دِيْنُنَا الإسلاميُّ ليس صلاةً وحجًّا وصيامًا، وهيئةً إسلاميةً (فقط)، وليس دِيْنًا كَهَنُوتيًّا يسكن المساجد، ويخضع لتصرّفات وتعليمات أحد. تعاليمُ إسلامِنا تحثُّ على صناعةِ الحياة؛ لا الموت، رغم أنف أعدائه، وتلك الجماعات الإرهابية التي تحاولُ تشويهَ صورته بعملياتها الإجراميّة! (الإسلام) دينُ القِيَم التي تُزْرَع في النفوس والقلوب؛ لِتُصَدَّرَ للجوارح (تلك الإنسانية الكاملة) في بناء المرءِ لنفسه، وفي معاملته الطيّبة لغيره، أيًّا كان دينه، وجنسه، وسِنّه، ومكانه، أو مكانته؛ فذلك الغير أو الآخَر يستحق حُسن المعاملة وصِدقها، يستحق الخير لأنه فقط (إنسان)! فنحن بتمسّكنا بتعاليم ومبادئ دِيْنِنَا قادرون على صناعة (إنسان) بمساعدته على الحياة، بأن نشعر بألمه، ونشاركه هَمَّه؛ مِثَال -مجرد مِثَال- يا صديقي: هل من جيرانك، أو في الحَيِّ الذي تسكنُه مَن يعاني الفَشَلَ الكلويَّ، ويحتاجُ إلى الغسيلِ الدوريِّ؟! هل شاركته في معاناة مواعيده، وتنقلاته بحثًا عن الغَسِيل في المشافِى؟! هل فكرتَ، أو هل فكّرنا في أن نُقِيْمَ (وحدة غَسيل صغيرة في حَيِّنَا)، مِن أموالنا، مِن تبرعات المحسنين؛ صدِّقوني الأمر بسيط، ويحتاج فقط إلى العزيمة، والإحساس بالآخرين! قبل سنوات (وفي جامعة الإسكندرية في مصر)، أحسَّ بعضُ الطلاب بألم زملائهم مَرضى الفشل الكلوي -وكان منهم الأقباط-، وبتبرّعات بسيطة، وباستشارة زملائهم في كلية الطب، أحضروا في جامعتهم جهازَ (غَسِيل صغير ومستعمل)، ثم جهازًا ثانيًا.. وهكذا! فهلاّ جرّبنا (أنتَ، وأنا، ونحن) فِعْل ذلك في محيطنا السكنيّ، أو الدراسيّ (شعورٌ وعملٌ رائعٌ) المساهمة في حياة إنسان؛ دعونا نُجَرِّب، وهذه دعوة للشركات والمؤسسات التجارية لكي تَدعَم مثل تلك التجارب الإنسانية؛ ضمن برامجها في مجال المسؤولية الاجتماعية. aaljamili@yahoo.com
مشاركة :