يعتقد باحثون من معهد سيفرتسوف للمشكلات البيئية والتطور التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن الطفيليات يمكن أن تحصل على ميزة تجعلها تتفوق على مضيفها الذي تعيش فيه. ويشير المكتب الإعلامي لوزارة التعليم والعلوم الروسية، إلى أن الباحثين اكتشفوا أن ارتفاع درجات الحرارة في أحواض المياه العذبة، يمكن أن يسبب تغير دورة حياة الطفيليات، ما سيؤدي إلى اختلال في العلاقات الغذائية ويتطلب إعادة بناء النظم البيئية. ويضيف، لذلك قرر الباحثون تحديد تأثير الحرارة في خطر انتقال العدوى في النظم البيئية. ومن أجل ذلك درسوا العلاقة المتبادلة بين الطفيليات ومضيفيها. وقد شملت دراستهم تأثير التغيرات المناخية في نوعين من الديدان الطفيلية المسطحة Rhipidocotyle campanula و R. fennica، التي تعيش في مضيفين وسيطين ومن ثم تستقر في أجسام الأسماك المفترسة. واتضح للباحثين، أنه بسبب الاحترار العالمي قد يحصل تغير في دورة حياة هذه الطفيليات. أي أن ارتفاع درجات الحرارة في أحواض المياه يمكن أن يؤدي إلى تغير ملحوظ في مدة دورة حياة الطفيليات، وبالتالي تغير النظم البيئية للمياه العذبة. وقد أجرى الباحثون تجربة تضمنت جمع رخويات وتوزيعها على ثلاثة أحواض ذات درجة حرارة مختلفة. كانت درجة الحرارة في الحوض الأول 18 درجة مئوية، مع محاكاة التقلبات الموسمية من 7 إلى 24 درجة. وفي الثاني 15 درجة مئوية مع محاكاة التقلبات الموسمية من 7 إلى 20 درجة مئوية، وفي الثالث 13 درجة مئوية مع محاكاة التقلبات الموسمية من 6 إلى 18 درجة مئوية. وخلال خمسة أشهر، تابع الباحثون تطور الطفيليات، واستنتجوا أن ارتفاع متوسط درجات الحرارة السنوية اكثر ملائمة لـ R. fennica من R. campanula. ووفقا للباحث ميخائيل غوبكو، هناك سيناريوهان لتطور العلاقة بين الطفيليات ومضيفيها على خلفية التغيرات المناخية. يشير السيناريو الأول إلى أن الطفيليات ستكتسب ميزة على مضيفيها، حيث تتمتع بسرعة تطور وتكاثر أعلى من الأسماك المضيفة. أي أنها ستصبح أكثر عرضة للخطر مع زيادة درجة حرارة موطنها المعتاد. ويمكن أن يؤدي السيناريو الثاني إلى تغييرات كبيرة جدا في النظم البيئية. لأن الطفيليات مجتمعة تلعب دورا محددا ومهما بشكل غير عادي، يشبه نوع من" الغراء " يوحد مستويات غذائية مختلفة. <...> والطفيليات التي تضعف كل طرف تلعب دورا أكثر أهمية في بعض الأحيان. لذلك يمكن أن يؤدي إلغاء تزامن دورة حياة الطفيليات ومضيفيها إلى تأثير الدومينو ، ما يؤدي إلى تعطيل التفاعلات الغذائية بين الحيوانات المفترسة وفرائسها . المصدر: tass تابعوا RT على
مشاركة :