وقّعت اليوم "موانئ" اتفاقية جديدة لإنشاء منطقة لوجستية خامسة في ميناء جدة الإسلامي، بعد تنفيذها عدداً من الاتفاقيات المتتالية أخيرا مع كبريات الشركات العالمية والوطنية المتخصصة في صناعة الخدمات اللوجستية، التي شملت (ميرسك العالمية - CMA CGM – LogiPoint – البحري). وانتهت "موانئ" من توقيع اتفاقية مع مجموعة "دي بي ورلد"، لإنشاء منطقة لوجستية ذكية ومتكاملة في ميناء جدة الإسلامي بقيمة استثمارية من قِبل الشركة تتجاوز 500 مليون ريال سعودي، بحضور وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للموانئ المهندس صالح الجاسر. وجرى توقيع الاتفاقية من قِبل رئيس الهيئة العامة للموانئ عمر بن طلال حريري، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "دي بي ورلد" سلطان أحمد بن سليّم، بحضور عدد من قيادات منظومة النقل والخدمات اللوجستية ومسؤولي الجهات ذات العلاقة. وأكد وزير النقل والخدمات اللوجستية أن توقيع هذه الاتفاقية يأتي تحقيقًا لمستهدفات الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية نحو ترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي، ودعم نمو صناعة الخدمات اللوجستية على ساحل البحر الأحمر. وقال الجاسر: إننا في منظومة النقل والخدمات اللوجستية مستمرون بدعم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين، (حفظهما الله)، في تحقيق المستهدفات التنموية الكبرى للمنظومة وفق رؤية المملكة 2030 وإطلاق مناطق لوجستية متتابعة لتعظيم اقتصاديات النقل وسلاسل الإمداد وفق منهجية تنموية رفيعة وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الخاص". ونوّه بتعاظم جاذبية فرص الاستثمار في قطاع النقل البحري وشبكة الموانئ السعودية، مشيرا الى تصدر موانئ المملكة وقفزاتها الكبرى في مؤشرات الأداء الدولية للعام 2021." وأكد وزير النقل والخدمات اللوجستية أن شبكة موانئ المملكة باتت حالياً تتبوأ موقعاً بارزاً على خريطة النقل البحري العالمي، محققة عديداً من الإنجازات الاستثنائية تشغيلياً وتنموياً، مما يسهم في تحقيق الاستدامة الاقتصادية والتنموية، وتدعيم بيئة الاستثمار والحركة التجارية في المملكة وتعزيز النمو الاقتصادي، مبيناً أن ذلك يسهم في تحقيق المستهدفات الإستراتيجية والتكامل مع منظومة النقل لجعل المملكة محورا لوجستياً بارز على الساحة الدولية. بدوره، أكد رئيس الهيئة العامة للموانئ عمر بن طلال حريري، أن الاتفاقية تستهدف إنشاء منطقة لوجستية تمتد على مساحة 415 ألف متر مربع وتستوعب بقدراتها نحو 250 ألف حاوية نمطية ومساحة مستودعات تبلغ 100 ألف متر مربع، وتتيح تقديم خدمات إلكترونية متطورة وصديقة للبيئة، مع تكامل عمليات محطة الحاويات الجنوبية مع المنطقة اللوجستية، وذلك في إطار سعي الهيئة الدائم لتوفير مناطق لوجستية مُتكاملة تعزز تنافسية ميناء جدة الإسلامي وتسهم في رفع كميات بضائع المسافنة، تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية. وأضاف حريري، أن هذه الشراكة ستعمل على ربط عمليات الميناء بالمنطقة اللوجستية بما يُمكن من تقديم خدمات لوجستية كاملة وعلى درجة عالية من الكفاءة التشغيلية، إضافة إلى توسيع دائرة التعاون المشترك مع كبرى مزوّدي الخدمات اللوجستية، وتعزيز عمليات إعادة التصدير وتقليل تكلفة الخدمات اللوجستية لتقديم أفضل الخدمات بأعلى مستوى للمستفيدين والمستثمرين. من جانبه، قال سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة «دي بي ورلد»: "يسعدنا ويشرفنا الاسهام بفعالية في تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية التي تشمل تطوير منظومة نقل بحري مزدهر ومستدام تدعم الطموحات الاقتصادية والاجتماعية للمملكة وتعزيز مكانتها كمركز لوجستي عالمي، ونؤكد في هذه المناسبة التزامنا بالاستثمار في عمليات التحديث لهذا المرفق الحيوي من خلال تطبيق أعلى مستويات الخدمات اللوجستية وتوفير الحلول التجارية القائمة على التكنولوجيا، ونحن على ثقة بأن المرحلة التي وصلنا إليها اليوم ستسهم في رفع مستويات الكفاءة والانتاجية، إضافة إلى توليد فرص عمل جديدة". وأضاف ابن سليّم، نؤكد التزامنا بتعزيز دور ومكانة ميناء جدة الإسلامي الذي يتمتع بموقع إستراتيجي على البحر الأحمر والذي لعب على مدى العصور دوراً حيوياً في تسهيل حركة التجارة بين الشرق والغرب". يُذكر أن الهيئة العامة للموانئ أبرمت أخيراً عدداً من الاتفاقيات الاستراتيجية مع شركائها المحليين والدوليين لإنشاء مناطق لوجستية متكاملة، بقيمة استثمارات تناهز مليارَي ريال سعودي، بما يسهم في جعل الموانئ السعودية عنصر جذب استثماري وتجاري عالمي يعمل على تحقيق نهضة اقتصادية رائدة تدعم الناتج المحلي والتجارة البينية بين المملكة ودول العالم.
مشاركة :