مسقط- الرؤية يؤكد الدكتور حسين البرناوي من مستشفى "كيمز هيلث" بدارسيت في مسقط، أن جراحات السمنة المفرطة أو الجراحات الأيضية؛ كمصطلح أدق لوصف ماهية هذه الجراحات وتأثيرها على جسم الانسان. وصنف الخبراء بمنظمة الصحة العالمية منذ أكثر من عقدين من الزمن السمنة على أنها مرض له الكثير من التأثيرات السلبية على حياة البشر، وارتباطها المباشر مع عدة أمراض أخرى كارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والشرايين وانخفاض متوسط عمر الوفاة ناهيك عن التأثيرات النفسية والاجتماعية، وتدني جودة الحياة. وعليه اعتُمدت الجراحة كخيار طبي (طويل الأمد) للتخلص من السمنة والمشاكل الصحية المرافقة، وعلى الأخص مرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم؛ حيث أثبتت الدراسات أن فقدان (5 إلى 10)% من وزن الجسم كافٍ للتخلص من جلّ المشاكل الصحية. وحول كيفية اختيار الحالات التي تحتاج إلى جراحة، يقول الدكتور حسين البرناوي: "نقوم بحساب كتلة الجسم كمقياس للبدانة؛ وذلك عن طريق عملية حسابية بسيطة، يكون ناتج قسمة وزن الشخص بالكيلوجرام مقسومًا على مربع الطول بالمتر، لنحصل على كتلة الشخص، وعليه يتم تصنيف درجة البدانة. وكل شخص بدين، ولم يتمكن من إنقاص وزنه أو المحافظة على الوزن المفقود؛ وذلك باتباعه أنظمة غذائية ورياضية تحت إشراف متخصصين، ويكون مؤهلًا للجراحة، إذا توفرت شروط؛ منها أن مؤشر كتلة الجسم يساوي أو أكبر من "40Kg/M2 "، وأن مؤشر كتلة الجسم ما بين 35 إلى 39Kg/M2 ، بشرط أن يكون الشخص مصابًا على الأقل بأحد الأمراض المزمنة؛ كالسكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو ارتفاع الكوليسترول أو اعتلال المفاصل أو تكيس المبايض، وغيرها من المشاكل الصحية المرتبطة بزيادة الوزن. وأكد البرناوي أن إرادة التغيير والاستعداد لنمط حياة أكثر صحة ونشاط من أهم العوامل الرئيسية للحصول على النتائج المرجوة من التدخل الجراحي، مشيرا إلى أن الجراحة عامل مساعد وليست العامل الوحيد في كل نجاح علاج السمنة المفرطة. وذكر أيضًا أن المريض يخضع لمجموعة من الاستشارات والفحوصات من قِبل فريق علاج أمراض البدانة والذي في الغالب يتكون من مجموعة من الأخصائيين من عدة تخصصات؛ تشمل الجراحة والأمراض الباطنة والغدد الصماء والطب النفسي، إضافة إلي خبير التغذية العلاجية؛ وذلك للوصول إلى أفضل الطرق المتاحة للتعامل مع الحالة، حسب تفاصيل المشاكل الصحية لكل حالة على حدة؛ حيث إنه لا توجد طريقة أو جراحة واحدة تناسب الجميع. وبيّن البرناوي أن عمليات المعدة تنقسم إلى نوعين رئيسين؛ الأول: تعتمد على تصغير حجم المعدة، وبالتالي الحد من كمية الأطعمة والسوائل التي يمكن للشخص تناولها في وجبة واحدة، أما النوع الثاني: فيعتمد على إحداث حالة من الامتصاص الجزئي للأطعمة المتناولة، وعليه تكون كمية السعرات الحرارية التي تدخل إلى الجسم أقل من قيمتها في الطعام. وأشار إلى أن عملية "تحوير المسار" تعد المعيار الذهبي لعلاج السمنة المفرطة، وتشكل تقريبًا أكثر من 45% من جراحات السمنة المفرطة في العالم، لافتًا إلى أن عمليات تحوير المسار المصغر (تحوير المسار ذي الوصلة الواحدة) حظيت برواج في السنوات الخمس المنصرمة بسبب النتائج الجيدة وقلة نسبة المضاعفات.
مشاركة :