ضى الأميركيون مؤخرا ليلة متوترة أمام شاشات التلفاز لمشاهدة جلسة علنية عقدتها لجنة تابعة للكونغرس وعرضت خلالها أدلة تدين الرئيس السابق دونالد ترامب في الهجوم على الكابيتول العام الماضي. لكن بعد 17 شهرا على وقوع الهجوم، يتمثل التحدي الأكبر أمام لجنة مجلس النواب التي تحقق في المسألة في ضمان بأن يكون لمشاهد العنف التي عرضتها في وقت ذروة المشاهدة الوقع السياسي الذي تسعى إليه. وعرضت لجنة التحقيق البرلمانية تسجيلات مصورة لمواجهات مباشرة بين الشرطة والمجموعة الداعمة لترامب التي اقتحمت الكابيتول لمنع المصادقة على نتيجة انتخابات 2020 التي فاز فيها بايدن. وأظهر مشهد الشرطية المكلفة حراسة الكابيتول كارولين إدواردز غائبة عن الوعي بينما تحدثت في شهادتها عن «الانزلاق على دماء الناس» مشيرة إلى أن الهجوم تحول إلى «مجزرة». واختتمت الجلسة بمقطع مصور يظهر عددا من أعضاء المجموعة يقولون إنهم توجهوا إلى الكابيتول بناء على طلب ترامب. ويتمثل التحدي بالنسبة للديموقراطيين في ضمان تأثير ما تم عرضه على الناخبين، بعد ردود الفعل الفاترة من الرأي العام على آلية عزل ترامب مرتين في مجلس النواب والاتهامات العديدة له بسوء السلوك. وبينما أعادت الصور المؤثرة للتمرد الأحداث إلى الذاكرة، إلا أن الجزء الأكبر من الغضب يتلاشى بينما يركز الناخبون حاليا على قضايا معيشية تمسهم مباشرة على غرار ارتفاع معدلات التضخم. وكشف استطلاع للرأي أجراه مركز «يوغوف» بالاشتراك مع جامعة ماساتشوستس في مايو الفائت أن 42% فقط من المستطلعين يدعمون المساعي الرامية لمحاسبة القائمين على التمرد، في تراجع بعشر نقاط خلال عام. وقال استاذ العلوم السياسية لدى جامعة كوبين ستيت في بالتيمور أحمد ذهني لفرانس برس إن «أداء ترامب مازال جيدا مع أتباعه على المستوى الشعبي». وأضاف «لذا ما لم تأت لجنة الكونغرس المعنية بالسادس من يناير بأدلة جنائية تمنعه من الترشح مجددا، يستبعد أن يقف (الجمهوريون) في مجلسي الشعب والشيوخ ضده». ومع رفض شبكة «فوكس نيوز» التي تحظى بشعبية في أوساط المحافظين، بث الجلسة العلنية الثانية للجنة الكونغرس مباشرة وبأكمله، تقلصت بشكل كبير إمكانية وصوله إلى الناخبين اليمينيين . وبدلا من ذلك قال المقدم على «فوكس نيوز» تاكر كارلسون «سعر الغاز تجاوز خمسة دولارات. التضخم أعلى من أي وقت مضى في حياة معظم الأميركيين الجرائم العنيفة تجعل العيش في المدن مستحيلا وقضى أكثر من 100 ألف أميركي جراء جرعات زائدة من المخدرات العام الماضي. لماذا لا تنعقد جلسة في وقت الذروة لمناقشة أي من هذه الأمور؟» . وبينما علمت التجربة الناشطين ألا يعلقوا آمالهم على إمكانية تسبب الفضائح في تغيير المواقف في ظل الاستقطاب السياسي الكبير التي غالبا ما يسود الولايات المتحدة،، إلا أن المحلل السياسي مايك هرنانديز يعتقد أن «الحقائق تؤثر» . وقال هرنانديز الذي يعمل لدى شبكة «تيليموندو 51 ساوث فلوريدا» لفرانس برس «إما أن تقدم الحقائق التي تعرضها لجنة السادس من يناير أدلة على أن رئيس الولايات المتحدة وجه الآلاف من أنصاره لتعطيل المصادقة على (أصوات) الهيئة الناخبة أو أنها لن تقوم بذلك» . وأضاف «إما أن ينتج عنها إثبات بأن تنسيقا جرى بين مسؤولين في مجلسي النواب والشيوخ مع الرئيس لإلغاء انتخابات 2020 أو لا» . لكن المؤكد أن مشاهدا معينا في ساوث فلوريدا كان يتابع الجلسة لم يكن راضيا إطلاقا على مجرياتها. فقد كتب ترامب في سلسلة منشورات غاضبة على منصته «تروث سوشيال» إنها «حملة سياسية شعواء من طرف واحد ومسيسة تماما» .
مشاركة :