البوسنة والهرسك... طبيعة هادئة وتاريخ عريق

  • 12/19/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر البوسنة والهرسك من البلدان الأوروبية التي لا يعرف الكثير من عشاق السياحة عنها وعن جمالها الكثير، وذلك لأنهم لم يسبق لهم أن زاروا ذلك البلد الرائع ولم يشاهدوا الجمال الساحر الذي يمتلكه. يوجد في البوسنة والهرسك، والتي كانت إحدى جمهوريات يوغسلافيا السابقة، العديد من الكنوز الطبيعية والمعمارية الدفينة التي تأسر القلوب وتسر الناظرين، إضافة إلى امتلاك ذلك البلد للعديد من الآثار التاريخية التي تعود إلى العصور السابقة، والتي تروي للزوار قصص و عراقة ذلك البلد الجميل. حتى وإن لم يكن لديك الكثير من الأيام في إجازتك فلا تفوت زيارة البوسنة والهرسك، لأنك بالتأكيد ستشعر بالكثير من المتعة هناك عندما تشاهد الطبيعة بجمالها التام، وعندما تجوب أنحاء البلاد وتستكشف آثار الحضارة العثمانية. سراييفو تتميز سراييفو عاصمة البوسنة بالتنوع في أبنيتها التي تأثرت بالأسلوب المعماري التقليدي للإمبراطورية العثمانية بشكل كبير، إضافة إلى التأثير القادم من الجارتين كرواتيا وصربيا حتى أصبحت مزيجاً لعدد من الحضارات. تقع هذه المدينة في وادٍ منخفض تحيط به العديد من الجبال التي تغطيها الأشجار وتنتشر بين أحيائها وبلداتها العديد من المساجد والمآذن التي تعود إلى الحقبة العثمانية. إنها من المدن الرائعة التي تمتزج فيها الطبيعة مع التاريخ ليشكلا معاً إحدى أجمل وأروع المدن في القارة العجوز. شهدت هذه المدينة العديد من الأحداث التاريخية المهمة، والتي شكلت نقاط تحول أدت إلى تكوين الشكل الجديد للعالم الذي نراه اليوم، فمنذ ما يقارب المئة عام شهد أحد شوارع هذه المدينة اغتيال ولي عهد الإمبراطورية النمساوية فرانز فيرديناند الأمر الذي أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى، أما الحدث الثاني فكان الحرب الأهلية التي مزقت هذا البلد وانتهت منذ 20 عاماً. يعتبر متحف النفق الذي بني داخل النفق الذي كان يستخدمه البوسنيون كطريق للنجاة من القوات الصربية التي حاصرت المدينة لأكثر من أربع سنوات، أحد أكثر الأماكن ازدحاماً بالسياح، وذلك بسبب بقايا الآثار التي ما زالت موجودة منذ الحرب الأهلية، ويضم المتحف أيضاً العديد من اللوحات الفنية لعدد من الرسامين البوسنيين، والتي تصور البوسنة أيام الحرب. مدينة موستار مدينة موستار هي عاصمة منطقة الهرسك وتسمى أيضاً بمدينة الجسر ولا تبعد سوى 25 كيلومتراً فقط عن ساحل البحر الأدرياتيكي، وتبعد عن العاصمة سراييفو نحو 120 كلم. أثبتت هذه المدينة أنها نموذج جيد للتعايش بين مختلف أعراق البوسنة، أما عن رصيدها من الجمال فعندما تجول في ضواحيها وتستمتع بمناخها الدافئ ومناظرها الطبيعية الخلابة ومواقعها الأثرية الرائعة فستدرك بأنك اتخذت القرار الصائب بزيارة تلك المدينة. موستار واحدة من أكبر مدن البوسنة والهرسك, وهي أكبر وأهم مدينة في منطقة الهرسك, كما أنها تنقسم إلى منطقتين موستار الشرقية، والتي يسكنها أغلبية من السكان البوشناق المسلمين، وتتميز بأبنيتها التاريخية وبيوتها المبنية على الطراز العثماني، وموستار الغربية التي يسكنها أغلبية من الكروات الكاثوليك، فهي أحياء جديدة تم تأسيسها في الفترة اليوغسلافية. تعتبر موستار الشرقية الأكثر زيارة من قبل السياح، حيث يزورها سنوياً آلاف الأوروبيين الذين يتركون بلدانهم ومدنهم ويقصدوا البوسنة بحثاً عن الطبيعة المجردة من كل ما هو مصطنع. يعد نهر بونا أحد أهم الأماكن السياحية في المدينة، وهو الذي تتفجر مياهه باردة صيفاً وحارة شتاء من تحت الأرض ما جعله مقصداً للعديد من السياح الذين يستمتعون بخصائصه العلاجية. كما تضم بالإضافة إلى العديد من المطاعم التي تقدم جميع أصناف الطعام، المدينة أيضاً العديد من المساجد الأثرية والأحياء القديمة، وغيرها من الآثار الإسلامية العريقة، إضافة إلى العديد من المنتجعات السياحية والمطاعم التقليدية التي تقدم وجبات رائعة مختلفة، لا سيما المشويات، سواء كانت سمكاً أو لحم الخروف المشوي بالطريقة التقليدية التي تكون بحشو الخروف بالرز ووضعه على الجمر الملتهب إلى حين نضوجه، وتنتشر هذه المطاعم على طول المسافة بين سراييفو وموستار ومن أشهرها مطعمي كونوبا وسادرفان. جسر ستاري موست ستاري موست أو الجسر القديم هو الجسر الذي بناه العثمانيون في القرن السادس عشر في مدينة موستار على نهر نيريتفا، ويربط الجزء الشرقي بالجزء الغربي من المدينة. يجذب الجسر القديم التاريخي الذي يشبه القوس في تصميمه، اهتمام السياح من جميع أنحاء العالم الذين لا يفوتون فرصة المرور على هذا الصرح المعماري الجميل وأخذ بعض الصور التذكارية فوقه خاصة بعد أن أدرجته منظمة اليونيسكو على قائمة التراث العالمي. ويعتبر الجسر أحد أجمل القطع الأثرية الإسلامية في منطقة البلقان، وظل الجسر شامخاً فوق النهر ل 427 عاماً إلا أن تم تدميره من قبل القوات الكرواتية في عام 1993 أثناء الحرب على البوسنة، ولكن تم لاحقاً إعادة بنائه وافتتح في عام 2004. تكمن أهمية الجسر في كونه أصبح رمزاً حضارياً للتواصل والتعايش بين سكان تلك المنطقة التي مزقتهم الحروب لعدد من السنوات. وقد أصبح الجسر ملاذاً لخيالات الأدباء والشعراء في البوسنة الذين طالما تغنوا به كتبوا عنه وعن أهميته، ومثلت عملية إعادة افتتاح الجسر حدثاً مهماً في البوسنة، ويحتفل البوسنيون سنوياً بهذا الحدث بمهرجان خاص يستمر ل 10 أيام تقام فيه العديد من العروض الترفيهية التي تحظى بحضور عدد كبير من السياح المحليين والأجانب. أهرام فيسوكو تقع مدينة فيسوكو في الجزء الأوسط من البوسنة والهرسك في منطقة كانتون زينيتسا. كانت هذه المدينة مهمة جداً في العصور الوسطى، حيث كانت مقر ملوك البوسنة الذين سادوا تلك المنطقة، ولكن بعد سيطرة الإمبراطورية العثمانية على فيسوكو فقدت المدينة أهميتها قليلاً حيث انتقل مركز السلطة إلى سيراييفو ومرت خلال تلك الفترة بالعديد من التغيرات. يوجد في المدينة العديد من الآثار التي تعود إلى العصور الوسطى كبقايا القلعة القديمة ومقبرة ميلاما التاريخية التي يوجد فيها عدد من قبور ملوك البوسنة مثل قبر ملك البوسنة الأول تفردكو والملك ستيفن كوترومانيتش الثاني. تسمى فيسوكو أيضاً مدينة الأهرامات وذلك بسبب الأهرامات العديدة التي اكتشفت فيها والتي تشبه تلك الموجودة في مصر، وتقول الأساطير إن هذه الأهرامات تمنح السعادة والحيوية لزوارها، ويقع بالقرب من هذه الأهرامات العديد من الأنفاق التي تعود إلى العصور الوسطى. تم بناء متحف بالقرب من هذه الأهرامات سنة 1953، ويضم العديد من الآثار التاريخية التي تعود إلى هذه المنطقة ويزوره عدد كبير من السياح سنوياً ليتعرفوا من خلاله على التاريخ العريق لهذه المنطقة. ويوجد بالقرب من فيسوكو مركز عمر بوبريتش للأعمال الفنية والتراثية والأغاني التقليدية الشعبية والذي يهدف إلى الحفاظ على التقاليد الموسيقية البوسنية.

مشاركة :