأن الصين لا تدخر جهدا لكبح الوباء الذي يعاود الظهور، تم تنفيذ حزمة من السياسات التي تم الكشف عنها في أواخر مايو في معظم مناطق البلاد، للمساعدة على تحقيق الاستقرار في الاقتصاد. وقد نتجت اشارات ايجابية بالفعل. لنأخذ اللوجستيات كمثال. انخفض مؤشر أداء اللوجستيات الذي يتابع حجم الأعمال والطلبات الجديدة والتوظيف ومعدل دوران المخزونات ومعدلات استخدام المعدات في القطاع، انخفض إلى 43.8 بالمائة خلال أبريل الماضي عندما كانت عدة مناطق، بينها بلدية شانغهاي، تكافح التفشي الكبير للوباء بها. بيد أنه بحلول مايو الماضي، أصبحت الخدمات اللوجستية أكثر سلاسة على الطرق وتم تدريجيا تخليص البضائع المتراكمة في الموانئ، وقفز المؤشر بنسبة 5.5 نقطة مئوية ليصل الى 49.3 بالمائة. ومع تحسن حركة النقل، تتعافى الطاقة الانتاجية أيضا. وعلى سبيل المثال، تعمل شركة "تسلا" بكامل طاقتها في شانغهاي، حيث خرجت أكثر من 40 ألف سيارة من خط انتاجها منذ يوم 19 أبريل الماضي عندما بدأ استئناف الانتاج. وتتبنى الصين رؤية ديالكتيكية للأزمة والفرصة، معتبرة أن الخطر يأتي دائما مع الفرص. كما توفر طريقة التعامل مع التحديات الاقتصادية وسط العدوى بمتحور أوميكرون فرصا لتعزيز الترقية الصناعية بالبلاد. ومع أخذ هذا في الاعتبار، بدأت البلاد مبكرا في انشاء مشاريع البنية التحتية ذات الصلة باتصالات الجيل الخامس والانترنت الصناعي، وسرعت التحول نحو توفير الطاقة وتقليل الكربون في المجالات الرئيسية. وعبر مستثمرون عالميون عن ثقتهم بالصين. وعادت تدفقات رأس المال الأجنبي الى أسواق الأسهم في البلاد لتحقق تدفقا صافيا خلال أبريل الماضي بعد أن شهدت خروجا صافيا خلال مارس الماضي، وتوسع التدفق الصافي بشكل أكبر خلال مايو الماضي، ما يعد إشارة على كفاءة الصين في التنسيق بين الاستجابة للوباء والنمو الاقتصادي. وتنبأ البنك الدولي في تقريره الصادر في يونيو الجاري، أنه من المتوقع أن يرتفع زخم النمو في الصين خلال النصف الثاني من العام الجاري بمساعدة التحفيز المالي والتيسير النقدي وإجراءات أخرى للتخفيف من الضغوط الهبوطية على الاقتصاد.
مشاركة :