يحتفل المزارع الإماراتي بقدوم موسم الرطب الذي يعد جزءا أصيلا من التراث الثقافي للدولة، ومع انطلاق موسم القيظ في شهر يونيو بدأ أهالي منطقة الظفرة تبادل تباشير الرطب الذي يعد من أجمل فواكه الصيف في الدولة ومنطقة الخليج العربي. وتقام في وسط موسم "القيظ" مزاينات الرطب المحلية والتي يعرض فيها المزارع أجود ما لديهم من ثمار الرطب بأنواعه المختلفة ويتبادلونها، كما تشهد مدينة ليوا بمنطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، مهرجانا سنويا في شهر يوليو من كل عام للاحتفاء بشجرة النخيل المباركة وثمارها. ويهدف المهرجان إلى تسليط الضوء على مكانة الرطب في الحياة الثقافية والتراثية والاقتصادية، كما يشكل منصة ملائمة تتيح للزوار التعرف على الرطب وتذوق أصنافها لا سيما الأكثر شعبية والتي تنمو في الدولة. وتعد مسابقة مزاينة الرطب هي الفعالية الرئيسية في المهرجان، حيث تتنافس المزارع الإماراتية على لقب "أفضل مزرعة للرطب" والتي تشمل أصناف "الدباس، والفرض، والخلاص، والخنيزي، وبومعان، والشيشي"، بالإضافة إلى مسابقتي "ليوا لنخبة الرطب، والظفرة لنخبة الرطب" والتي تستقبل عشرات الأصناف من الرطب الفاخر القادم من العديد من مزارع الدولة وكذلك مسابقة أكبر "عذج"، وغيرها من مسابقات الفاكهة والمسابقات التراثية المتنوعة. وتشتهر مدن منطقة الظفرة ولا سيما ليوا بتعدد أصناف الرطب في مزارعها، ومن أبرز الأصناف "فرض، وصقعي، وخنيزي، ودباس، وخلاص، وشيشي، وخدي، وزاملي، وسكري، ونبتة سيف، وبومعان، واللولو، ونبتة مزروعي، والشهل، وبرحي، وسلطانة، وشيشي، ونوادر"، وغيرها من الأصناف المميزة التي تتم زراعتها في منطقة الظفرة ومختلف مدن الدولة. ويتسم الرطب بأنواع وأصناف كثيرة منها المبكرة بالنضج مثل النغال والغر وتعرف بالمتقدمة، ويتبعها الخشكار، ثم اليردي، وهناك أصناف تنضج في منتصف الموسم وتحتوي على أجود الأصناف ومنها الخنيزي وبومعان والخلاص والشيشي والسكري والصقعي والزاملي وأم الدهن وهناك أنواع أخرى تسمى بالمتأخرة، أي التي تنضج في نهاية فصل الصيف ومن أهمها الفرض والبرحي والشهل والهلالي وتنشر زراعتها في كافة إمارات الدولة وتشتهر منطقة الظفرة بصنف الدباس ويعتبر أكثرها انتشارا. وتتعدد أصناف التمور على مستوى دولة الإمارات حيث تصل إلى 250 صنفا منها 135 معروفا تسمى الخرايف والبقية أصناف يطلق عليها الساير وغالبا ما يسمى الصنف تبعا للون الثمرة كما في حالة أصناف الأشهل، ودقلة بيض، والحمري، والخضري، وخضراوي، إلا أن هناك عوامل أخرى تدخل في تسمية الصنف منها لون الثمرة والشكل الخارجي وموعد النضج أو أماكن وجودها، ولكل صنف من هذه التمور طعم ومذاق، وقد تسمى التمور على طعمها، فالأصناف ذات الحلاوة الزائدة تسمى بأسماء تدل على ذلك كما في السكري، والحلوة، وغيرها وتصنف التمور بحسب موعد نضج الثمرة فمنها المبكر والمتوسط والمتأخر. أما منطقة العين فتشتهر بكثير من الأصناف منها "الفرض و بومعان" وغيرهما من الأنواع التي تجود في الأجواء الجافة الحارة حيث يتسم الفرض بشكله الأسطواني المنتظم وله قشرة حمراء مشوبة بلون اصفر داكن، كما أنه غني بالفيتامينات والمعادن والكالسيوم والحديد وغيرها من العناصر الغذائية المهمة، بينما تشتهر بقية مدن الدولة بأنواع من وأصناف أخرى منها اللولو والحاتمي وجش ربيع الخنيزي، وتتميز تمور اللولو بخصائصها الفاخرة الفريدة، كما تتميز باللون البني الداكن وشكلها المستدير، والطلب على هذا النوع مرتفع للغاية نظرا لأنها تأتي في منتصف مواسم الحصاد، ويرجع السبب في ذلك أيضا إلى اتزان محتواه من السكر بشكل كبير، ويقدم هذا التمر طازجا للحفاظ على إنزيم البروتيناز الموجود فيه والذي يساعد في الحفاظ على اللياقة البدنية كما انه من الأصناف المرغوبة للأسواق العالمية. ويعتبر قطاع النخيل في إمارة أبوظبي من القطاعات الحيوية الهامة التي تساهم في منظومة الأمن الغذائي، ولقد أولت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية أهمية كبيرة لهذا القطاع وذلك من خلال المبادرات والبرامج الهادفة للمحافظة على هذه الشجرة من الآفات الرئيسة التي تلحق الضرر بها وكذلك إتباع الأساليب والطرق الحديثة لتحسين جودة ونوعية الثمار بهدف الوصول إلى ثمار ذات جودة عالية. وقد تم اعتماد استراتيجية قطاع النخيل والتمور في إمارة أبوظبي بهدف تحسين ربحية مزارعي التمور وتحقيق الاستدامة الاقتصادية في قطاع التمور ووضع التمور الإماراتية كمنتج عالي الجودة إضافة إلى تبني أفضل الممارسات الزراعية وأفضل التقنيات في صناعة التمور، وعملت الهيئة على اعتماد برنامجين للنخيل، الأول برنامج الإدارة المتكاملة لآفات النخيل والذي يسهم بشكل كبير في الحد من انتشار الآفات على أشجار النخيل والثاني برنامج الممارسات الجيدة للنخيل والتمور والذي يهدف إلى تحسين جودة وإنتاجية التمور. يذكر أن اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، اعتمدت في شهر ديسمبر 2019 تسجيل ملف النخلة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو، وذلك في إطار حرص دولة الإمارات لصون تراث الدولة والترويج له من خلال منظمة اليونسكو الراعي الأول للثقافة والتراث الإنساني المشترك. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :