معالي وزير التعليم ..نبارك لكم ثقة ولاة أمرنا رعاهم الله لتولي مهام الوزارة التي تعد الأهم بين منظومة الوزارات الأخرى والتي تقوم عليها جل مطالب التنمية بمختلف صورها واتجاهاتها ، ونأمل أن تحقق ما عجز عن تحقيقه الآخرون قبلك ،ولعلمنا اليقيني بضخامة مسؤولياتك الملقاة على عاتقك ولعظم الدور الذي ستقوم به فسوف نقف داعمين لك بالنصح واسداء الرأي كون الهدف يهم كل فرد من أفراد المجتمع . وبما أنني ابن هذا النظام وأمضيت في خدمته أكثر من ثلاثة عقود عملت خلالها بمختلف المستويات الميدانية فاسمحوا لي أن أطرح على معاليكم بعض الرؤى التي أرى أنها تستحق الأولوية القصوى لأهميتها ومركزيتها فأقول : - أرى أن العديد من القيادات التعليمية على مختلف المستويات قد استهلك ونضب ما لديه وأصبح حجر عثرة وتحولت اهتماماته الى تلميع كرسيه بدلاً من الاهتمام المؤسسي حتى أصبح يفاخر بحجم تجذره الإداري ولايأبه بما يحدث حوله من المخالفات اليومية من حرائق مبان تعليمية وحوادث نقل طلبة ومعلمات وقضايا مالية وادارية حول المدارس وصيانتها وتضليل معلومات مبان وأنشطة وبرامج ومؤشرات منها ما تنشره أجهزة الاعلام ومنها ما حجب خلف الاستار ،وللأسف لم يجد كل ذلك من يحاسب أو يعاقب وحان الوقت أن يستبدل مثل هؤلاء بالقوي الأمين. - منح البيئة التعليمية أقصى درجات الاهتمام المعنوي والإداري والمالي فهي التي تعد مصدر الحراك وحيويته ومصنع بناء الانسان ،ولعل المعلم يأتي في مقدمة تلك البيئة حيث يستوجب الرفع من كفاءته بأحدث الوسائل عن طريق التدريب الفعال وليس التدريب الممارس حالياً وحبذا لو يتم التعاقد مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال كما يستوجب أن يعاد النظر في متطلبات المعلم الرئيسة كالتأمين الصحي والهيبة المفقودة وقبل ذلك كله إعادة النظر في دور كليات التربية الحالية التي أراها لازالت تسير وفق طرائق وآليات ومنهجيات أكل عليها الدهر وشرب. ثم يلي ذلك تهيئة المبنى المدرسي بكافة التجهيزات التقنية والمادية ثم القيام بالحل الجذري لقضية المباني المستأجرة حلاً فورياً بتكليف شركات كبرى تتولى بناء تلك المدارس . - الإسراع بإصلاح التعليم العالي فالكثير من جامعاتنا لازالت تحبو في مسيرة تطورها ، ولازالت تمارس الأساليب المتقادمة في التدريس ولازالت قاصرة جداً في مهام البحث العلمي وفقدان تام لخدمة المجتمع وقبل ذلك كله الإسراع بتعيين مديرين للجامعات التي لازالت تعمل بدون مديرين وتجديد دماء إدارة الجامعات الأخرى . والله من وراء القصد.
مشاركة :