قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير - في خطبة الجمعة - : السعي إلى المعالي سمة كل مثابر نهاض شمير بعيد المنزعة، له همة تناطح النجوم، وغاية تشامخ الغيوم يركب المراقي الصعاب، ويناضل لبلوغ الفضائل والمكارم والآراب لا تثنيه الصوارف عن مرامه، ولا تمنعه العوائق عن غايته، وإدراك المعالي مطلب شاق، لا ينال بالدعة والتمني ولا يكتسب بالكسل والخمول ولا يتحصل بالعجز والانقطاع والإحجام. وأضاف : ومن سعى إلى المجد بهمة شماء وصريمة محكمة أدرك ما حازه الكمل من ذوي النباهة والنزاهة، والحثيث النفاذ لا يتزعزع عما يرتئيه ولا ستنزل عما ينتويه ولا يتراخى عن هدف بعد إرادته وتمنيه، والمعالي والأماني لا تتحق إلا بالمضي والتصميم والمصابرة. وتابع : تتفاوت المراتب والمنازل بتفاوت الهمم والغايات فهمة رفيعة لا تلحق جيادها ولا تقتفى آثارها وهمة وضيعة تسامر الأماني وتناجم التواني والرجال قوالب الأحوال، وقيمة كل امرئ ما يطلبه وذوو المراتب العلية والمنازل السنية لم ينالوا ما انعقدت عليه نياتهم ويستوفوا ما امتدت إليه غاياتهم إلا بعد أن احتسووا مرارة المعاناة وتحملوا المكاره، واستطابوا الصعاب وركبوا الشدائد، فظفروا بعد لئي وسموا بعد عسر ودون نيل المعالي هول الليالي، فهل يستوي من وصل بهمته إلى الفراقد وذووا الهمم الهوامد والقلوب الجوامد، وهل يستوي من تنقل في المراتب تنقل البدر في صعوده وارتقى ذرة العلياء ارتقاء الكوكب في منازل صعوده ومن أضاع زمانه في لهوه ورقوده، وأعلى الهمم همة قصية المرمى جليلة المسعى غايتها رضوان الله والجنة، فمن عظمت همته جد.
مشاركة :