موسكو تعزز إجراءات حماية قاعدة حميميم بأنظمة دفاع جوي متطورة

  • 12/18/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عززت روسيا إجراءاتها لحماية طائراتها في قاعدة حميميم العسكرية في مدينة اللاذقية السورية، بعد إسقاط الطيران التركي إحدى مقاتلاتها في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عبر نشر رادارات وأنظمة متطورة للدفاع الجوي. في وقت واصلت فيه طائراتها قصف المدن السورية ما أدّى لمقتل وجرح العشرات، لا سيما في ريف حلب. في وقت أفيد بمقتل عنصرين من قوات النظام السوري في اشتباكات مع قوات الأمن الكردية المعروفة بـ«الآسايش» في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا. وأعلن قائد منظومة الدفاع الجوي الروسي الذي رفض الكشف عن اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية: «بعدما أسقطوا مقاتلة سوخوي 24 صدرت الأوامر بنصب رادارات من أحدث أنظمة الدفاع الجوي التي يملكها الجيش الروسي - إس 400 - بأسرع وقت ممكن على أحد أطراف المدرج، وهي تعمل إلى جانب نحو ست منصات صواريخ»، مؤكدًا أن الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين «أمر باعتماد هذه المنظومة المتطورة فورًا بعد الحادث على الحدود السورية - التركية». ميدانيًا، قتل عنصران من ميليشيات «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام السوري في اشتباكات مع الأكراد في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، لتتصاعد حالة التوتر بين الطرفين المستمرة منذ يومين. وقالت قوات الأمن الكردية المعروفة بـ«الآسايش» في بيان: «هاجمت إحدى دوريات الدفاع الوطني إحدى دوريات الآسايش الساعة العاشرة والربع مساء الأربعاء في القامشلي فحدثت اشتباكات قتل على أثرها عنصران من ميليشيا الدفاع الوطني». وشهدت مدينة القامشلي في محافظة الحسكة (شمال شرقي سوريا) الأربعاء حالة من التوتر بين قوات النظام وقوات كردية تخللها تبادل لإطلاق النار، في حادثة نادرة بين الطرفين اللذين يتقاسمان السيطرة عليها. إلى ذلك، قُتل ثمانية مدنيين وأصيب آخرون صباح أمس، في قصف للطيران الروسي على مدينة أعزاز الخاضعة لسيطرة «الجبهة الشامية» المعارضة في ريف حلب الشمالي. وأعلن ناشطون، أن الطيران الروسي «استهدف بأربع غارات بالصواريخ الفراغية، موقفًا لباصات النقل الصغيرة في مدينة أعزاز، كما قصف منازل سكنية في الجهة الشمالية من المدينة». وأكد الناشطون أنَّ «ثمانية مدنيين من عائلة واحدة قتلوا بعد قصف الطيران لمنزلهم وبقائهم تحت الأنقاض لأكثر من ساعتين، كما أصيب مدنيون آخرون بجروح مختلفة، نقل قسم منهم إلى المشافي في تركيا لتلقي العلاج بسبب خطورة إصاباتهم، وتوجد حالات بتر أطراف بين هؤلاء المصابين». وتزامن قصف أعزاز مع استهداف الطيران الروسي بغارتين مدينة تل رفعت وبلدة الشيخ ريح الخاضعتين لسيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي، اقتصرت أضرارهما على المادية. في وقت ألقى الطيران المروحي النظامي جراء براميل متفجرة على وسط مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في ريف حلب الشرقي، ما أدى إلى مقتل ثمانية مدنيين وإصابة 13 بجروح مختلفة. إلى ذلك، شنّ الطيران الحربي الروسي ليل الخميس غارات على مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، ما أدى إلى سقوط ضحايا وأضرار مادية كبيرة. ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن الناشط الإعلامي أبو شام الرقاوي أن الطيران الروسي «قصف مدينة الرقة بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة بعشر غارات، مستهدفا المركز الثقافي ومبنى المحافظة اللذين يتخذهما التنظيم مقرين عسكريين له، كما استهدف أيضا مبنى المحكمة السابق التابعة للتنظيم وأحد المباني المهجورة قرب الجسر القديم جنوبي المدينة، دون معرفة خسائر التنظيم البشرية، بسبب تكتمه الإعلامي». وقال الرقاوي: «إن المقاتلات الروسية استهدفت حي محطة القطار شمال المدينة، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين بينهم أطفال ونساء، ودمار كبير في الحي، كما قصفت أيضا مبنى الإطفاء وسط المدينة، ما أدى إلى مصرع ستة إطفائيين، وتدمير المبنى بالكامل، إضافة إلى احتراق ثلاث سيارات إطفاء». ولفت الرقاوي إلى «الغياب شبه تام لعناصر (داعش) داخل مدينة الرقة صباح الخميس، مع حالة من الرعب والخوف تسيطر على الأهالي جراء القصف الروسي». أما لجهة المعارضة المسلحة، فقد استهدفت كتائب «أنصار الشام» التابعة لـ«الجبهة الإسلامية» وفصائل أخرى من المعارضة أمس الخميس، مراكز القوات النظامية في جبل النوبة في ريف اللاذقية، بقذائف الهاون من عيار 82 ملم ومدافع محلية الصنع، في محاولة منها لاستعادة السيطرة عليه. وقال عمار عبود، أحد المقاتلين في الجيش السوري الحر، لـ«مكتب أخبار سوريا»: «إن فصائل المعارضة تحاول استعادة السيطرة على جبل النوبة، الذي يعد نقطة استراتيجية بسبب ارتفاعه وموقعه المتوسط بين بلدة سلمى وبرج القصب، كما يطل على أغلب القرى التي تسيطر عليها المعارضة في جبلي الأكراد والتركمان، بعد أن سيطرت عليه أمس (الأول) القوات النظامية». أضاف: «إن سيطرة القوات النظامية على الجبل جاءت بعد معارك استمرت عدة أيام بغطاء جوي روسي، ما أدى إلى مقتل العشرات من الطرفين»، مشيرا إلى أن المعارضة «سيطرت مساء أمس (الأول) على ثلاثة مواقع قرب قمة الجبل، فيما تستمر معارك كر وفر بين الطرفين في محيط الجبل». وأكد المقاتل عمار عبود، أن «الطيران الروسي لعب دورا كبيرا في تقدم القوات النظامية في جبل النوبة، بسبب غاراته المكثفة ودقة الإصابة التي يحققها، وذلك بعد عدة محاولات سابقة للتقدم والسيطرة على الجبل، أفشلتها فصائل المعارضة قبيل التدخل الروسي».

مشاركة :