للمناخ الصحراوي بشكل عام ومناخ شبه الجزيرة العربية بشكل خاص خصوصية تتمحور حول الآلية (الفيزيائية والأرصادية والرياضية والكيميائية)، وهي خلف تَشَكّل موجات الحر في أرجائها، وعن أبرز الأسباب: فالشمس هي المصدر الأول للطاقة وهي المزود الحراري لكوكب الأرض، والغلاف الجوي والسطح يمتصان ويعكسان هذه الأشعة، ويعتمد قدرة جسم ما على عكس الضوء الساقط عليه من مصدر ضوئي كالشمس، على نسبة "ألبيدو"، وهي قِيَم ما تعكسه الصحراء من إشعاع. ويتشارك أيضًا في التأثير مع الإشعاع الشمسي، كل من الإشعاع الأرضي والإشعاع الجوي. يساهم المرتفع الجوي شبه المداري (ارتفاع قيم الجيوبتنشل) في حدوث ما يُعرف بظاهرة "القبة الحرارية" (Heat Dome) والتي من شأنها أن تزيد من قيم التيارات الغارقة (Sinking air)؛ حيث تضغط الهواءَ في طبقات الجو المنخفضة مسببة ارتفاعًا في درجات الحرارة. أما المنخفضات الحرارية فيرتبط تشكلها ارتباطًا وثيقًا بالإشعاع الشمسي والصحاري الجافة، عبر عملية تُعرف أرصاديًّا بـ(Conduction)؛ حيث تقوم اليابسة بتسخين الطبقة القريبة منها، وتحدث عملية طفو في منطقة ضيقة عموديًّا. وأخيرًا، الطبيعة التضاريسية، فالمنطقة الممتدة من العراق شمالًا نزولًا لحوض الخليج العربي، ووصولًا للربع الخالي، هي منطقة منخفضة وقريبة من مستوى سطح البحر؛ لذلك هي مسرح لنشاط المنخفضات الحرارية (Bubble Heat Low's) وبالتالي تستحوذ على الحرارة العالية. ومن ثم فسيطرة المرتفع شبه المداري فوق الجزيرة العربية، يعمل كحاجز صد أمام توغل الهواء الأقل حرارة من الشمال، بالإضافة إلى نشاط عميق للمنخفضات الحرارية في الجزيرة العربية، عملت على ازدياد وطأة الحر، تجدر الإشارة إلى أن سيادة الطقس على أي مكان في العالم ومنها الجزيرة العربية؛ لا يمكن أن يكون بسبب ظاهرة جوية بعينها؛ وإنما يكون نتيجة محصلة للعديد من الظواهر الجوية.
مشاركة :