أعلنت شركة بتروبراس العملاقة وشبه الحكومية للنفط رفع أسعار الوقود في البرازيل، ما أثار غضب الرئيس جايير بولسونارو، الذي يواجه إضافة إلى ارتفاع معدلات التضخم في البلاد معركة صعبة للفوز بولاية رئاسية ثانية في تشرين الأول (أكتوبر). ووفقا لـ"الفرنسية" يشكل ارتفاع الأسعار في البرازيل، خصوصا المواد الغذائية والوقود نقطة ضعف في حملة الرئيس. وقالت بتروبراس أكبر شركات النفط في أمريكا اللاتينية إنها سترفع سعر البنزين 5.18 في المائة والديزل بـ14.26 في المائة بدءا من أمس. وعزت الشركة قرار رفع الأسعار إلى "سيناريو ينطوي على تحد في البرازيل والعالم"، في إشارة إلى الحرب في أوكرانيا، التي أدت إلى رفع أسعار النفط في العالم. وسبق أن شهدت أسعار الوقود في البرازيل ارتفاعا العام الماضي بنحو 33 في المائة، وفق أرقام رسمية، علما أن أحدث رفع للأسعار حصل قبل ثلاثة أشهر. ورد بولسونارو بعنف على بتروبراس متهما الشركة بأنها "يمكن أن تغرق البرازيل في الفوضى". وفي أيار (مايو) أقال بولسونارو رئيس بتروبراس بعد 40 يوما من تعيينه، وبررت وزارة الطاقة الأمر بأن "البرازيل تمر حاليا بلحظة تحد". وتشهد الأسعار ارتفاعا كبيرا في البرازيل على غرار بقية دول العالم، وقد بلغ معدل التضخم 11.73 في المائة، وهو أعلى بكثير من الهدف الذي وضعه البنك المركزي عند 3.5 في المائة. ورفع البنك المركزي معدل الفائدة الأساسي للمرة الـ11 تواليا في محاولة لمكافحة التضخم. ويواجه بولسونارو معركة صعبة ضد منافسه الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا المتقدم في استطلاعات الرأي، الذي يرتبط بذاكرة البرازيليين باقتصاد مزدهر في ظل ولايته. وفي تباين واضح مع عهد لولا دا سيلفا، يواجه اقتصاد البرازيل مشكلات بعد مرحلة كوفيد، إضافة إلى ضغوط التضخم، التي تسبب فيها التدخل العسكري في أوكرانيا.