(إرم نيوز): حذّر خبراء ومحللون سياسيون من أن تطوير إيران أسلحة نووية سيدخل المنطقة في سباق تسلح نووي. وقالوا إن «تباطؤ دول الخليج في بناء قدراتها النووية لمجابهة الخطر الإيراني يعني الرضوخ لتهديد طهران بجميع تداعياته». وفي هذا الصدد أكد رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن صقر أن «هناك تهديدًا لدول الخليج» إذا طورت إيران سلاحًا نوويًا. وقال بن صقر إن «مواجهته تتم إما ببناء قدراتك الخاصة، وإما الاستخدام المشترك، وإما أن تطلب المظلة النووية، وإما أن تقبل التهديد وعليك أن تتحمل جميع تداعياته». ولفت لـ«إرم نيوز»، إلى أن من خيارات مواجهة ذلك «إيجاد مظلة نووية متكاملة مثل المظلة التي وفرتها أمريكا لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية»، أو من خلال الاستخدام المشترك بمعنى «الذهاب إلى دولة لديها رؤوس نووية ليكون بيننا استخدام مشترك للسلاح النووي لا يتم إلا بإذن الدولة الأخرى». وطالب «بإنشاء برنامج سلمي، وقدرات بشرية، واستقطاب أساتذة فيزياء، حيث لا بد لدول الخليج من المضي قُدمًا نحو أحد هذه الخيارات لردع الأخطار المحيطة بها». وبين أن «الوقت لا يزال متاحًا لدول الخليج لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، لكون التخصيب متاحًا لهم حتى وإن تأخر قطف ثماره». وأشار إلى أن «نسبة تخصيب إيران لم تصل بعد إلى المستوى الذي يمكّن إيران من بناء قدرات نووية». بدوره، قال أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود والمحلل السياسي الدكتور علي بن دبكل العنزي إن «حصول إيران على السلاح النووي سينتج عنه سباق تسلح ليس على مستوى الخليج فحسب، بل على مستوى المنطقة». وأكد العنزي في تصريح لـ«إرم نيوز» أنه سيصبح بذلك «من حق السعودية وجاراتها دول الخليج أن تحصل على سلاحها النووي الرادع لصد الأطماع الإيرانية». وأضاف أن «استخفاف إيران باتفاقية عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل يحتم على المجتمع الدولي القيام بالجهود المنوطة به لمنعها من امتلاك السلاح النووي». وتابع: «لا ننسى أن هناك دولة تمتلك السلاح النووي ولكنها لم تعلنه هي إسرائيل التي تمتلك وفقًا لتقارير قرابة 200 رأس نووي». وأشار إلى أن «السعودية لطالما نادت بأن يُخلى العالم من أسلحة الدمار الشامل، إلا أنه من حق دول مجلس التعاون أن تحصل على الطاقة النووية السلمية، إضافة إلى أنه يحق لها أن تحصل على سلاح يردع الدول التي تمتلك الأسلحة النووية». من جانبه، أكد الأكاديمي والباحث السياسي الكويتي عايد المناع أن وجود الخطر يستوجب إيجاد رادع، «هذه معادلة بسيطة وليست غريبة، بل إن الغريب عدم اتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق ذلك». وأضاف المناع لـ«إرم نيوز» أن «امتلاك دول الخليج للسلاح النووي لا يعني بالضرورة استخدامها له، هو رادع للطرف الذي يمثل لها تهديدًا نوويًا». وأردف: «الآن لم يعد هناك صعوبات في بناء قدرات نووية مثل الصعوبات التي كانت في السابق.. العلماء متوافرون ولم يعد استقطابهم يشكل عائقًا، وذلك حتى تجهز لبناء علماء محليين». واستبعد أن «تهتم الإدارة الأمريكية بمطالب ضم دول الخليج إلى المظلة النووية»، مبينًا أن «الزيارة المقبلة ستكون لتغيير الحياد الخليجي تجاه الصراع في أوكرانيا، بالإضافة إلى ملف الطاقة».
مشاركة :