شيشي عععع ئئئئ واس داخليع / عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي مكة المكرمة / المدينة المنورة 18 ذو القعدة 1443 هـ الموافق 17 يونيو 2022 م واس أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر العلن. وبين في خطبة الجمعة اليوم أن العبادات أنواع منها ما هو بدني محض كالصلاة والصيام ومنها ما هو مالي محض كالزكاة وسائر النفقات، ومنها ما يقوم العبد بأدائها ببدنه مع إنفاق المال فيها فيقال لها عبادة مالية وبدنية، وهي عبادة حج بيت الله الحرام التي ينفق فيها الإنسان المسلم من أنفس أمواله ويكابد فيها متاعب السفر ومشقته . وقال فضيلته :" الحج فريضة من فرائض الدين ، يجتمع فيه المسلمون لأداء هذه العبادة كما أداها رسول اللہ - صلى الله عليه وسلم - ويحصل بهذا التجمع منافع كثيرة وتعاون على البر والتقوى.. المسلمون الوافدون إلى بيت الله حين يحسون بقربهم من الله عند بيته المحرم تصفوا أرواحهم ، وترق قلوبهم وتخشع لذكر الله عند هذا المحور الذي يشدهم جميعاً ، إنها القبلة التي يتوجهون إليها ويلتفون حولها ، يجدون رايتهم التي يستظلون بها ويسيرون تحتها ويرجعون إليها ، إنها راية الإيمان ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) . وأضاف :" تلك العقيدة التي تتوارى في ظلها فوارق الأجناس والألوان واللغات والأقطار ، يجدون قوة الوحدة وفائدة التضامن تحت راية الإيمان ، وداعى هذا التجمع قوله تعالى ( وأذن في النّاس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) والقاعدة الأساسية لهذا اللقاء هي قوله تعالى ( وإذ بوأنا لابراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا ) لا في قليل ولا في كثير ، لا في قول ولا في عمل ، لا في مسيرة ولا في هتافات فارغة ، إنما هو تجريد القصد والعمل لله وترك كل ما سواه ، فلا يعبد إلا الله ، ولا يدعى إلا الله ، ولا يذكر إلا اسم الله تهليلاً وتكبيراً ، وتسبيحاً وتحميداً ، وتلبية وخضوعاً في هدوء وخشوع ، وسكينة ووقار ، وفي ذل وانكسار ، فاتق الله اخي المسلم وأعلم أن الله يراقبك في جميع أوقاتك وفي كل أحوالك ، في ليلك ونهارك ، فالتزم جانب الأدب مع خالقك ، والتزم جانب الأدب في هذه البقاع المقدسة ، فلا تنتهك حرمتها بمعصية الله فيها ، وقدم أمامك عملا صالحا خالصًا لله نقيًا تجده ذخرا ونورًا أمامك ، وأسأل ربك التوفيق والهداية فانه هو الهادي الى سواء الصراط . وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن الصلاة على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - من أفضل العبادات لِأنَّ اللَّهَ تَعالى تَوَلّاها هُوَ ومَلائِكَتُهُ، ثُمَّ أمَرَ بِها المُؤْمِنِينَ، وسائِرُ العِباداتِ لَيْسَ كَذَلِكَ ،قال تبارك وتعالى ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) ، وثَبَتَ عَنْهُ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال َ: (مَن صَلّى عَلَيَّ صَلاةً صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِها عَشْرًا). وقال فضيلته :" يالها من رتبة عالية ويا له من تعظيم وتشريف ، لا يدرك كنهه ، تترد به جنبات الوجود ، وتتجاوب له أرجاء الكون ، ويشرق له ما بين السماء والأرض بثناء المولى سبحانه وتعالى على عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما .. قال الإمام القرطبي رحمه الله هَذِهِ الآيَةُ شَرَّفَ اللَّهُ بِها رَسُولَهُ - عَلَيْهِ الصلاة والسَّلامُ - حَياتَهُ ومَوْتَهُ، وذَكَرَ مَنزِلَتَهُ مِنهُ، وطَهَّرَ بِها سُوءَ فِعْلِ مَنِ اسْتَصْحَبَ فِي جِهَتِهِ فِكْرَةَ سُوءٍ، أوْ فِي أمْرِ زَوْجاتِهِ ونَحْوَ ذَلِكَ " . وأفاد أن أعظم النصرة للنبي - صلى الله عليه وسلم - هو الاقتداء بهديه والاستنان بسنته ونشر فضائله والتعريف بسيرته وإذاعة قيم الإسلام وتعاليمه. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام :" إن المحاولات الإجرامية للإساءة للنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وعلى أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - ، لن تضر الجناب النبوي الكريم بشيء ولا الدين الإسلامي كذلك فقد رفع الله عز وجل لمحمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما - ذكره وجعل الذل والصغار على من خالف أمره وفتح له الفتح المبين وعصمه من الناس أجمعين وكفاه المستهزئين ". وفي المدينة المنورة أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير أن إدراك المعالي وبلوغ الغايات العليا لا يتحصل بالتمني والكسل والخمول، لكن المجد والرفع تطلب بالجد والمثابرة والعمل ومكابدة الصعاب .. والسعي إلى المعالي سمة كل مثابر نهّاض شمّير بعيد المَنزَعة, له همة تناطح النجوم, وغاية تشامخ الغيوم, يركب المراقي الصعاب, ويناضل لبلوغ الفضائل والمكارم والآراب, لا تثنيه الصوارف عن مرامه, ولا تمنعه العوائق عن غايته. وبيّن فضيلته أن التلكؤ والتقاعس وضعف الهمم ديدن كل مفرّط بطيء النهضة واهن العزيمة حبيس التردد, إذ تتفاوت المراتب والمنازل بتفاوت الهمم والغايات, فهِمةُ رفيعة لا تُلحق جيادها ولا تُقتفى آثارها, وهمة وضيعة تسامر الأماني وتنادم التواني, والرّجال قوالب الأحوال إذا صغروا صغرت وإذا كبروا كبرت, وقيمة كل امرئ ما يطلبه. وقال الشيخ صلاح البدير :" إن ذوو المراتب العليّة والمنازل السنيّة لم ينالوا ما انعقدت عليه نياتهم ويستوفوا ما امتدت إليه غايتهم إلا بعد أن احتسوا مرارة المعاناة وتحمّلوا المكاره واستطابوا الصعاب وركبوا الشدائد, فظفروا بعد لأي وسموا بعد عسر, ودون نيل المعالي هول الليالي . وأوضح أن أعلى الهمم غايتها رضوان الله والجنة, فمن عظمت همته جدّ, ومن تذكر لقاء ربه استعدّ, ومن ضعفت همته ترك العمل واشتغل بالجدل وهجر السنن وقدّم الدنيا على الآخرة ، مشيراً إلى أن العلم رأس المعالي وأشرف الفضائل, ومن عظمت همّته أنِفَ من الجهل وأقبل على العلم, وعلم الشريعة هو المنية والغنية من درسه .
مشاركة :