«الهيئة العليا التفاوضية» للمعارضة السورية تنتخب رياض حجاب منسقًا عامًا

  • 12/18/2015
  • 00:00
  • 31
  • 0
  • 0
news-picture

انتخبت الهيئة العليا التفاوضية التي انبثقت عن مؤتمر قوى المعارضة السورية، الذي انعقد في الرياض الأسبوع الماضي، رياض حجاب، رئيس الحكومة السورية السابق المنشق عن النظام، منسقا عاما لها بعد حصوله على 24 صوتا من مجمل 34 هو عدد أعضاء هذه الهيئة التي تضم ممثلين عن الائتلاف السوري المعارض وهيئة التنسيق ومستقلين كما عن الفصائل المقاتلة. ورياض حجاب في الخمسينات من العمر، وقد انتخب بأكثرية 24 صوتا مقابل ثمانية أصوات ذهبت للرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا، حسبما أفاد مشاركون في الاجتماع. وقال أحد المشاركين في الاجتماع، طالبا عدم الكشف عن اسمه، إن الهيئة العليا تنتظر الآن أن يقوم موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بـ«تحديد عدد المفاوضين» الذين يتوجب على المعارضة أن تقدم أسماءهم للمشاركة في مفاوضات مع النظام السوري مطلع السنة المقبلة. وكان حجاب انشق في أغسطس (آب) 2012 بعد شهرين من تسلمه رئاسة الحكومة، وانتقل للعيش في الأردن. وهو يتحدر من دير الزور شرق سوريا. وعقدت الهيئة اجتماعا مطولا استمر حتى ساعة متأخرة من مساء يوم أمس (الخميس). وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن البحث تناول النظام الداخلي للهيئة كما التعديلات المقترح إدخالها على بيان مؤتمر الرياض. ونقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن مصدر سياسي في الهيئة العليا أن المناقشات يوم أمس طالت «تعديل بعض البنود في الوثيقة الأساسية التي نتجت عن مؤتمر الرياض، إضافة إلى تعيين شخصيات في وظائف داخل الهيئة وتعيين استشاريين». وأكد المصدر أن «الهيئة هي من ستقرر اللجنة التي ستقابل وفد النظام في المفاوضات المرتقبة». وأشارت المعلومات إلى أن ممثلي الفصائل المقاتلة قرروا حضور الاجتماع، «بعد أن تسلموا نسخة منقحة للبيان الختامي لمؤتمر الرياض، تضمنت تعديلات جوهرية ولغوية». وبالتزامن مع اجتماع الهيئة العليا، عقد الائتلاف السوري المعارض، وبالتحديد هيئته السياسية، اجتماعا لمناقشة أسماء أعضاء الائتلاف الذين سينضمون إلى وفد المعارضة التفاوضي الذي سيفاوض في مرحلة لاحقة وفدا للنظام السوري. وقال محمد يحيى مكتبي، الأمين العام للائتلاف، إنه «بعد تحديد وفد الائتلاف من قبل الهيئة السياسية، سيتم إبلاغ ممثلينا في الهيئة التفاوضية بالأسماء المقترحة لعرضها على المجتمعين في الرياض»، لافتا إلى أن «لا معلومة نهائية حتى الساعة حول الوفد الأساسي للمعارضة، علما بأن ما رشح يؤشر إلى أنه سيضم 15 عضوا: 5 منهم من الائتلاف، و5 للفصائل المسلحة، و3 لهيئة التنسيق و2 من المستقلين». وأشار مكتبي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هناك «نوعا من التريث بالخوض في الأسماء وبموضوع الوفد التفاوضي، خصوصا في ظل ارتفاع وتيرة تصعيد الإجرام الروسي، خاصة في دوما وجبل الأكراد وجبل التركمان». وأضاف: «الأجواء الحالية لا توحي بقرب إطلاق عجلة العملية السياسية، خاصة وأن حرب الإبادة مستمرة». وشدد مكتبي على أن إمكانية طرح مؤتمر نيويورك المرتقب اليوم لوقف لإطلاق النار في سوريا، «يجب أن تترافق مع إطلاق العملية السياسية ككل، خاصة وأنه وفي حال إصرار موسكو على مواصلة غاراتها وهي التي تقصف بما نسبته 95 في المائة مواقع الجيش الحر، فإن أي قرار في هذا المجال لن يكون ذا جدوى». وهو ما وافقه عليه عضو الائتلاف أحمد رمضان الذي اعتبر أن أي قرار بوقف إطلاق النار في سوريا سيكون من دون معنى في حال لم يترافق بقرار يقضي بوقف القصف. وقال رمضان لـ«الشرق الأوسط» إن «أكثر من جهة تدخلت مطالبة بإتمام تعديلات على مؤتمر الرياض، خصوصا بما يتعلق بهيئة الحكم الانتقالي، بحيث كان النص الذي تطرق إليها ضعيفا، مثل ما يتعلق بالنظام الجديد وطبيعته». وأضاف: «أما ما يطالب به الروس، فسحب موضوع بشار الأسد من التفاوض كما فرض شخصيات محسوبة عليهم وشاركت في موسكو 1 و2 وفي مؤتمر الآستانة، جزء من الوفد التفاوضي». وكان مؤتمر الرياض انتهى إلى تأكيد المشاركين فيه استعدادهم للمشاركة في المحادثات استنادا إلى بيان «جنيف1» كمرجعية للتفاوض مع النظام، وأعربوا عن رغبتهم في وقف إطلاق النار بناء على الشروط التي يتم الاتفاق عليها بعد تأسيس مؤسسات الحكم الانتقالي، «على أن يغادر الأسد ورموزه سدة الحكم مع بداية المرحلة الانتقالية». وأكد سالم المسلط، عضو مكتب المعارضة السورية بالعاصمة السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، أن برنامج اجتماع الأمس ناقش إيجاد آلية لعمل الهيئة العليا للمفاوضات. ووفق المصدر، فإن اجتماع اليوم يبحث بجانب ذلك المستجدات الكثيرة المتعلقة بالشأن السوري، مبينا أن العدد المرشح للجنة التفاوض سيكون في حدود 15 «منها أمين سر الهيئة»، و«ستكون عبارة عن لجنة تنسيقية ولجنة قانونية وأخرى إعلامية». وتابع أن أهم ما في مباحثات اجتماع الأمس، هو تشكيل إدارة بمسمى «لجنة تنسيقية»، تتكون من عدة أعضاء يتراوح عددهم بين 4 أو 5، يتداولون فيما بينهم، برئاسة المنسق العام، اختيار الوفد المفاوض، وستمثل اللجنة في الوقت نفسه مرجعية للوفد المفاوض عند بدء المفاوضات. يذكر أنه رشح حتى كتابة هذا التقرير، ليلة أمس، انتخاب يحيى قضماني نائبا، وصفوان عكاش أمين سر. إلى ذلك قال عبد الباسط سيدا، عضو الائتلاف السوري وعضو الجمعية العامة للهيئة، لـ«الشرق الأوسط» إن «رياض حجاب منسق عام للهيئة، يطلق رسالة قوية للعالم، كونه رئيس وزراء سابقا وهو الآن منشق عن النظام، وارتضى أن ينضم لصفوف المعارضة عن قناعة». يذكر أن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية الذي تشكل الأسبوع الماضي، كان قد اتفق على تشكيل فريق للتفاوض مع ممثلي النظام، على أن يسقط حق كل عضو في هذا الفريق بالمشاركة في هيئة الحكم الانتقالي. كما اجتمعوا على تشكيل هيئة عليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة مقرها الرياض لتتولى مهام اختيار الوفد التفاوضي.

مشاركة :