أبوظبي - حثت الإمارات الجمعة إيران على تقديم تطمينات لجيرانها بما في ذلك دول الخليج والمجتمع الدولي بشأن سلمية برنامجها النووي، بعد انتقادات وجهتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية للجمهورية الإسلامية بشأن تعاونها معها والرد الإيراني على هذا الانتقاد. وتأتي الدعوة الإماراتية وسط جمود المحادثات النووية في فيينا منذ مارس/اذار والرامية لإحياء الاتفاق النووي للعام 2015 بينما لا تلوح مؤشرات في الأفق على إمكانية حلحلة الأزمة مع اشتراطات إيرانية تقابلها أخرى أميركية. وطالبت دول الخليج مرارا بإشراكها في محادثات فيينا كونه طرف معني بالمفاوضات وطالبت مرارا بضمانات تكبح أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة. وتعمل الإمارات على أكثر من جبهة لدعم استقرار المنطقة وإنهاء حالة التوتر الدائم مع إيران من دون التخلي عن حقوق ومطالب خليجية مشروعة. وجاءت الدعوة الإماراتية خلال مؤتمر صحافي للهيئة النووية الإماراتية الجمعة أعلن فيه عن منح الشركة المشغلة ترخيصا للبدء في العمل على إنتاج الطاقة من الوحدة الثالثة من بين أربعة مفاعلات. وتملك الإمارات برنامجا نوويا سلميا هو الوحيد على مستوى الدول العربية. وقال المندوب الإمارات الدائم لدى الوكالة الذرية حمد الكعبي في المؤتمر ردا بشأن التطورات الأخيرة حيال البرنامج النووي الإيراني "هناك بواعث قلق". ودعا الكعبي إيران إلى "التعاون الوثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، معتبرا أنه يتوجب عليها "تقديم تطمينات لدول المنطقة بشأن سلمية برنامجها النووي". وأصدر مجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة قرارا الأسبوع الماضي، طرحته الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، يدعو طهران للتعاون مع الوكالة بعد تقرير للأخيرة انتقد غياب الأجوبة الإيرانية الكافية في قضية العثور على آثار لمواد نووية في مواقع لم يصرّح عنها سابقا. وتزامنا مع الإجراء، أعلنت الجمهورية الإسلامية وقف العمل بعدد من كاميرات المراقبة العائدة للوكالة في بعض منشآتها. وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على طهران. وردّت إيران بعد عام ببدء التراجع عن كثير من التزاماتها الأساسية، أبرزها مستويات تخصيب اليورانيوم. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أكد أنه مستعد للعودة إلى الاتفاق شرط أن تعود إيران إلى التزاماتها، لكن المفاوضات متعثرة وتبدو أقرب من أي وقت مضى إلى الفشل. وأعلنت الإمارات الانتهاء من بناء الوحدة في منطقة الظفرة بأبوظبي العام الماضي وستبدأ العمل وإنتاج الكهرباء النظيفة في عام 2023 وفقا لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية. وتعتبر محطة براكة النووية أول محطة طاقة نووية متعددة الوحدات في العالم العربي. وقال كريستر فيكتورسون المدير العام للهيئة الاتحادية للرقابة النووية إن شركة نواة، التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، ستتولى الإشراف على الاستعداد للتشغيل التجاري بعد حصولها على الرخصة. وقال المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي في بيان "بموجب الرخصة، أصبحت نواة مفوضة بتشغيل الوحدة الثالثة من محطة براكة للطاقة النووية على مدى الأعوام الستين المقبلة". ونقل المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي عن الكعبي الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، قوله "يمثل إعلان اليوم محطة بارزة في مسيرة دولة الإمارات كونها أول دولة عربية تشغل محطة للطاقة النووية وهو يعد تتويجا للجهود المبذولة على مدى 14 عاما في بناء برنامجها للطاقة النووية". وعند اكتمال محطة البراكة التي تقوم ببنائها شركة كوريا للطاقة الكهربائية (كيبكو)، ستضم أربعة مفاعلات بقدرة إجمالية تبلغ 5600 ميغاوات، أي ما يعادل حوالي 25 بالمئة من ذروة الطلب في الإمارات.
مشاركة :