فرنسا والجزائر.. «جبل الجليد» في طريقه إلى الذوبان

  • 6/20/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعد نحو 10 أشهرٍ عجافٍ بين الجزائر وفرنسا، يبدو أن جبلَ الجليد الذي ارتفع كثيرا بين البلدين قد بدأ في الذوبان، وعادت الدبلوماسيةُ من جديد إلى مساراتها. تقارب في وجهات النظر كانت البداية، عندما أجرى تلرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اتصالا هاتفيا، مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أكدا فيه تقاربَ وِجهتي النظر والتوافقِ على دفع العلاقات إلى مستوى متميز. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> وقبل الاتصال الهاتفي، جرى اتصالٌ بين وزيري خارجية فرنسا والجزائر “كولونا ولعمامرة”، في إشارة لعودة الدبلوماسية بين البلدين حيث تحدثت الوزيرة الفرنسية عن شراكة متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل. وعقب فوز الرئيس الفرنسي ماكرون بولاية جديدة أرسل الرئيسُ الجزائري تبون برقية تهنئةٍ أعاد التأكيدَ فيها على ضرورة احترام السيادة وتوازن المصالح فيما يتعلق بالذاكرة والعلاقات الإنسانية وذلك في عتاب دبلوماسي مستتر على تصريحات ماكرون التي أشعلت فتيل الأزمة بين البلدين. وفي أكتوبر الماضي شهدت العلاقات الجزائرية الفرنسية منعطفًا دبلوماسيًا خطيرًا عقب تصريحات للرئيس ماكرون التي نفى فيها وجودَ أمةٍ جزائرية، وأن الجزائر عاشت عقب استقلالها عام 1962 على رَيْعِ ذاكرة الاستعمار، لتسحب الجزائرُ سفيرها من باريس قبل عودته مرة أخرى في يناير الماضي. تصريحات ماكرون لم تكن وحدهها السبب في ركود العلاقات الثنائية إذ شعرت الجزائر باستياءٍ شديد إزاء قرار باريس ترحيلَ عشرات الجزائريين الذين تصفهم بالتطرف وهو ما رفضته السلطات الجزائرية. وغضب جزائري كامن بسبب الملاذات الفرنسية لمنظمات “إرهابية” وإلى جانب ذلك تسبب احتضانُ فرنسا لمنظمة “ماك” الانفصالية ومنظمةِ راشد الإسلامية وشخصيات معارضة أخرى، في إحداث غضب كامن لدى الجزائر التي تعتَبر هذه المنظماتُ إرهابية. وسعي ماكرون لطي صفحة الماضي ومع بداية الولاية الثانية للرئيس الفرنسي يسعى الأخيرُ لطي صفحة الأزمة بين البلدين وإعادة الزخم في العلاقات خاصة بعد أن فقدت باريس الدعمَ الجزائري في ملف الساحل والصحراء. فرصة تاريخية وقال أستاذ العلوم السياسية ورئيس مركز الدراسات و الأبحاث الدولية، كريستيان لوكسين، إن العلاقة بين فرنسا والجزائر علاقة تاريخية منذ زمن بعيد، مؤكدا أن قادة الدولتين مرا بلحظات عصيبة. وأضاف خلال مشاركته في برنامج مدار الغد أن فرنسا والجزائر أمام فرصة تاريخية خاصة مع بدء ولاية جديدة للرئيس إيمانوزيل ماكرون لتطوير العلاقات بين البلدين من جديد لطي صفحة الماضي. وأوضح أن هناك فرصة تاريخية وجهود كبيرة في مستقل العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن هناك مصالح بين البلدين يجب أن تأخذ في عين الاعتبار، فضلا عن ضرورة تواصل المشاورات لتجاوز الخلافات. علاقات غير مستقرة ومن الجزائر، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور محمد سي بشير، إن العلاقة غير مستقرة بين الجزائر وفرنسا، مؤكدا أن ملف الذاكرة والهجرة يعقدان الأزمة بين البلدين. وأكد محمد سي بشير أن أي تحرك فرنسي على هذين الملفين يشعلان التوتر من جديد بين البلدين، لافتا إلى أن كل مرة تطالب الجزائر العمل بندية، لأن هذا الأمر سيادي بالنسبة للجزائر. وأوضح محمد سي بشير أن فرنسا تتعامل بطريقة غريبة بين الحين والآخر، وهذا الاختلاف يؤثر كثيرا على العلاقات بين البلدين. صعود وهبوط ومن اسطنبول، يرى الأكاديمي، الدكتور علي لخضاري، إنه على مدى 60 عاما من استقلال الجزائر عاشت العلاقات بين البلدين حالة من الصعود والهبوط، ملغمة بملف الذاكرة والجغرافيا. وأضاف علي لخضار يأن ما تعيشه العلاقات الجزائرية الفرنسية هي حالة أفرزتها التحولات في الجزائر، لافتا إلى أن السلطة الحالية منتخبة، وكان من مطالبها المصالحة مع فرنسا. كما أشار علي لخضاري إلى أن الجزائر هي لاعب أساسي في الجوار الإقليمي بالنسبة لفرنسا.

مشاركة :