حذّر المبعوثان الأميركي والأممي إلى اليمن وشخصيات سياسية يمنية ودولية من احتمال فشل الهدنة الأممية في اليمن بفعل خروقات ميليشيات الحوثي الإرهابية المتصاعدة ورفضها تنفيذ بنود الاتفاق وفي مقدمتها فتح طرق تعز، فيما أكد خبراء ومحللون لـ«الاتحاد» أن الميليشيات الإرهابية تسعى لإغلاق أبواب السلام في اليمن وفتح الطريق أمام خيار واحد وهو استخدام القوة المسلحة بعد 8 سنوات من الحصار الذي يتعرض له سكان تعز الذين يتعرضون لأبشع مأساة إنسانية نتيجة منع كافة سبل الحياة من مياه وأدوية وأغذية بالإضافة إلى تعرضهم للقتل بسبب القصف وزرع الألغام والقنص وإغلاق الطرق. وقال المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينج، خلال مشاركته في منتدى اليمن الدولي، الذي ينعقد حالياً في العاصمة السويدية ستوكهولم وينظمه مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، إن الهدنة الأممية في اليمن هشة جداً ويجب الضغط على جميع الأطراف لدعمها والبناء عليها. يأتي ذلك بعد تصريح مماثل للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج، أشار فيه إلى أن الهدنة في اليمن هشة ويجب على كافة الأطراف تقديم التنازلات للوصول إلى حل سياسي شامل. وأكد خبراء ومحللون سياسيون لـ «الاتحاد» أن هناك مسؤولية أخلاقية لابد أن يقوم بها المجتمع الدولي للضغط على الميليشيات الإرهابية لفك الحصار وإنهاء المعاناة الإنسانية، محذرين من أن استمرار الحصار يلقي بظلاله على العملية السلمية بشكل عام ويهدد استمرار الهدنة الأممية. ولفت المحلل السياسي اليمني الدكتور عبدالملك اليوسفي إلى أن معاناة اليمنيين في تعز مستمرة منذ 8 سنوات، نتيجة حصار ميليشيات الحوثي الإرهابية، وخاصة في التنقل الإجباري بين المدينة والمناطق الأخرى والتي قد تستغرق مدة أطول من خلال طرق فرعية شديدة الوعورة كثيرة المخاطر. وقال اليوسفي لـ«الاتحاد»، إن «تعز تعيش معاناة إنسانية كبيرة ورعباً متمثلاً بالقناصة، حتى أنه لا يمر أسبوع إلا وتحدث حالات قنص، بالإضافة إلى الألغام والقذائف التي زرعها الحوثي في المنافذ والطرق، والتي تحصد الأرواح». واعتبر أن ملف حصار تعز «بالون اختبار» لمدى جدية «الحوثي» للذهاب إلى عملية السلام ومفاوضات الحل الشامل، متسائلاً: «إذا كان الحوثي يتلكأ في فتح معابر وطرق تعز فكيف سيكون الأمر في الاستحقاقات الكبيرة مثل الانتقال السياسي والانتخابات وتسليم السلاح؟». وقال: إن «الحوثي يغلق الأبواب أمام مساعي السلام ويضع الناس أمام خيار واحد وهو استخدام القوة المسلحة». وشدد المحلل السياسي اليمني على أن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤولية للانحياز للقيم الإنسانية التي تحكم المنظومة الدولية، مؤكداً أن هناك صمتاً من الأمم المتحدة على الجرائم التي تحصل بشكل يومي بما يتناقض مع قرارات مجلس الأمن الـ12 التي صدرت بشأن اليمن، والتي ترى «الحوثي» جماعة خارجة على الشرعية. بدوره، أشار الكاتب والإعلامي اليمني عبدالله إسماعيل إلى أن تعز كانت من أولى المناطق التي هاجمتها ميليشيات الحوثي منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء، وتم محاصرة المدينة ومنع دخول المياه والأدوية والأغذية. وأضاف إسماعيل لـ«الاتحاد» أن هناك تقارير دولية تتحدث عن ضحايا الألغام والمجازر والقصف من قبل ميليشيات الحوثي في تعز، مؤكداً أن «أكثر من ألف طفل قتلوا، فنحن أمام كارثة إنسانية وأكبر عملية حصار لمدينة في التاريخ».
مشاركة :