تجربة التعاون

  • 6/18/2022
  • 00:00
  • 86
  • 0
  • 0
news-picture

نرفع شعار الشفافية، ونتحدث عن العمل والتنظيم، والحرص على المصلحة العامة، ونتمنى أن نتقدم ونستفيد من كل التجارب، ومع ذلك نكرِّر الأخطاء نفسها، ونتعمَّد التقليل والتهميش لكل ما هو ممكن ومتاح بأعذار واهية، وقرارات غير مسؤولة وبعيدة عن وضوح الرؤية وتحديد الأهداف. لقد تعاقب على تدريب أغلب الأندية خلال الموسم الجاري أكثر من 35 مدربًا وخبيرًا، كلهم دُعِموا بكافة أنواع وأشكال العقود والتسهيلات، والمساعدين من الأقارب والأصحاب، وفي الأخير مبارياتٌ مملَّة، ومستوى باهت، ولا جديد على مستوى الأفكار الفنية، أو على مستوى الابتكار في طرق اللعب، أو التأثير في شخصية اللاعب، وما يحتاج إليه من مساعدة ودعم وتطوير في مفهوم الاحتراف واستمرار التألق والإنتاج. ويمكن لأي متابع لأحداث الدوري وتفاصيل قرارات الأندية، أن يقارن بين كل الأجهزة الفنية والمدربين للدوري الجاري، وبين أساطير التدريب السابقة، مثل الزياني وجويل وبروشتش وكاندينيو، والمؤكد أن الفوارق كبيرة جدًّا، وفيها كل ما تحتاج من توضيح وأجوبة عن الأسئلة المهمة: هل تطورت الأندية، وهل لديها رؤية وأهداف حقيقية؟ لقد جاءت أحداث نهاية الموسم لتؤكد ضرورة إعادة الحسابات بطريقة التعامل مع الكوادر الوطنية المؤهلة والجاهزة لتحمُّل المسؤولية، وحماية الأندية من عبث المدربين الأجانب وتغليب مصالحهم ومطامعهم المادية، مع العلم أن أغلب الأندية التي استعانت واعتمدت على أبنائها وكوادرها الوطنية في كل المواسم السابقة، لم تتراجع على المستوى الفني، ولم تتوقف عن تحقيق البطولات، والمؤكد أن تهميش المدرب الوطني على الرغم من تأهيله بأعلى الشهادات، سيكون له تأثير ونتائج عكسية، والمطلوب البعد عن المجاملات التي، ومع الأسف، بدأت تتحكم بالاختيار، لتظهر المعادلة مقلوبة وبعيدة عن الإنصاف، وما تجربة نادي التعاون إلا دليلٌ كافٍ على قيمة وكفاءة المدرب الوطني، الذي واجه الموقف بكل شجاعة، ونجح في تعديل المسار وتصحيح الأخطاء، ولاشكَّ أن وجود المدربين والخبرات الأجنبية أمر مطلوب ومسألة مهمة، لكن بشرط أن تكون مؤهلة ومستعدة للعمل والإنتاج مع المدرب الوطني.

مشاركة :